الصباح العربي
الأربعاء، 24 أبريل 2024 11:08 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

أيمن عبد المجيد يكتب: الحرب داخل «الجمجمة»

الصباح العربي

كل قطرة دماء تسيل من شهيد، تنمو بها شجرة التضحية والفداء فى نفوس شباب مصر، تزيد صلابة الشعب المصرى، وتعزز تماسك النسيج الوطنى، فشهداؤنا إلى جنة النعيم والنصر آتٍ لا محالة إن شاء الله.

إيقاظ الوعى العام، أحد أهم ركائز القوى الشاملة للدولة، فمن دونه يصبح النصر أكثر كلفة، وما أعظمها تلك الدماء التى تتطهر بها سيناء من رجس وقذارة الدواعش ومن يدعمهم ويمولهم ويأمرهم.

الوعى يتطلب إدراك الواقع بكل أبعاده وتفاصيله، مصر فى حالة حرب حقيقية، تواجه عدائيات على عدة جبهات، تكتيكات حديثة، وأسلحة غير نمطية، تستهدف إحداث انهيارات داخلية، وإنهاك المؤسسات الصلبة.. وفى مقدمتها القوات المسلحة.

فى هذه الحرب غير النمطية، كلنا جنود، وكلنا أهداف للعدائيات، الشاب فى مقتبل العمر هدف، الإعلامى هدف، فى سيناء هناك فى مربع البرث، وسط الجبال، كان أسود الجيش المصرى يحرسون ثغور الوطن، يضيقون الخناق على الإرهابيين، بقطع طرق الإمداد والكر والفر، فكان الهجوم الإرهابى الغادر، بأسلحة متنوعة عسكرية.

وبعد دقائق كان بث تسجيل مزيف فى ظاهره إظهار شجاعة المقاتل المصرى، لكن فى باطنه كانت قذائف الحرب الإعلامية، التى تستهدف تدمير الروح المعنوية وتشويه الصورة الذهنية عن مدى جاهزية القوات، هذا بخلاف الكتائب الإلكترونية المعادية التى انطلقت على السوشيال ميديا.

على الأرض فى سيناء كان هناك استهداف نيرانى للجنود البواسل، وعلى السوشيال ميديا، وعبر منصات الإعلام المعادية كان المستهدف أنت عزيزى القارئ غير المدرك لأسلحة الحرب الحديثة، والغريب وقوع بعض الصحف ووسائل الإعلام فى خطأ ترويج تسجيلات دون تحليل مضامينها أو التأكد من صحتها.

فى صباح الأول من مايو ٢٠١٥، كان الهجوم المسلح للإرهابيين فى توقيت متزامن على عدة أكمنة لجنود الجيش البواسل بالشيخ زويد، كان الهدف تدمير الأكمنة وقتل الجنود، للتمكن من رفع الراية السوداء، على مبنى حكومى لدقائق، لتتولى قناة الجزيرة الحقيرة، وغيرها من الميديا المعادية، نقل رسائل تستهدف خلق صورة ذهنية كاذبة تزعم سيطرة الإرهابيين على الأرض، لتنهار صورة الجيش لدى الرأى العام الداخلى والخارجى.

وبينما كانت قوات الجيش تسطر بالدماء قصص البطولات، وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد، كانت معركة أخرى تستهدف الروح المعنوية، يشارك فيها مستخدمون للسوشيال ميديا وإعلاميون غير مدققين بجهل.

ألم أقل لك عزيزى المواطن أنت مستهدف من الإرهاب كما الجنود، فساحات المعارك امتدت من الصحراء القاحلة، إلى داخل جمجمتك حيث يستقر عقلك، تستهدف إدراكك ووعيك، وروحك المعنوية.

نعم أنت جندى فى المعركة، سلاحك هو الوعى، وعقيدتك القتالية، ينبغى أن تكون الثقة التامة فى دولتك، وصلابة جيشك، وقدرته على دحر الغزاة على مر العصور والأزمان، منذ ٧ آلاف عام، حتى الصهاينة المقهورين فى انتصار ١٩٧٣، وما بعدهم كلاب جهنم الدواعش.

الدواعش محاولة احتلال جديد، يخوضون حربًا بالوكالة، تمولهم وتدعمهم وتحركهم دول معادية فى مقدمتها قطر، ومن خلفها الصهاينة، تلك الدويلة التى يتجاوز عمر أغلب آبائنا عمرها، تلد نساء مصر كل شهر ضعف شعبها.

أنت مقاتل وسلاحك الوعى والإيمان بالوطن، فلا تترك سلاحك لعدوك ليعبث به.

أنت مقاتل فى المعركة، فكن واثقًا أن النصر آتٍ لا محالة وأن مصر إلى تقدم وازدهار بقوة شعبها، وصلابة جيشها، وتفانى مؤسساتها الساهرة على أمنها، وصدق ووعى رئيسها.

أنت مقاتل، فحافظ على تماسك نسيج الوطن، كن ظهيرًا لوطنك، حتى يثأر من أعدائك، فمصر لم ولن تترك ثأر شهدائها.

أنت عزيزى المواطن المصرى السيناوى، وكثر هم أصدقائى السيناوية، تتحمل العبء الأكبر فى مكافحة الإرهاب، سطر آباؤك وأجدادك بدمائهم قصص البطولات فى سيناء إلى جوار جيش الوطن، فى حروب مصر، واليوم جاء دورك فى الحرب الأخطر، عدوان على الأرض والدين، أعلم ما سطره ويسطره كثيركم من بطولات، فاحشدوا جمعكم لاقتلاع الدواعش من جذورهم.

النصر آتٍ والثأر آتٍ لا محالة.. مهما كانت التضحيات.

نقلا عن صحيفة روزاليوسف

أيمن عبد المجيد  الحرب «الجمجمة» سيناء الإرهاب

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq