الصباح العربي
الجمعة، 19 أبريل 2024 10:50 مـ
الصباح العربي

حرج الرئيس! سليمان جودة

الصباح العربي

أشعر بأن الرئيس فى غاية الحرج!

لسبب لا أتبينه أشعر بذلك، كلما سمعته يعيد فتح موضوع تصويب الخطاب الدينى الذى تتوجه به الدولة إلى الناس!

وبالمناسبة.. فإن الرئيس استخدم عبارة تصويب الخطاب الدينى بدلاً من تجديده، فى أثناء لقائه مع زيجمار جابرييل، وزير خارجية ألمانيا، يوم ١٣ من هذا الشهر.. وأظن أنها صياغة أفضل.

يومها كان الرئيس فى زيارة إلى برلين، وكان يتحدث عن أن مقاومة الإرهاب لا تكون بالحلول الأمنية وحدها، وأن الحلول الأمنية إذا كانت مهمة.. وهى كذلك.. فإن هناك حلين آخرين لا بديل عن أن يكونا فى المقدمة: تصويب الخطاب الدينى.. وتطوير التعليم.

والحقيقة أنى شكرت لرأس الدولة جداً أن يكون هذا هو مضمون كلامه لدى الألمان، وأن يكون هذا هو جوهر حديثه إلى وزير خارجيتهم.

وفى الوقت نفسه، استوقفنى أن يكون يقين الرئيس أن الحل الأمنى مع الإرهاب مهم.. لكنه ليس الأهم.. لأن الأهم هو التصويب فى كل حرف من حروف الخطاب الدينى الموجه إلى المصريين، ثم التطوير فى كل مدرسة من مدارسنا، وكل جامعة من جامعاتنا.. ولا كلام آخر!

ما هو وجه الحرج للرئيس إذن؟!

وجه الحرج أنى أشعر بأنه يشعر بأنه يؤذن فى مالطة!

كم مرة تكلم هو فى ملف الخطاب الدينى؟!.. مرات ومرات!!.. ومع ذلك فإن عودته إلى الأمر نفسه من جديد تعنى أنه لا أحد ممن يعنيهم المسألة أخذ كلامه بالجدية الواجبة، حتى هذه اللحظة، وليس أدل على ذلك من أن الرئيس يعاود التأكيد على الموضوع ذاته مع كل مناسبة تلوح أمامه!

أسارع فأقول إن الأزهر ليس وحده الذى عليه أن يستجيب لدعوة الرئاسة، فإلى جانب الأزهر يأتى الإعلام، ومن بعدهما تأتى المدارس والجامعات!

لا أحد يستجيب.. ولا أحد يتحرك.. ولا الرئيس يتوقف عن المطالبة فى إلحاح!

رجائى أن يأذن لى الرئيس بأن أقول هنا إنه المسؤول وحده، لأنه الرئيس، وإن عليه أن يحدد الجهات التى عليها أن تستجيب له، جهة جهة، وأن يعلن على الناس أن المطلوب من هذه الجهات هو كذا على وجه التحديد، وخلال مدى زمنى محدد، له أول وله آخر!

هكذا يا سيادة الرئيس.. وإلا.. فإن شيئاً مما تريده لن يرى النور!

نقلا عن صحيفة المصري اليوم 

الرئيس عبد الفتاح السيسي حرج

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq