الصباح العربي
الجمعة، 29 مارس 2024 02:21 مـ
الصباح العربي

منوعات

الصينيون يستقبلون عيد الفطر غدا الاثنين

الصباح العربي

يحتفل المسلمون في الصين، غدا الاثنين، بأول أيام عيد الفطر المبارك، حيث ووفقا للجمعية الإسلامية الصينية يعد اليوم الأحد، هو المتمم لشهر رمضان، وغدا الاثنين هو أول أيام العيد.

واستعدادا لتلك المناسبة العظيمة، ومن عدة أيام مضت بدأ المسلمون في أنحاء البلاد، سواء من المسلمين الصينيين الذين يبلغ تعدادهم حوالي 22 مليون نسمة، وأبناء الجاليات من الدول الإسلامية والعربية الموجودة في أنحاء الصين، الاستعدادات لاستقبال العيد بشراء الملابس الجديدة والحلوى والكعك وغيرها من المستلزمات.

وكعادتهم كل عام يحرص الكثير من المسلمين على التوجه صباحا إلى المساجد التي يبلغ عددها نحو 39 ألف مسجد بأنحاء الصين لأداء صلاة العيد، وتبادل التهاني بمناسبة هذا اليوم المبارك.

وفي بكين فإن مسجد نيوجيه الذي يعد أحد أقدم وأكبر مساجد العاصمة الصينية، هو المكان المفضل للكثير من المسلمين للتجمع وقضاء صلاة العيد، ويتميز المسجد بموقعه في منطقة يسكنها غالبية المسلمين ويوجد بها الكثير من الأسواق والمحلات والمطاعم التي تبيع الأطعمة الحلال.

وفي مدينة كاشغار في إقليم شينجيانغ الصيني، يعد مسجد "إد كاه هو" هو المكان المفضل لأداء صلاة العيد بالنسبة للمسلمين من اليوغور ذوي الأصول التركية، حيث بلغت أعداد المصلين في هذا المسجد خلال تلك المناسبة في العام الماضي نحو 30 ألف مصلي.

ومن مظاهر احتفالات العيد الجميلة في "كاشغار" استمتاع الجميع بالموسيقى، والرقص التقليدي، في الشوارع المحيطة بالمسجد بعد انتهاء الصلاة.

من المعروف انه من بين 56 قومية صينية يوجد عشر قوميات يدينون بالإسلام، وهي قوميات "هوي والويغور والقازاق والقرغيز والأوزبك والتتار والطاجيك ودونغشيانغ وسالار وبونان" وتعد قومية "هوي" هي أكبر الأقليات المسلمة في الصين.

كان الإسلام دخل الصين في أواسط القرن السابع الميلادي، أي قبل أكثر من 1300 سنة، وتفيد السجلات التاريخية أنه في عام 651 بعث ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، مبعوثا إلى مدينة تشانغآن، عاصمة الصين آنذاك، وكانت الصين في ذلك الحين تحت سيطرة الإمبراطور "تانغ قاو تسونغ" لأسرة تانغ الملكية، وقد التقى المبعوث الإمبراطور الصيني، وأحاطه علما بأحوال دولة الخلافة وأحوال الإسلام وعادات المسلمين، من هنا اعتبر المؤرخون هذه السنة بداية وصول الإسلام إلى الصين.

ووفقا لتقرير كان نشر بمجلة "الصين اليوم" منذ سنوات حول دخول الإسلام إلى الصين وتطوره، فإن تاريخ دخول الإسلام وانتشاره في الصين ارتبط ارتباطا وثيقا بطريق الحرير سواء البري أو البحرى.

ووفقا للتقرير اعتمد الصينيون القدماء منذ زمن بعيد على طريق الحرير في اتصالاتهم مع جيرانهم  في المناطق الواقعة غرب الصين، كان هذا الطريق يبدأ من تشانغآن، عاصمة الصين، ويتجه نحو غرب آسيا، فيمر بمنطقة آسيا الوسطى وأفغانستان وبلاد فارس حتى يصل إلى بلاد الشام بجزيرة العرب. 

وقد جاء إلى الصين كثير من التجار المسلمين من الغرب عبر هذا الطريق بعد انتشار الدين الإسلامي في البلدان الواقعة في غربها، وكان هؤلاء التجار المسلمون يحملون إلى الصين، إلى جانب البضائع، العقيدة الإسلامية والعادات الإسلامية الخاصة، وقيل إن أكثر من 4000 أسرة من التجار الأجانب أقاموا في مدينة تشانغآن في عهد أسرة تانغ، كان معظمهم من بلاد فارس وبلاد العرب.
وإلى جانب التبادلات التجارية طلب حكام أسرة "تانغ" أحيانا مساعدات عسكرية من بلاد العرب لقمع الاضطرابات الداخلية، فجاء الجيش العربي إلى الصين عبر الطريق الحريري أيضا، ومكث بعض الجنود العرب في الصين، فتركوا نسلهم في غربي الصين.

ويقول التقرير إنه في عهد أسرة تانغ الصينية كان التجار الصينيون والعرب يسيطرون على الطريق التجاري البحري، الذي امتد من الخليج وبحر العرب، مرورا بخليج البنغال ومضيق ملقا، ووصل في النهاية إلى "قوانغتشو وتشيوانتشو ويانغتشو" المدن الثلاث الرئيسية للتجارة الخارجية في جنوب الصين. 

وقد جاء كثير من التجار المسلمين إلى هناك للتجارة، وبعضهم فضلوا البقاء فيها بصفة دائمة وتزوجوا من صينيات، فأقاموا المساجد والمدارس لتسهيل حياتهم الدينية، الأمر الذي أدى إلى الانتشار السريع للمبادئ الإسلامية في جنوب الصين.

منوعات

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq