الصباح العربي
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 08:42 صـ
الصباح العربي

الأخبار

الإفتاء: لا بد من تغيير الإستراتيجية الأمنية في مواجهة الإرهاب

الصباح العربي

حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، من خطورة العمليات الإرهابية التي ترتكز على زرع العبوات الناسفة وتفخيخ المركبات، حيث إنها تمثل وسيلة مضمونة النتائج الدموية وسهلة التنفيذ للجماعات الإرهابية، وفي المقابل يصعب السيطرة عليها أمنيًّا في ظروف شبيهة بالمناخ العام المصري وما تشهده شوارعه من فوضى السيارات المتهالكة، وكذا السيارات الحديثة الموجودة بالميادين والشوارع الرئيسية، مما يجعل من السهل زرع القنابل التفجيرية بجانبها وتفجيرها من مسافات بعيدة.

وأوضح المرصد، في بيانٍ أصدره، أن العملية الإرهابية الخسيسة التي استهدفت الكاتدرائية البطرسية بالعباسية وراح ضحيتها 24 شخصًا و49 مُصابًا، وقبْلها بساعات معدودة تم استهداف أحد الأكمنة الأمنية بشارع الهرم بمحافظة الجيزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، تؤكد ضرورة تغيير الإستراتيجية الأمنية في مواجهة الإرهاب ميدانيًّا والتنسيق بين الإدارة الأمنية والإدارة المحلية لتنظيف الشوارع وكشف أوكار الإرهابيين وعدم التهاون في التعامل مع العشوائية الموجودة بالميادين التي تسمح للمخرِّبين باستهداف أكبر عدد من الأبرياء وتشويه الصورة المصرية بما يعود سلبًا على الموارد الاستثمارية والسياحية.

وأضاف المرصد أن قوة العبوات الناسفة تشهد تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، ففي عملية تفجير كمين الهرم استخدمت العناصر الإرهابية عبوات ناسفة تزن 5 كيلو من المواد شديدة الانفجار، وتم تفجيرها من مسافة بعيدة، كما أن الحصيلة الأولية لعملية استهداف كنيسة العباسية تشير إلى أن التفجير تم إعداده بدقة واستخدمت فيه كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، وهو ما يشير إلى إمكانية حصول المتطرفين والإرهابيين في الداخل على دعم ومساعدة من جهات خارجية في إعداد العبوات الناسفة والمواد المتفجرة، وهو ما ينذر بخطر شديد في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بمواجهة وملاحقة الجماعات والتنظيمات التكفيرية والإرهابية.

ولفت إلى أن الرصد والمتابعة الدقيقة لعمليات التيارات الإرهابية في مصر يؤكدان أن أهداف تلك الجماعات تنحصر في استهداف رجال الشرطة والجيش ودُور العبادة والقيادات الدينية، وأمثلة ذلك كثيرة، فقد شهد يوليو الماضي اغتيال مدير مباحث مركز طامية في الفيوم، تلا ذلك محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، في أغسطس، وإلقاء قنبلة أمام نادي دمياط في 4 سبتمبر، ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد في 29 سبتمبر بعبوة ناسفة، إضافة إلى محاولة اغتيال المستشار أحمد أبو الفتوح، عضو اليمين في الدائرة السادسة بجنايات القاهرة، واغتيال العميد عادل رجائي باستخدام الرصاص.

وشدَّد المرصد على أن إلقاء الكرة في ملعب الجهات الأمنية وحدها بمثابة الظلم الفادح، وعلى كل طوائف المجتمع الإدراك الواعي للخطر الذي يهدد وطنهم بما يفرض عليهم شرعًا الإبلاغ عن المشتبه بتورطهم في تلك الممارسات، وعلى مؤسسات الدولة الانتفاض لتوعية الشباب بأفكار تلك التيارات وما تقوم عليه من عنف ودمار لمستقبل بلادهم، وكذلك العمل الميداني في الجامعات والمعاهد والمدارس ومراكز الشباب وفصول محو الأمية والتعمق في صفحات التواصل الاجتماعي بالحوار المباشر، وفي الطرف المقابل يجب على الإعلام أن يدرك خطورة المرحلة ويضرب بيد من حديد على تلك الأفكار من خلال إبراز الأفكار الوسطية التي يقوم عليها الأزهر الشريف ويدعو إليها إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وكل رموز المؤسسة الدينية، ومن بينهم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، فكما استطاع الإعلام دعم الجيش المصري حتى تحقق نصر أكتوبر العظيم من خلال التعبئة العامة للخطوط الداخلية، عليه مجددًا استعادة تلك الذاكرة الوطنية في مواجهة استعمار جديد يعيش أفراده بيننا ويندسُّون داخلنا ويقاسموننا الماء والهواء.

الإفتاء: لا بد من تغيير الإستراتيجية الأمنية في مواجهة الإرهاب

الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq