الصباح العربي
الجمعة، 26 أبريل 2024 02:36 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

وزير الثقافة والإعلام السعودي: مصر والمملكة نقطة اتزان في العلاقات الدولية 

الصباح العربي

قال وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الدكتور عواد بن صالح العواد، إن العلاقات السعوديةـ المصرية تاريخية ومتميزة تتسم بالاستمرارية نتيجة لمكانة الدولتين في النظام الإقليمي العربي ونقطة اتزان في العلاقات الدولية، في ظل رؤى مشتركة ومتطابقة حيال الأزمات التي تواجه المنطقة والناتجة عن التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية وإثارة الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب.

وشدد العواد - في حوار أجرته معه صحيفة "الأهرام" نشر بعددها الصادر اليوم/الاثنين/ - على اهتمام مصر والسعودية بالتواصل والتنسيق المستمر لتعزيز التضامن العربي والحفاظ على الأمن العربي وتلبية تطلعات الأمة العربية، مؤكدا أهمية التعاون بين البلدين لتعزيز الأهداف المشتركة.

وقال: "إن الأمة الإسلامية تعاني حاليًا من تيارات فكرية مشوهة لسماحة الدين الإسلامي؛ وخاصة آفتي الإرهاب والفتنة الطائفية اللتين تستهدفان زعزعة الاستقرار والأمن والسلم الإجتماعي لخلق الفوضى"، مؤكدًا أهمية مواجهة التطرف والطائفية وخطاب الكراهية بشتى أنواعها، وملمحًا إلى بدء الدول بوضع عدد من الخطط والاستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى لمواجهة هذه التيارات. 

ولفت وزير الثقافة والإعلام السعودي إلى أن المملكة ومصر تميزتا بحربهما على الإرهاب لكونهما أهم أهداف الفكر الإرهابي المتطرف، كما بدأت دول المقاطعة - في إشارة إلي المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين - في المواجهة الحاسمة مع هذه التيارات وداعميها، معتبرًا ما تقوم به هذه الدول الآن هو جزء من استراتيجية طويلة المدي. 

وبشأن موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر، قال الوزير إن "الحل واضح ويكمن في استجابة قطر لنداء العقل والحكمة والقبول بتنفيذ مطالب الدول الأربع والقناعة بأن حل الأزمة لا يخرج عن حدود هذه الدول وأن محاولات تدويل الأزمة أو تغيير ديموغرافية السكان في قطر أو جلب القوات الأجنبية وغيرها لن يسهم إلا في تعقيد الأزمة واستمرارها".

واعتبر الوزير أن الخطوات التي اتخذتها دول المقاطعة ناجحة وسيكون لها تأثير كبير في العاجل والآجل، وقال " هناك المزيد ولكن لكل خطوة وقتها المناسب ونأمل أن تسود الحكمة وأن تقوم الحكومة القطرية بما يلزم لتعود إلى حضنها العربي"، محذرًا من مساعي قطر من خلال قناة "الجزيرة" تضليل الرأي العام العربي والدولي بأن الأزمة مفتعلة ومؤامرة.

وشدد العواد علي أن هذه الأمور ليست حقيقية لأن قطر التزمت ووقعت على اتفاق الرياض 2014 ثم تنصلت منه وعادت من خلال قناة "الجزيرة" للتدخل في شئون الدول لبث الفوضى فيها وتحريض شعوبها.
وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي أن التصدي للخطاب التحريضي للإعلام القطري ليس بالأمر المستحيل عبر مصداقية الطرح وكشف الحقائق التي كانت غائبة عن أبناء الوطن العربي، مشددًا علي أن الخطاب التحريضي ظهرت تشوهاته بالفعل ولم يعد له تأثير إلا على قلة ممن تسوقهم العاطفة ويمكن التعامل معهم بمخاطبة عقولهم عوضًا عن عواطفهم كما تفعل "الجزيرة". 

وأضاف "لدينا عدد من الخطط الإعلامية العملية القابلة للتنفيذ وتستهدف إظهار الحقيقة وكشف زيف وتشويه قناة "الجزيرة" للحقائق لأغراض سياسية وتهدف الخطط لدعم المواقف الرافضة لدعم الدوحة للإرهاب والتدخل في شئون البلدان الأخري، وعبر العواد عن حزنه لأن الإعلام العربي لم يلتزم بالعمل الجماعي لمواجهة هذه المخاطر، وكان في كثير من الأحيان أداة للخلافات السياسية، مؤكدًا أن الإعلام شريك أساسي لأي دولة في تعزيز أمنها وخططتها التنموية ويقع على عاتقه مسئولية اجتماعية محورية تتمثل في الالتزام بها في خطابه للرأي العام بالبعد عن الإثارة والتحريض.

وتابع العواد "الإعلام العربي الرسمي يعمل جاهدًا للالتزام بالثوابت والقيم والخطط التي تم الاتفاق عليها أو تلك التي لا تكون سببًا في تأجيج أي خلاف.. تزييف الحقائق والحض على إشاعة الفوضى نراه في بعض وسائل الإعلام الخاصة التي تمتلك أهدافا مشبوهة يسعى إلى شق الصف تحت حجة إظهار الحق بينما الواقع أن ما يعرضه عبارة عن مجموعة من الأكاذيب لإثارة العاطفة والحماس لصالح الأهداف المشبوهة".

وتطرق الوزير إلى "الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة" التي تم مناقشتها خلال اجتماعات وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية بالقاهرة مؤخرًا، مؤكدًا أنها تأتي في إطار تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسبل تنفيذ أهدافها. 
وأوضح العواد أن من أولويات الخريطة العمل المشترك والنظر إلى أبعد من الحدود الوطنية والمصالح قصيرة الأمد وعدم انعزال العالم بعضه عن بعض، مشيرًا إلى أن تلك الخريطة تستهدف القضاء على الفقر ومعالجة الانقسام والفساد واللا مسئولية والحد من كل ما يكبح التنمية.

وقال "لا شك أن تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي العربي، هو أمر ملح ولكن المشكلة تكمن في مدى التزام بعض الدول ووسائل الإعلام العربية. وأعتقد أنه لن يكون هناك تفعيل كامل له إلا إذا أدركت الكثير من وسائل الإعلام العربية الوطنية والخاصة بأن هناك مسئولية اجتماعية تقع عليها تجاه مجتمعاتها للتوفيق بين حريتها وبين التزاماتها تجاه المجتمع من خلال تغطيات تتسم بالمهنية والتوازن والبعد عن التحريض وإشاعة النعرات وخطابات الكراهية".

وألمح العواد إلى الدور الذي قام به الإعلام السعودي كشريك للدولة في جهودها التنموية من خلال الخطط الخمسية التي انطلقت منذ السبعينات، وظهرت نتائجها في تحول البلاد خلال عقود من مدن محدودة السكان والخدمات إلى مدن عصرية تمتلك بنية تحتية قوية وتنمية جبارة لكافة المجالات نقلت المملكة إلى مصاف الدول.

وأضاف أن رؤية المملكة للتنمية المستدامة 2030 تتضمن الإعلام والثقافة من خلال أكثر من 22 مبادرة إعلامية وثقافية منها إنشاء مراكز ثقافية ومدن إعلامية في الداخل ومكاتب إعلامية ثقافية في عواصم العالم الرئيسية.

وقال العواد، إنه لا يوجد اختلاف بشأن ما هو الإرهاب، عندما يتعلق الأمر بغالبية وسائل الإعلام العربية ولعل الاستثناء نراه في القنوات المحرضة عليه لأسباب سياسية بحتة وتكون نتائجها وخيمة حتى فيما يخص قضايا عادلة، موجها الإعلاميين والمثقفين إلي تحمل المسؤولية الاجتماعية لتعريف الناس بمخاطر الإرهاب على سلمهم وأمنهم الإجتماعي وفضح المنصات الإعلامية التي تدس السم في الدسم ويكون نتائج ذلك المزيد من المعاناة والاضطهاد للمغرّر بهم تحت شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغنى من جوع.

وأشار العواد إلى أن المملكة العربية السعودية من أولى الدول التي حذرت من مخاطر الإرهاب وكانت سباقة لتحذير العالم من مخاطره ورعت في عام 2005 المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب وصدر عنه إعلان الرياض الذي حذر المجتمع الدولي من مخاطر آفة الإرهاب، بالإضافة إلى غيره من المؤتمرات والندوات داخليًا وخارجيًا لمواجهة الإرهاب وكان آخرها "القمة السعودية العربية الإسلامية الأمريكية"؛ والتي حققت نجاحات كبيرة وكان من أهم نتائجها إطلاق المركز العالمي لمكافحة التطرف.

وأضاف أن المملكة كانت سباقة في دعم وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بأكثر من مائة مليون دولار، ولمكافحة الإرهاب عسكريًا شكلت المملكة حلفًا لذلك هو التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب - الذي أُطلق في 15 ديسمبر 2015 بمشاركة 41 دولة إسلامية.

وفيما يخص إيران، أرجع وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الدكتور عواد بن صالح العواد، عمق وتجذر المشكلة مع الحكومة الإيرانية إلى ثورتها المسماة بالإسلامية عام 1979 والتى كانت من أهم استراتيجياتها تصدير الثورة إلى كل بقاع العالم العربى والإسلامى وأضحت استراتيجية تصدير الثورة مادة ثابتة فى الدستور الإيراني. 

وقال العواد إن العالم العربى عانى ويعاني من التدخلات الإيرانية، مثلما يحدث في العراق ما جعل أبناء البلد الواحد في قتال وفوضى وعدم استقرار، وفي المقابل المملكة تدعم جهود الحكومة العراقية الهادفة لاستقرار البلاد ومكافحة الإرهاب، وكذلك التدخل الإيراني في لبنان من خلال حزب الله الذي أضحى دولة داخل دولة، وتابع "وكانت آخر - ولن يكون الأخير - لتدخلات حكومة إيران في اليمن من خلال عصابة الحوثي لتسبب الفوضى وغياب الأمن وانتشار الفقر والمرض".

واعتبر العواد، أن التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية في العالم العربي أضحت معروفة لدى الرأي العام العربي والإسلامي والكثير من الدول انتبهت لهذه المخاطر وهو الأمر الذى كان لوسائل الإعلام العربية والمثقفين دور هام في توضيح مخاطره على الأمن والسلم الاجتماعي.
وشدد الوزير السعودي، على أن مشروع القادة الإيرانيين لتصدير الثورة لن يكتب له النجاح مطلقًا، وطالبهم بأن يهتموا برعاية شئون مواطنيهم الذين يعانون من الفقر والمرض كوَّن نسبة كبيرة من ثروات إيران تذهب للحرس الثورى المصنف إرهابيًا.

وربط العواد أزمات ثورات الربيع العربي في اليمن وسوريا وليبيا، بدور حكومة إيران في تأجيجها وإطالة أمدها، لافتًا إلى ما نتج عنها صراعات دموية أزهقت مئات الآلاف من الناس وشرَّدت الملايين، وملمحًا إلى إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العديد من القرارات تتعلق بها.

وفيما يخص الشأن الفلسطيني، أكد وزير الثقافة والإعلام بالمملكة ثبات موقف بلاده منذ عهد الملك المؤسس الملك عبد العزيز في مساندة مستمرة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة واستعادة أراضيه المحتلة، مشيرًا إلى مساعي السعودية الدبلوماسية لتأكيد الحق الفلسطيني في مقدساته الإسلامية بوصفها مقدسات جميع المسلمين في أرجاء المعمورة والمتمثلة فى المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين. 

وتطرق العواد إلى جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لإعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين، انطلاقًا من الثوابت السياسية لقيادة المملكة فى حق الأشقاء الفلسطينيين فى حرية ممارسة شعائرهم الدينية وعلى رأسها الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك.. وأضاف أن الملك سلمان وجه دعوة لاستضافة ألف أسرة من أسر الشهداء الفلسطينيين لأداء فريضة الحج لهذا العام ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.

وأوضح العواد أن مبادرة السلام العربية - التي وافقت عليها القمة العربية فى بيروت منذ 14 سنة - هي مبادرة واضحة وجلية، موضحًا أسباب تعثرها بعدم تفاعل الطرف الآخر معها والرغبة الجادة فى تحقيق السلام تحتاج إلى شريك يؤمن به لصراع طال أمده.

السعودية مصر الثقافة

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq