الصباح العربي
السبت، 20 أبريل 2024 12:34 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

عبد الرحمن فهمي يكتب : ميدان «عبدالناصر» في إسرائيل ..له قصة

الصباح العربي

فعلاً..تم إطلاق اسم «جمال عبدالناصر» على ميدان كبير فى مستوطنة «كفار مندا».. اقترح أعضاء كتلة «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» المعروفة باسم «حداش» وهى تضم بعض العرب بجانب أغلبية يهودية فى مجلس المدينة.. وتمت الموافقة على الاقتراح بأغلبية كبيرة.. لماذا؟!.. ما سبب هذا القرار الخطير الغريب جداً.. وأيضاً قد يكون مريباً؟؟ أقول لك:طبعاً هناك اعتراض وامتعاض وغضب من القرار.. ولكن قدامى اليهود المخضرمين الذين عاصروا النشأة والمولد منذ عام 1948 يرون أن جمال عبدالناصر صاحب فضل كبير على إسرائيل!! كلام غريب جداً طبعاً.. ولكنه ليس غريباً على المخضرمين الذين عاصروا الحكاية من الأول.. الحكاية التى بدأت حينما حطم عبدالناصر فكرة «الهلال الخصيب» لنورى السعيد، رئيس وزراء العراق، أو قل «رجل العراق» الكبير فقد كان الملك صغيراً تحت الوصاية والوصي الأمير عبداللاه مقيم تقريباً فى القاهرة، حيث قضى طفولته وشبابه.. و«الهلال الخصيب» هى اتحاد الدول العربية المحيطة بإسرائيل لكى تقاوم هذه الدولة الوليدة!! ثم عبدالناصر هو الذي ألغى المعاهدة التي اقترحها الحبيب بورقيبة بين الدول العربية وإسرائيل بالتعهد بعدم التعدي على أراضى الغير لكى تتم محاصرتها فى المستطيل الضيق المقرر لها فى البداية وتوقع الدول الكبرى مع الأمم المتحدة على المعاهدة.. ثم النجاح فى توريط عبدالناصر فى حرب 1967 لكي تتوسع إسرائيل هذا التوسع الموجود حالياً وأهمها هضبة الجولان السورية التى لم يستغلها أحد.. فمن هضبة الجولان ممكن تدمير نصف إسرائيل بالمدافع بعيدة المدى.. وغير ذلك كثير.

باختصار شديد.. المخضرمون من اليهود القدامى أصحاب الفضل فى ولادة إسرائيل من الذكاء والدهاء بحيث تشويه صورة عبدالناصر عن طريق تكريمه!! مكر يهودى غير جديد عليهم.
وإنصافاً لعبدالناصر من أجل التاريخ لا أنسى برنامجاً تليفزيونيا قديماً فى تليفزيون «بى. بى. سى» للصحفى الكبير المرموق على أمين عندما قام بتعيينه هيكل كمراسل للأهرام فى لندن قبيل القبض على توأمه مصطفى أمين بتهمة التجسس بيومين.. البرنامج اسمه «آخر ملوك مصر».. قال على أمين فى نهاية البرنامج محللاً شخصية عبدالناصر بأنه وطنى لاشك.. فقط كان يحب نفسه أكثر من بلده.. وكانت تطلعاته الشخصية أكبر من قدراته العقلية.. كانت طموحاته تحتاج لشخصية لها عمق تاريخى وتجارب طويلة.. كان كل هدفه «إمبراطورية عربية» بدأ بصوت العرب ثم وحدة سوريا ثم تمويل انقلاب العراق ولم يدرك أن القوى العظمى لن تسمح له بذلك فضاع وأضاع البلد معه.

نقلاً عن المصري اليوم

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq