الصباح العربي
السبت، 20 أبريل 2024 03:17 مـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

سليمان جودة يكتب: التحية واجبة لهما!

الصباح العربي

إذا استطاع القارئ الكريم أن يصبر معى إلى آخر هذه السطور، فسوف يرى أنى كنت على مدى سنين أدافع عن قضية تخصه فى أمر جامعة النيل، وأن الموضوع عندى لم يكن مجرد جامعة سطا على أرضها وأبنيتها آخرون، ومن حقها أن تستعيد أشياءها.. لا.. لم يكن الأمر عندى يتوقف عند هذا الحد، ولكنه كان أكبر!

كنت منذ أول كلمة كتبتها فى هذا الملف على يقين بأنك تستطيع بقضية التعليم وحدها أن تفرق بين أمة تخطو على طريقها إلى المستقبل، وبين أمة أخرى لا تخطو عليه ولا تعرفه!

كنت.. ولا أزال.. أتطلع نحو أى أمة، ثم أسأل هذا السؤال: هل التعليم يمثل أولوية عندها، لا تنافسها أولوية ثانية؟!

إذا كان الجواب بـ«نعم» ففى إمكانك وأنت مغمض العينين أن تقطع بأن هذه الأمة على الطريق الصواب تماماً.. والعكس صحيح على طول الخط!

كانت جامعة النيل، منذ نشأت كفكرة، تعمل من أجل حشد المجتمع كله فى هذا الاتجاه، من أول كتابات الأستاذ على الشلقانى الذى كان- يرحمه الله- مؤمناً بفكرتها كإيمانه بنفسه، وصولاً إلى كل رجل وضع فيها طوبة واحدة!

والفكرة فيها كانت، ولاتزال طبعاً، أن التعليم فى فطرته الأولى هو التعليم الأهلى.. لا الحكومى ولا الخاص.. أى التعليم الذى لا يعمل بهدف الربح، وإنما من أجل إتاحة خدمة تعليمية ممتازة لطالبها، ولأنها كانت كذلك فلقد كنت أدعمها منذ لحظتها الأولى، ليس بهدف أن تقوم كجامعة فى مكانها، وفقط، ولكن بهدف أن تكون بداية لما بعدها من بدايات فى كل أنحاء البلد.

غير أن أشياء قد فاجأتها على الطريق فعطلتها، وهى أشياء تحدثت عنها من قبل بما فيه الكفاية، فلا أعود إليها، وأعود بدلاً منها إلى الخبر الذى زفه إلينا زميلنا الأستاذ محمد كامل، على الصفحة الثالثة من هذه الجريدة، صباح أمس، فقال إنه عرف أن تعليمات صدرت من مجلس الوزراء، ومن الدكتور خالد عبدالغفار، بأن تتسلم الجامعة مبناها المحتل من مدينة زويل، فى موعد أقصاه أربعة أشهر من اليوم.

هنا.. التحية واجبة للمهندس شريف إسماعيل، وللوزير عبدالغفار، ليس لأنهما أنصفا جامعة طال غيابها عن مبناها الذى تملكه، ولكن لأنهما أنصفا التعليم كقضية من الضرورى أن تحظى بمساندة كل مسؤول صاحب ضمير فى مكانه!

نحن أمام جامعة سوف تتمكن، مع بدء العام الدراسى الجديد، من العمل بكامل طاقتها، بعد أن ظلت لسنوات تعمل بنصف الطاقة، وربما بأقل.. ونحن نتطلع إلى يوم تكون لها فيه فرع فى كل محافظة، ثم نحن نتطلع إلى يوم تكون فيه مدينة زويل قادرة على أن تعمل هى الأخرى، فتضيف إلى جدار التعليم فى البلد، معتمدة على نفسها، لا متكئة على إمكانات غيرها!

التحية واجبة للرجلين، لأنهما أنصفا التعليم.. لا الجامعة.

نقلا عن صحيفة المصرى اليوم 

سليمان جودة التحية واجبة لهما!

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq