بعد عامين من الحرب باليمن، يضطر الآلاف من مرضى السرطان للبحث في السوق السوداء عن أدوية هامة في ظل تداعي البلاد.

وأودى الصراع بين جماعة الحوثي المسلحة والتحالف العسكري بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص وتسبب في انهيار اقتصادي بطيء مما أجبر العاملين في القطاع الصحي على العمل دون أجر وقلص قدرة المرضى على شراء علاجهم.

وفي ظل سيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران على المراكز السكانية الرئيسية فإن الحصار شبه الكامل الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية على الحديدة أحد الموانئ الرئيسية في البلاد أدى إلى عرقلة واردات الطعام والدواء التي تشتد الحاجة إليها.

وقال عبد الوهاب النهمي نائب مدير المركز الوطني لعلاج الأورام إن رفوف الدواء في المركز خالية وإن المرضى اليائسين يضطرون للبحث في السوق السوداء.

وتابع: "منذ الربع الرابع لعام 2016 نفدت كل الكمية الموجودة لدينا بالمخازن. والآن المرضى يتكبدون عناء توفير الأدوية والبحث عنها في السوق المحلية بغلاء أسعارها وكونها ربما مهربة نوعا ما. والكثير من المرضى يأتون لتلقي هذه الخدمة وللأسف الشديد لا يستطيعون تلقي هذه الخدمة كاملة."

وأوضح أن التمويل الرسمي لا يفي سوى بثلاثين بالمئة من احتياجات المركز.

و من ناحيته، قال ريك برينان مدير العمليات الطارئة في منظمة الصحة العالمية "هناك حاليا أكثر من 14.8 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية في ظل عمل أقل من 45 في المئة من المنشآت الصحية."

"لم يحصل العاملون في مجال الرعاية الصحية على رواتبهم بانتظام منذ نحو ستة أشهر. ثمة نقص حاد في الإمدادات الطبية. يموت الكثير من اليمنيين في صمت دون أن يعرف مصيرهم أو يلحظهم أحد أو تسجل حالاتهم."