أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأن شركة "بريتيش بتروليوم" قررت عدم المشاركة في الموجة الأولى من الاتفاقات الخاصة بتطوير احتياطات النفط والغاز في إيران بعد رفع العقوبات الدولية – لتبقى بمعزل عن منافستيها الأوروبيتين الكبيرتين "رويال داتش شل" و"توتال".

وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني – أن إيران أبرمت سلسلة من الاتفاقات مع مجموعات أجنبية تعمل بمجال الطاقة في الأسابيع الأخيرة بما في ذلك "توتال" و"شل" وتخطط لمنح مزيد من التعاقدات مطلع هذا العام، في الوقت الذي تكتسب فيه جهود طهران لاجتذاب الاستثمار الأجنبي المطلوب بشدة زخما.

وقالت الصحيفة إنه ومع ذلك فإن "بريتيش بتروليوم"، التي ساهمت في أول اكتشاف للنفط الإيراني عام 1908، تتبع أسلوب التعامل بحذر قبيل تولي دونالد ترامب مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة وما قد يصاحب ذلك من تجدد التوترات الدبلوماسية.

وأضافت الصحيفة أن "بريتيش بتروليوم" لم تتقدم للمشاركة في العطاء القادم لحقوق التنقيب والإنتاج في إيران، بحسب مصادر مطلعة، ولا تمتلك خطط فورية لاتفاقات منفصلة من النوع الذي توصلت إليه "شل" و"توتال".

ووفقا للمصادر، فإن السبب الرئيسي في عدم المشاركة هو سبب تجاري، حيث أوضحوا أنها "مسألة تتعلق بأفضل عائدات يمكن تحقيقها من الاستثمار"، وأن الشركة تمتلك كثيرا من الفرص الجذابة في أماكن أخرى، غير أن هذه المصادر اعترفت بأن استمرار وجود بعض العقوبات ضد إيران – وفرص اتخاذ إدارة ترامب موقفا متشددا ضد طهران – لعب دورا في إبعاد "بريتيش بتروليوم" عن المشاركة.

ولفتت الصحيفة إلى أن طهران تسابق الزمن من أجل إبرام اتفاقات قبل رحيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الشهر، وفيما لا يزال من غير الواضح إذا ما كان ترامب سيمضي قدما في وعد حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي الذي توصل إليه أوباما، فإن تدهور العلاقات الأمريكية الإيرانية من جديد يبدو أمرا مرجحا.