الصباح العربي
الأربعاء، 24 أبريل 2024 03:21 صـ
الصباح العربي

المرأة والصحة

كيف تتمكنبن من تجنب أخطار تكرار الولادة القيصرية مرة أخرى؟

الصباح العربي

تقول القاعدة الطبية إنه لا توجد حالة مثل أخرى على نحو مطلق، ومع ذلك، تظل تتساءل السيدات الحوامل طوال فترة حملهن عن أفضل طريقة للولادة: الولادة الطبيعية أم الولادة القيصرية.

ويظن البعض أن هذا القلق مقترن بالحمل الأول فقط، ولكن الولادة الثانية وما يليها لها مخاوفها أيضًا، خاصةً بعد خوض تجربة الولادة وآلامها في حد ذاتها وازدياد الرغبة في تجنب مشكلات الولادة الأولى، كما قد يظن البعض أن الحامل التي خضعت لولادة قيصرية في ولادتها الأولى لديها خيارات في الولادات التالية أقل من نظيرتها التي خضعت لولادة طبيعية في ولادتها الأولى، بمعنى أن من خضعت لولادة قيصرية في حملها الأول لا بُد أن تخضع لولادات قيصرية في الولادة الثانية وما يليها.

وقد تسبب في انتشار مثل هذا الاعتقاد، ميل بعض الأطباء إلى تجنب الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية، خوفًا من تمزق الرحم خلال الولادة، لأنه يكون مصابًا بالفعل بندب إثر الجراحة الأولى، لكن الدراسات الحديثة أثبتت خطأ هذا الاعتقاد، أي يمكنك إجراء ولادة طبيعية في حملك الثاني، حتى لو كانت الأولى قيصرية، وسيكون إجراء آمنًا تمامًا بالنسبة لأغلب السيدات، بل في الواقع يفضّل عدم اللجوء إلى تكرار الولادة القيصرية.

بالطبع هذا قرار لا يمكنك اتخاذه بين ليلة وضحاها، فالخضوع لولادة طبيعية بعد القيصرية له صعوباته تمامًا، مثل تكرار الولادة القيصرية، لذا لا بُد من مناقشة الأمر مع طبيبك باستفاضة والتوصل للقرار الأنسب لحالتك، وهناك العديد من الاعتبارات والاحتياطات التي لا بُد من مراعاتها لضمان حصولك على ولادة آمنة.

أولًا:

يجب أن يكون المستشفى الذي ستتم به الولادة مجهزًا بغرفة للطوارئ على أتم الاستعداد لاستقبال المرضى في أي لحظة، ففي حالة وقوع أي مضاعفات خلال الولادة الطبيعية، قد يستلزم الأمر نقلك إلى غرفة جراحية لإجراء ولادة قيصرية، مع العلم أن هناك بعض المستشفيات التي قد ترفض إجراء ولادات طبيعية بعد الولادة القيصرية، خوفًا من مسألة تمزق الرحم وما يصاحبها من مضاعفات، ولكن يجدر بالذكر أن أغلب الحالات التي يحدث لها تمزق بالرحم لا تزيد عن 1%.

ثانيًا:

يمكنك، بمساعدة طبيبك، أن تحددي أفضل طريقة لولادتك الثانية، بحسب شكل الندب الموجود بالرحم إثر الولادة القيصرية التي سبق لك الخضوع لها، عادة ما يصنع الأطباء قطع أفقي بالرحم في الولادات القيصرية، وفي هذه الحالة تكون فرصة حدوث ضئيلة ويكون الخضوع لولادة طبيعية آمنًا.

أما إذا كان الندب بشكل عمودي، وعادة ما ينجم ذلك عن إجراء الولادة القيصرية تحت ظروف طارئة، فيفضل تجنب إجراء ولادة طبيعية، لارتفاع احتمالية حدوث تمزق بالرحم في هذه الحالة. وفي بعض الحالات النادرة، قد يكون الندب الذي صنعه الطبيب بالولادة القيصرية الأولى على شكل حرف (T)، وحينها لا تكون الولادة الطبيعية آمنة على الإطلاق.

ثالثًا:

الفترة الزمنية ما بين ولادتك الأولى القيصرية وولادتك الثانية الطبيعية، يجب ألا تقل عن 18 شهرًا، وذلك حتى يكون الإجراء الأخير آمنًا بما يكفي.

رابعًا:

لا يمكنك الخضوع لولادة طبيعية بعد الولادة القيصرية، إذا سبق لكِ الإصابة بتمزق الرحم أو الخضوع لأي إجراء جراحي موسع بالرحم.                                 

خامسًا:

إذا قررتِ الخضوع لولادة طبيعية، لا بُد أن يكون جسمك مستعد لذلك، فاحرصي، على مدار فترة حملك، على اتباع نظام صحي ومتوازن لا يخلو من الفواكه والخضروات والبقوليات والكربوهيدرات، ومن الضروري أن تتحلي بوزن مناسب لجسمك ومرحلتك العمرية، خاصةً أن الوزن الزائد قد يُصعّب عليكِ الولادة الطبيعية.                                  

وأخيرًا، اعلمي أن الخضوع لولادة طبيعية بعد القيصرية سيعفيكِ من وجود ندب آخر برحمك وستحتاجين فترة أقصر للتعافي والمكوث في المستشفى، لكن تذكري أن المرور بأوجاع الولادة ثم الخضوع بعد ذلك إلى جراحة قيصرية أصعب بكثير من الخضوع لولادة قيصرية تم التحضير والتخطيط لها من البداية، لذا احرصي على مناقشة طبيبك في جميع التفاصيل والتوصل إلى الاختيار الأنسب لحالتك ولا تقيسي على حالات أخرى، فالقاعدة الطبية تقول: "ليس هناك حالة طبية تشبه نظيرتها على نحو مطلق".

تجنب أخطار تكرار الولادة القيصرية

المرأة والصحة

click here click here click here altreeq altreeq