الصباح العربي
الجمعة، 29 مارس 2024 12:28 مـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

حمدي رزق يكتب: ما يقدرش يقعد فى مكانه يوم زيادة عما يحدده الدستور!

الصباح العربي

وما أنا بالمُصدِّق فيك قولاً تشيعه أبواق تزعم قرباً، أنكم ترومون تعديلا دستوريا يمهد لتمديد رئاسى، سيادة الرئيس إنهم يفتنون البلاد، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، أو كما قيل: «الفتنة راتعة فى البلاد تطأ فى خطامها لا يحل لأحد أن يوقظها.. ويل لمن أخذ بخطامها».

يُكذِّبُ فيك كلَّ الناسِ قلبى وتسمعُ فيك كلَّ الناسِ أُذنى، وأنا أصدقكم وسمعت منكم فى شرم الشيخ، ما نصه: «اللى بيكلمكم دلوقتى، أى الرئيس، ما يقدرش يقعد فى مكانه يوم زيادة عما يحدده الدستور والقانون..».

إذن خلص الكلام ومات، انتهينا واستبينا رئاسياً وشعبياً على احترام الدستور الذى يحدد مدة الولاية الرئاسية بأربع سنين ميلادية لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً، إذن السيسى لا يبغى تمديداً، وتلميحاً أعلن عن ترشحه لفترة رئاسية جديدة.

حاول أن تفهم، التاريخ الذى يردده الرئيس فى لقاءاته التليفزيونية يقطع بالترشيح الصريح، مشروعات الفترة الرئاسية الأولى مضروب موعد تسليمها فى منتصف 2018، إذن لماذا تصدقون متطوعاً موهوماً متوهماً بأنه يخدم فى الخاصة الرئاسية، وتكذبون الرئيس الذى أعلن احترامه للدستور.. أليس فيكم رجل رشيد؟!

نجيب منين ناس لمعناة الكلام يفهموه، لماذا الإصرار على سوء الفهم، هذه مغالطة سياسية فجة، بصراحة حكاية تمديد الفترة الرئاسية الحالية باخت ومسخت، فضوها سيرة، الرئيس حسم أمره بالترشح مجددا وعلى وقته، هل من منافس؟!

حديث التمديد يسرى، وكأنهم بحديث التمديد المكرور والممطوط يهربون من الاستحقاق الرئاسى الذى يدق الأبواب، الهروب الكبير، الموالاة تهرب إلى الأمام بحديث التمديد، وبدلاً من أن تستجمع قواها الشعبية وتقف خلف الرئيس ليستحق فترة ثانية هو أحق بها، ينجز مشروعه الكبير، تهرب إلى الأمام بحديث التمديد، البلد بطنها مفتوحة، والرئيس يتحدث عن التثبيت، وهم غارقون فى الخدر اللذيذ، التمديد لن يخلف تثبيتاً منشوداً.

والمعارضة تمضغ لبانة التمديد لذيذة ومستمتعة على شواطئها الناعسة، تبدد وقتاً ثميناً، وبدلا من أن تستجمع قواها وتسمى مرشحاً وتنضج برنامجاً يشكل معادلا شعبياً، تكتفى بفرقعة لبانة التمديد فى وجوهنا، التمديد فكرة نميسة بدلا من وجع دماغ الترشح من أجل التمثيل المشرف، وقابلة للاستخدام السياسى المفرط فى الفضاء السياسى.

لا أبالغ لو قلت إن نفرا فى المعارضة يتمنون فى قرارة أنفسهم شروع البرلمان فى التمديد، فرصة العمر للانقضاض على ما تحقق، باعتباره مجافياً للدستور، والموالاة بغباء سياسى تهب المعارضة ورقة لم تسع إليها، وستبلغ حملة الاستخدام السياسى للورقة المحروقة أوجها بإطلاق حملة توقيعات حماسية لرفض التعديلات الدستورية، هذا ما تجيدة المعارضة، غبطة وجوه المعارضة بحديث التعديل واضحة من فرط حماسة المعلقين، وتسجيل المواقف بجمع التوقيعات رفضاً للتمديد هروباً من استحقاق رئاسى يحل سريعاً.

لو أحسن الموالون لرحموا الرئيس ورحموا البلد من هذا اللغو الفاسد، وكفوا البلد شر الجدال الدستورى الفارغ من المحتوى، تحس أن هناك روحاً شريرة فى قبو مسحور تولف أعمالاً سحرية للبلد، هو فيه حد عاقل يورط البلاد فى هذه الخطيئة الدستورية، هل هناك من يفكر ويعقل ويتدبر يدخل البلد مثل هذا النفق؟

يقيناً فيه حاجة غلط، مَن ذا الذى يتمنى ويمنى نفسه فى قرارة نفسه أن يسقط البلاد فى فخ التمديد؟.. إصرار الموالاة على التمهيد للتمديد يقابله إصرار المعارضة على رفض التمديد، والجناحان يحلقان فى فضاء أنفسهم، يبغون مندبة ويشبعوا فيها لطم على الوجوه!.
نقلا عن صحيفة المصري اليوم

حمدي رزق  ما يقدرش يقعد زيادة الدستور!

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq