الصباح العربي
الجمعة، 19 أبريل 2024 11:31 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

”الصباح العربي” تكشف تداعيات زيارة السيسي لموسكو على الأوضاع بالمنطقة

الصباح العربي

شهدت العلاقات المصرية الروسية تطورات إيجابية ونقلة نوعية خلال العامين الماضيين تسعي مصر للبناء عليها لترسيخ الشراكة في المستقبل..هكذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقب جلسة المباحثات الثنائية لتناول سُبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين القاهرة وموسكو.

كما تناولت المباحثات بين الرئيسين مختلف الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تسوية سياسية الأزمة السورية وفقا لاتفاق جنيف، وتأكيد محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وكذلك بحث آخر التطورات فى العراق واليمن وليبيا، فى ظل ظاهرة الإرهاب التي تواجه المنطقة.

وفي إطار التطور التاريخي للعلاقات بين البلدين ، فرضت روسيا نفسها من جديد كلاعب مهم في شئون الشرق الأوسط ، في ظل المحاولات الإيجابية والدور المحوري الذي تقوم من خلاله روسيا لحل الأزمة السورية التي شهدت حالة من التأزم خلال السنوات الأربعة الماضية ، نتيجة فشل جميع المفاوضات العربية والدولية في إنهاء الوضع السياسي والأمني والعسكري في سوريا التي تمر بحالة من الاضطراب والانقسام الداخلي بين الجيش الحر والجيش النظامي وما يسفر عنه من سقوط آلاف القتلى والمصابين في سوريا أمام فشل جميع المفاوضات ؛ إلا أن كان للمفاوضات المصرية ـ الروسية التي حرصت خلال مفاوضاتها على إعادة فتح ملف الأزمة السورية ، وذلك من خلال دعوة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين "إلى تشكيل تحالف موسع لمكافحة الإرهاب يضم القوى الدولية والإقليمية الفعالة إضافة لسوريا، فضلاً عن ضرورة مواجهة التيارات المتطرفة التي تعمل على تأزم الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا ،من خلال وجود تعاون مشترك لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد استقرار الأمن في منطقة الشرق الأوسط ، في حال عدم إصرار الدول العربية التي تسعي لحسم ملف الأزمة السورية خاصة تلك الدول التي اشتركت في مؤتمر جنيف1. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الملك الأردني عبد الله الثاني للوقوف على أخر تطورات الأوضاع في سوريا خلال الفترة المقبلة . خاصة في ظل نجاح العلاقات المصرية - السورية التي تشهد حراكا كثيفا عقب حالة الانقطاع القائم بين البلدين لعدة سنوات ،وذلك بظهور وزير الخارجية السوري “وليد المعلم” على قنوات التلفزيون المصري ، فضلاً عن تأكيد الرئيس السوري “بشار الأسد” في لقاء إعلامي أجراه مؤخرًا، أنسوريا في نفس الخندق مع الجيش المصري والشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون مسمّياتهم كما تبدل مسمّيات أي منتج فاسد ، موضحاً أن التعاون بين البلدين متواصل ولم ينقطع، وطالب السلطات المصرية بضرورة أن تلعب مصر دور الدولة الهامة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقا من تاريخها العريق.

كما تسعى مصر في ظل قيادتها الجديدة إلى العودة لدورها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وقد تجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية مع روسيا خلال السنوات الأخيرة مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاماً ، وتعميقها عقب ثورة 30يوينو 2013 التي شهدت تطور في العلاقة وقوتها مع روسيا في الآونة الأخيرة ، حيث انفتاح هذه العلاقة المصرية الروسية واتسامها بالحيوية والفاعلية ، وإعادة تقييم موقف صناع القرار وتعبير عن قدرة مصر على التحرك.

وهذا ما أكد عليه الرئيس الروسي خلال مباحثاته عن الدور الحيوي والريادي الذي تقوم به مصر في ضمان أمن منطقة الشرق الأوسط، كما أعلن عن تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا ومصر، وإنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس، لافتاً إلى أن بلاده تعتزم زيادة إمدادات القمح إلى مصر، فضلا عن أن هناك العديد من الشركات الروسية الكبيرة في مصر .

وفيما يتعلق بالشأن السوري ، فقد احتلت الأزمة السورية مكانة في مباحثات الطرفين ، حيث دعا الرئيس الروسي خلال مؤتمر القمة إلى تشكيل تحالف موسع لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ، على أن يضم هذا التحالف القوى الدولية والإقليمية الفعالة إضافة لسوريا، وشدد على ضرورة مواجهة التيارات المتطرفة التي تعمل تسعي لاستمرار التوتر في المنطقة.

فمن جانبه ، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي ، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو تؤكد علي انطلاق مصر نحو مرحلة جديدة من إعادة فتح العلاقات الخارجية خاصة مع الدول  المتقدمة مثل روسيا والصين وغيرها م الدول التي تشهد حالة من الاندماج الاقتصادي والعسكري مع مصر خلال الفترة الأخيرة من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تمثل النموذج الممتاز في العلاقات الدولية، حيث أنه هناك تطور إيجابي ملموس في العلاقات المصرية الروسية ، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي حريص علي تطور التعاون الثنائي بين مصر وروسيا بشكل كبير من خلال الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، وخصوصًا على المستوى الرئاس .

وتابع هريدي ، أن هناك تفاهم بين واشنطن وموسكو، والقواسم المشتركة بين روسيا ومصر، تجاه الوضع في سوريا، وهي أن الحل السياسي لا يمكن أن يكون ثمنًا لانهيار الدولة السورية، وللشعب السوري الحرية المطلقة والقرار في اختيار من يحكمهم، والقاسم المشترك الاخر، هو معارضة أي تدخل عسكري في الأزمة السورية.محذراً من وجود صفقة أمريكية تركية ستنطلق في شمال سوريا، موضحًا أن اتفاق الرؤي بين القاهرة وموسكو ومجموعة من العواصم العربية والإقليمية، ليس معناه أن نترك سوريا ضحية للعدوانية التركية.

وقال سفير مصر بموسكو السفير رخا أحمد حسن، إن العلاقات الروسية في تطور ملحوظ وتزداد يومًا بعد الآخر، مشيرًا إلى أن ضخ الاستثمارات الروسية المتوقعة في محور قناة السويس ستحدث طفرة نحو المستقبل ، موضحاً أن روسيا لها دور في 3 قضايا رئيسية في منطقة الشرق الأوسط أبرزها الأزمة السورية ويليها الأزمة الليبية".

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الدكتور صلاح هاشم ، أن زيارة الرئيس السيسي لروسيا، ربما جاءت من أجل وضع النقاط على الحروف لإنهاء الأزمة السورية، وخصوصا فى ظل القدرة الروسية على تحريك الملف نحو الاتجاه الصحيح، وإنهاء الوضع المتأزم فى ظل تقارب مصر مع دول الخليج، وقدرة القاهرة أيضا على إقناع دول الخليج بضرورة العمل من أجل الشعب السوري والدولة السورية، بعيدا عن الأشخاص وخصوصا بشار الأسد، ولذلك لن تُحَّل الأزمة إلا إذا كان هو جزء من مسار الحل. مشدداً علي أهمية التعاون العسكري الروسي المصري باعتباره صمام الأمان فى المنطقة، مشيرا إلى أن القيادتين الروسية والمصرية يعملان حاليا وخلال هذه الزيارة وربما قبلها وكذلك بعدها على استقرار المنطقة وجذب المزيد من الاستثمارات والتي تعد العمود الفقري لمحاربة الإرهاب عبر العمل على القضاء على البطالة وكذلك رفع المستوي المعيشي للأفراد فى المجتمعات الفقيرة.

وتابع :إن التقارب الروسي السعودي مؤخرا كان لمصر دور كبير فيه من أجل العمل على إذابة الجليد بين الرياض وموسكو هو ما حدث بالفعل، لتأتي بعدها التصريحات الإيرانية مهرولة نحو تحقيق التصالح والتقارب الإيراني السعودي لتكون الأزمة السورية هى بوابة العمل على إنهاء الصراع الطائفي الذى دائما ما يؤكد عليه الرئيس السيسي.

وحول تأثير الزيارة علي دول الخليج ، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، أن التقارب المصري-السوري أو المصري-الروسي لم يمر دون تأثير على العلاقات السعودية-المصرية ، خاصة بعد أن تراجعت الرياض عن مشروع بناء قوة عربية مشتركة التي دعا إليها السيسي في القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ ، مؤكداً أن الخليجيين باتوا يدركون أن المنطقة بدءا من اليمن مرورا بالعراق وسوريا وإلى غاية ليبيا ، خاصة وأن هذه الدول تدرك تماما أنه لا يمكن لمصر أن تكون تابعة بل إن لها دور محوري .موضحاً أن التحركات المصرية حاليا تحظى بتزكية سعودية ، بل وحتى التقارب السعودي-الروسي يمكن قراءته .

ويذكر أن زيارة الرئيس السيسي إلى موسكو تعد الزيارة الرابعة خلال العامين الماضيين ، مما ساهم في عودة تاريخ  العلاقات الدبلوماسية بين مصر روسيا والتي تعود للسادس والعشرين من شهر أغسطس لعام 1943 ، حيث شهدت تطورات وتغيرات على الصعيدين الخارجي والداخلي ، خاصة في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي شهدت العلاقات الدولية المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية التي ساهمت في حل الأزمة التي قامت الولايات المتحدة الأمريكية بافتعالها عقب ثورة المصريين في 30يونيو من عام 2013 فور سقوط النظام الأسبق من حكم المعزول محمد مرسي ، إلا أن كان للتقارب التاريخي بين موسكو والقاهرة أثره الإيجابي في تطوير السلاح العسكري بدلا من الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 60 % إلى 65 % ، لكن مع التقارب الجديد بين القاهرة وموسكو، يمكن أن تزيد نسبة الاستيراد المصري من الأسلحة الشرقية.

 

 

 

 

روسيا مصر السعودية المنطقة الشرق الأوسط

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq