حالة من الذعر والقلق شهدها الشعب المصري، حول ظهور الحيتان وأسماك القرش في البحار المصرية، خاصة بعد نشر تقرير صحيفة الجارديان الذي يشير إلى وجود علاقة قوية بين ما يحدث وافتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة، لهذا نلقي الضوء على هذا الأمر من خلال الخبراء المتخصصين في علوم البحار لنعرف الحقيقة

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريروأعده مراسلها باتريك كينجسلي، وأشار فيه إلى أن مخطط قناة السويس "يهدد النظام البيئي والنشاط البشري في البحر الأبيض المتوسط"، ونقل عن علماء وباحثين دوليين أن القناة الجديدة تنذر بغزو المزيد من الكائنات البحرية الضارة للبحر المتوسط عبر البحر الأحمر، ويحتمل أن يمتد الضرر المحتمل إلى المنطقة ككل.

الحيتان ليست أسماك القرش

يعلق الدكتور نورأحمد عبدالمنعم، خبير الموارد المائية، أنه يجب علينا أن نُعرف الناس أولآ الفرق بين الحيتان وأسماك القرش، فالكثير منا يعتقد أنهم شئ واحد، وهذا خطأ كبيرا فكلاهما مختلفان الحيتان تعيش في المحيطات الواسعة،وبها الحوت الأزرق هو أكبر الحيوانات الثديية ذوات الدم الحار، تعيش في البحار والمحيطات وتلد فيها, وتعد الحيتان من أكبر المخلوقات على الأرض.

حياة الحوت

أفاد الدكتور "نور"،أن الحيتان الزرقاء تبدأ حياتها بالتزاوج في آواخر فصل الخريف، وتستمر حتى نهاية فصل الشتاء، ولا يُعرف الكثير عن عادات تزاوج هذه الحيتان، مفيدآأنها تلد الإناث عادةً مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات، ويكون ذلك في بداية فصل الشتاء بعد فترة حمل تتراوح ما بين 10 و12 شهراً.

أسماك القرش

أما عن حياة أسماك القرش يؤكد خبير الموارد المائية، أسنان سمك القرش قوية للغاية، هي السلاح البتار الذي يستخدمه في قضم فريسته، للقروش حاسة شم قوية فرائحة الدم تجذبها وتهيجها وتجعلها تهاجم أي شيء يقابلها، لديه حاسة سمعية قوية تستطيع سماع حركات الأحياء الأخرى من على بعد إثنين كيلومتر تقريبا.

مؤكدآ،أن هناك 44 نوع من أسماك القرش متواجدة بالفعل بمناطق خليج السويس والبحر الأحمر من إجمالي 460 نوع من أسماك القرش منتشرة في جميع محيطات وبحار العالم،مشيراً إلى أن أخطرهم نوعي الماكو والأوشنك.

أهمية وجودها في البيئة البحرية

أوضح أيضآ، أن وجود القروش في البيئة البحرية هام حيث تقوم بمنع الازدحام الغير متزن لأنها تتغذى على الأسماك الضعيفة والمريضة لتمنع انتشار الأمراض في البيئة البحرية وتختلف طريقة الهجوم من نوع لآخر ومن وقت لآخر.

قيمة القرش الاقتصادية

أسماك القرش لها أهمية وقيمة اقتصادية كبيرة، وتمثل عامل جذب كبير للسياحة ويمكن الاستفادة منها في تنشيط سياحة الغوص، مؤكدة على أن معظم أنواع أسماك القرش ليست مفترسة بطبيعتها، وغير قادرة على مهاجمة الأسماك.

إدعاءات الجارديان

أكد الدكتورنورعبدالمنعم، أن ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، التي أكدت في تقريرها أن الأسماك والحيتان المفترسة ستتغول في مصر نتيجة إفتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة، ما هو إلا إدعاءات مُغرضة وإتهامات باطلة، فعلى أي أساس استندت على ذلك لم يذكر في التقرير اسم منظمة عالمية متخصصة في علم البحار لتؤكد ذلك حول ظهور أسماك القرش في مصر تلك الفترة.

نوه خبير الموارد المائية، تنويه هام إلى كل المصريين ليس كل ما ينشر فى الجرائد الغربية عن مصر صحيح،لأن تلك الجرائد مدفوعة الأجر مقدمآ قبل صدورها على حساب المصدقية.

ظهور الأسماك أمرا طبيعيا

بينما يستبعد الدكتور عبدالعاطي الشافعي، رئيس جمعية حراس النيل،أن ظهور الحيتان وأسماك القرش في ذلك الوقت، ليس له علاقة بتقرير الجارديان.

حيث أكد،أن ظهور أسماك القرش في ذلك الوقت ما هو إلا أمرا طبيعيا نتيجة تكاثرها،ولا تجد من يتعامل معها في إصطيادها فتتكاثر وتتوالد بكثرة.

أفاد "عبدالعاطي"، أننا إذا تعاملنا من هذه الأسماك ستصبح مصدر اقتصادي قوي للبلد خاصة في إستخدام لحومها وجلودها.

علاقة التفريعة

أكد رئيس جمعية حراس النيل ،أنه لا يوجد علاقة بافتتاح تفريعة قناة السويس وظهور الحيتان وأسماك القرش، مشيرًا إلى أن البحر المتوسط والأحمر نظامان مختلفان تمامًا، وظهور هذه الكائنات على السطح يعني أنها ضلت الطريق باحثة عن الطعام؛ بسبب ظاهرة تغير المناخ التي تنذر بمهاجمة العديد من الكائنات فيما بعد؛ وهي ظاهرة خطيرة تهدد السواحل على مستوى العالم كله وليس في مصر فقط.

ليس تخصص في علم البحار

علق الدكتور أحمد فوزي دياب، كبير خبراء المياه في الأمم المتحدة وخبير استراتيجيات المياه،أن ما حدث في البحار المصرية من ظهور لأسماك القرش في ذلك الوقت ليس له علاقة لما ورد في تقرير الجارديان .

حيث أكد الدكتور "أحمد"، أن "الجارديان" ما هي إلا صحيفة وليست متخصصة في مجال علم البحار فكيف يتم تصديق ما ينشر بها في ذلك الأمر.

التغييرات الإقليمية

أوضح "فوزي"، أن ما حدث هو نتيجة للتغييرات الاقليمية التي يشهدها العالم بسبب العوامل المناخية والعوامل البشرية كلاهما هو السبب الرئيسي في إحداث التغييرات الاقليمية.

اتصال الموانئ

أشاركبير الخبراء،إلى حركة الموانئ فهي حركة بيئية متصلة ببعضها البعض، وبعد الافتتاح لم يظهر أي ظهور للحيتان والأسماك فعلى أي أساس بنت التقرير عليه ونشرته.

أفاد أيضآ، أن الحيتان لا تعيش في البحر الأحمر،وأن ظهوره في ذلك الوقت دليل أنه ضل الطريق لأن حركة الموانئ متصلة ببعضها كما ذكرت في السابق، فلا خطوره منها، مفيدآ أن عند ظهورها ظهرت في وسط البحر لأنها تعيش في المياه العميقة ولا تستطيع أن تتواجد من قرب الشاطئ.

بين الاحتمالين

ويرى الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه ومستشار وزير الموارد المائية الأسبق،أن الأحياء المائية التي ظهرت قد ضلت طريقها ودخلت على البحر الأحمر وهذا ليس موطنها الأصلي ولا تعيش فيه لهذا لا خوف منها.

أما عن ما نشر في التقرير، أن تفريعة قناة السويس هي السبب في ذلك، هذا شئ محتمل وغير محتمل أيضآ، والفيصل الوحيد في ذلك هو إعداد فريق من الباحثين والخبراء فى علم البحار لدراسة تلك الظاهرة للتأكد من صحة المعلومة ومهمآ كانت النتائج النهائية للدراسة يتم العمل على أساسها بشكل علمي صحيح.

نُدرة الشواطئ العربية

أضاف الدكتور محمود النقيب، خبير الثروة السمكية بكلية الزراعة جامعة الأزهر،أن الحيتان تتواجد فقط في جبل الطارق والشواطئ الأسبانية ونادرآ ما تتواجد في الشواطئ العربية.

أما عن القروش ليس لها مشكلة في البيئة المصرية لأنها تعيش بها، وأن ماحدث من ظهورها في البحار بهذا الشكل هو نتيجة تغير سلوكها حينما يستفزها بعض الناس أثناء عملية السباحة أو الصيد.

حادثة شرم الشيخ

أشار "النقيب"،إلى حادثة حدثت في شرم الشيخ عام 2010،حينما هاجم سمك القرش لبعض السياح وكان من بعضهم أصيب بجروح بالغة في جسده، وعندما قمنا بتشريح هذا السمك وجدنا في داخلة تغير الأعضاء الداخلية له وتضخم في بعض الأجزاء أيضآ،وهذا يدل على التغيرات المناخية التي تصيب البحار المائية مثل ما يحدث مع الإنسان أيضآ .

نوه "النقيب"، أن الأبحاث التي نشرت في الصحف العالمية ما هي إلا أبحاث صهيونية يتم إرسالها إلى تلك الصحف لأنها واسعة الانتشار وهدفها الوحيد إثارة البلبلة حول مصر خاصة في تلك الفترة.

الاتزان البيئي

ويصف خبير الثروة السمكية، أن ما حدث في البحار المصرية هو كسر في الاتزان البيئي،وأن أسماك القرش تظهر بقوة في أمريكا وأستراليا حيث يعانون منها نظرآ لتواجدها وتغلغلها في بحارهم .