الصباح العربي
الخميس، 18 أبريل 2024 08:00 مـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

عباس الطرابيلي يكتب: مَن قال إننا فقراء؟!

الصباح العربي

خبر واحد يكذب كل مَن يقول إننا شعب فقير!!.

الخبر عبارة عن تقرير لمؤسسة عالمية للأبحاث التسويقية، يقول إن المصريين دفعوا 11 ملياراً و678 مليون جنيه لشراء أجهزة تليفون محمول ذكية خلال ستة أشهر فقط!! أى منذ يناير حتى يونيو 2017، بزيادة أكثر من 4 مليارات جنيه عن نفس الفترة من العام الماضى.

وذكر نفس التقرير «العلمى- التسويقى» أن المصريين اشتروا خلال 180 يوماً فقط 5 ملايين و19 جهازا محمولا مقابل 4 ملايين و788 محمولا.. وهذا الخبر ليس من عندنا.. بل أكده الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات- التابع لوزارة الاتصالات.

وأشار هذا الجهاز المصرى «القومى» إلى ارتفاع عدد مشتركى المحمول بمصر إلى نحو 97 مليونا و23 مشتركا فى هذا الملعون المسمى «المحمول».. ليس هذا فقط، بل أوضح نفس التقرير أن عدد مستخدمى الإنترنت عن طريق المحمول زاد إلى أكثر من 29 مليون مشترك. ثم بعد ذلك يقولون إننا كمصريين شعب فقير!!.

وبذلك نكون الشعب الأول- عالمياً- الذى ينطبق عليه القول إن فى مصر «محمولا.. لكل مواطن»، حتى ولو كان طفلاً دون الخامسة من عمره!! والفضل لمَن يملك محمولين وربما ثلاثة.. للتباهى وليس للعمل!!.

وما يهمنى هنا- غير المليارات الأحد عشر من الجنيهات- التى دفعها المصريون فى ستة أشهر فقط.. هو حجم الأموال التى أنفقها المصريون ثمناً للإكسسوارات من جرابات إلى سماعات إلى شاحنات إلى قطع غيار. ثم ما يتحمله الواحد منهم مقابل المكالمات والرسائل و«الشات»، خصوصاً أننا من أكثر شعوب الأرض عشقاً للرغى.

فنحن بذلك نحصل على أوسكار شراء المحمول.. وأوسكار الرغى.. وأرى أننا بذلك- والحمد لله- فى مقدمة الشعوب التى تدفع أعلى ما عندها لكى تتكلم فقط.. وليس لكى تعمل!! وإذا كان هذا هو الرقم الذى دفعناه لشراء المحمول فى الشهور الستة الأخيرة.. فكم يا تُرى عدد المحمول الذى اشتريناه منذ عرفنا- هذا المخبول-!! وكل ذلك يذهب إلى شركات صناعة هذا المحمول.. ثم ما دفعناه لشركات التشغيل.. فضلا عن «الشات»، الذى نتحمل تكاليفه هى الأخرى.

وفى ظنى أن المصريين دفعوا ما لا يقل عن 200 مليار جنيه، مقابل هذا المحمول، منذ دخل مصر.. ورغم ذلك لم نفكر إلا منذ أسابيع قليلة- مجرد التفكير فقط- فى أن «نبدأ» فى صناعة هذا المحمول داخل مصر.. وهى مجرد عملية «تجميع» وليست عملية «تصنيع».. ماذا لو كنا قد بدأنا هذه العملية منذ عشرين سنة أو منذ عشر سنوات.. ترى ماذا كنا نكسب؟!.

■ ونتساءل هنا: كم ستكون نسبة المكون المصرى لهذا المحمول.. مقارنة بنسبة المكون الأجنبى.. أم أننا سوف نمر فى نفس النفق، الذى عانينا منه عندما فكرنا فى صناعة سيارة  ads.speakol.com مصرية، ورغم مرور 60 عاماً، فإننا لم نصل إلى فكرة صناعة موتور السيارة!!.

■ وكل تجاربنا تقول إننا نتحرك- دائماً- متأخرين لأننا نستنزف أوقاتنا فى المحاورات والمناقشات.. وفى التصريحات الصحفية والإعلامية، وأمامنا ما يعلنه كل وزير- عن أى مشروع- ولو جمعنا كمية هذه التصريحات لأنشأنا العديد من الأهرام.. واختزلنا الزمن كثيرا.

■ متى نتخلص من عادة هذه التصريحات، التى هى مجرد كلمات، ونتجه وبسرعة إلى العمل الفعلى والجاد بكل ما نملك؟!.

وكما نحن ملوك الرغى والمحمول.. فنحن أيضاً ملوك التصريحات الإعلامية.

نقلا عن صحيفة المصري اليوم

عباس الطرابيلي  مَن قال إننا فقراء؟!

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq