الصباح العربي
الأربعاء، 24 أبريل 2024 07:08 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

فتحي محمود يكتب: الأهرام..والخليج العربي

الصباح العربي

منذ صدور العدد الأول من «الأهرام» عام 1876، اهتمت بالشئون العربية والخارجية بشكل ملحوظ خاصة منطقة الخليج العربي، وكانت من أوائل الصحف المصرية التى لها مراسلون فى معظم دول العالم. 

لذلك لم تكن مفاجأة لى الأوراق المقدمة للنسخة الرابعة من المؤتمر الدولى عمان فى الصحافة العالمية ، الذى نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان منذ أيام، وأقيم فى إطار برنامج فعالياته المعرض الوثائقى الذى يؤكد أهمية الصحيفة باعتبارها وثيقة تاريخية . وقد شمل الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام برعايته حفل الافتتاح ،بمشاركة نخبة من الخبراء والمسئولين والباحثين والمهتمين والمختصين فى مجالات الثقافة والإعلام والتاريخ . وقد ألقت المناقشات الضوء على الدور المهم الذى لعبته صحيفة الأهرام عبر التاريخ فى الاهتمام بالقضايا العربية . 

حيث تحدث الباحث ناصر بن سعيد العتيقي، فى ورقته عن التاجر الفرنسى جوجير مراسل جريدة الأهرام المصرية من مسقط خلال الفترة (1904 ـ 1905)، ويعتبر جوجير أحد المستشرقين الفرنسيين وعاش فى مسقط اعتبارا من عام 1899 م واتخذ منها مركزا تجاريا له .وتناول الباحث أهم المراسلات التى كتبها جوجير من مسقط وتاريخها، ، إضافة إلى عرض لأهم المقالات التى وردت فى جريدة الأهرام ونتيجة هذه المقالات فى الساحة العربية والخليجية وتأثيرها . 

ولم يقتصر الحديث عن الأهرام على ذلك، فقدم الدكتور بدوى رياض عبد السميع، الأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، ورقة عمل حول تناول صحيفة الأهرام المصرية للشئون العُمانية ، حيث ألقت بظلالها على الساحة الإقليمية والدولية، وانعكست آثارها على الأوضاع فى منطقة الخليج العربى من ناحية، وعلى العلاقات العربية العربية من ناحية أخري. 

وقد لعبت الصحافة المصرية دورا تاريخيا ، وفى القلب منها صحيفة الأهرام ـ وفقا للباحث ـ دورًا كبيرًا فى دعم العلاقات العربية. 

كما لفتت الانتباه ورقة الدكتور عبد الحميد عبد الجليل شلبي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر فرع المنصورة، عن دور عمان السياسى والحضارى تجاه القضايا العربية فى الصحافة المصرية 1970-1980م وركز على الأهرام ، حيث تعد الفترة التى بدأت منذ تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مقاليد الحكم من أهم مراحل التاريخ المعاصر فى عُمان . وفى غضون سنوات معدودة وضع اسسا صلبة لسياسات عُمان الداخلية والخارجية، واستهدفت تلك السياسة إبعاد البلاد عن الصراعات والحروب والتحزبات والتوترات التى كانت تشهدها المنطقة، مع التفرغ لبناء الدولة على أسس علمية سليمة. 

وبقدر وضوح رؤيته إزاء السياسة العالمية، فإن ذات الوضوح لم يتغير فى السياسة العربية والإقليمية، فقد أيد القضايا العادلة لأمته العربية. وكما كان لهذه الفترة أهميتها فى السياسة العمانية تجاه القضايا العربية، فإنها ايضًا تمثل أهمية قصوى فى إبراز وجه عُمان الحضارى ، وكان للصحافة العربية والعالمية بوجه عام، والمصرية بوجه خاص، دور فى عرض توجهات السياسة العمانية ، وإبراز الجوانب الحضارية والثقافية لدى المجتمع العمانى وأثرها فى اتخاذ القرار حيال القضايا العربية، وظهر ذلك واضحا فى رصد الأهرام لمواقف السلطنة تجاه القضايا العربية، وللموروث الحضارى والثقافى العمانى وأثره على مواقفها. 

إن مثل هذه المؤتمرات العلمية توضح قيمة الصحيفة كوثيقة تاريخية، وتكشف عن العلاقات الوثيقة بين مصر وسلطنة عُمان عبر عصور التاريخ ،وتقدم نتائج مهمة خاصة إذا كانت تحت رعاية الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام ، لأنه قبل أن يكون وزيرا فهو استاذ للصحافة بالجامعة وحاصل على الدكتوراة فى إدارة المؤسسات الصحفية من جامعة ليستر بالمملكة المتحدة، وقبل ذلك وبعده فنان مبدع فى التصوير الضوئي، وحاصل على جوائز عربية ودولية عديدة فى هذا المجال. 

كما يكتسب هذا المؤتمر أهمية إضافية لكونه جزءا من الفعاليات الإعلامية والثقافية والفنية المصاحبة لاحتفال السلطنة بالعيد الوطنى السادس والأربعين فى 18 نوفمبر المقبل، حيث انطلقت مسيرة النهضة بمزيج من الأصالة والمعاصرة، وبرؤية واضحة للسلطان قابوس لما يتمناه لعمان، الوطن والشعب، الدولة والمجتمع، وتحمل مسئولية إحياء حضارة الإنسان العماني، واستعادة أمجاده. 
نقلا عن الأهرام

مقالات ورأى

click here click here click here altreeq altreeq