الصباح العربي
الجمعة، 29 مارس 2024 12:57 مـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

عباس الطرابيلى يكتب: يا فرحتى للتوزيع وليس للتصنيع!

الصباح العربي

ما أعلنه الفريق مهاب مميش من أنه توصل إلى اتفاق مع شركة مرسيدس يجب أن نقف عنده. إذ إن جهد الرجل ـ ونشكره عليه ـ تركز فى المرحلة القادمة على مجرد عودة الشركة للعمل بالأسواق المصرية، وذلك من خلال إنشاء مركز للتوزيع اللوجيستى وإعادة التوزيع، وذلك فى منطقة العين السخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وهذا الكلام جيد.. لأنه يجعل من هذه المنطقة مركزًا ليس فقط للترانزيت، ولكن لإعادة التوزيع (!!) وهى عملية بدأت بها مناطق صغيرة خصوصًا فى جنوب شرق آسيا مثل سنغافورة.. ولكنها سرعان ما تحولت من التوزيع والتزانزيت.. إلى التصنيع.. وهكذا أصبحت سنغافورة فى مقدمة النمور الآسيوية.. المهم أن تجد الشركات العالمية موضع قدم لنشاطها.. كمجرد بداية تنطلق بعدها إلى ما هو أهم وأكبر.. وهم «هناك» يقبلون ذلك لأن عندهم استراتيجية المراحل، المهم أن يجذبوا «رجل» الشركات الكبرى ثم يقدموا ما يسمح لها بالتوسع.. أما نحن.. هل نمتلك تلك الاستراتيجية وهذا التصور.

<< وأمامنا تجربة شركة رينو الفرنسية للسيارات ومشروعها العملاق فى مملكة المغرب وما أسهل أن نعرف الآن نسبة المكون المغربى فى السيارة رينو التى يتم تجميعها هناك.. ومدى زيادة هذه النسبة فترة بعد فترة.. ونقارن ذلك مع تجربتنا فى السيارة المصرية، سواء مع شركة فيات الايطالية أو مع الشركة الأمريكية المنتجة للسيارة الشيروكى.. أو الجيب.. المهم أن نصر على سياسة المراحل لكى نصل فى النهاية إلى زيادة نسبة المكون المحلى فى السيارة.. وأيضًا فى غيرها من المنتجات.. وهنا ابحثوا فى أعماق اتفاق الكوميسا.. لكى تصل المنتجات المصرية التى يتم تجميعها، وتصنيعها إلى الأسواق الخارجية والأمريكية بالذات.

<< فهل ياترى جاء ذلك فى فكر الفريق مميش وهو يجلس مع ممثلى شركة مرسيدس أى يكون نجاح مصر فى عودتها ـ من خلال التوزيع اللوجيستى ـ هو مجرد بداية لكى تدخل مرسيدس إلى مصر مراحل أخرى لإنتاج سياراتها عندنا.. خطوة خطوة إلى أن تصل إلى نسبة عالية تدخلنا عالم النصيع، بعد أن ننجح فى عالم التجميع.

أم يا ترى اكتفى الفريق مميش بنجاجه فى عودتهم كموزعين.. أى مستخدمين لمزايا الموقع اللوجيستى الرائع لمنطقة قناة السويس.. وربما تكون مرسيدس فى مقدمة الشركات الكبرى التى ننجح فى جذبها لاستغلال مزايا موقع القناة.

<< ونعلم جيدًا أن حلم تحويل قناة السويس من مجرد «معبر» للسلع والمواد الخام إلى مركز عالمى تلتقى فيه المواد الخام من جنوب شرق آسيا.. وشرق قارة افريقيا مع التقدم الصناعى والعلمى الأوروبى أى نحول هذا الموقع إلى مركز عالمى للتجميع.. يتبعه بالطبيعة تحويله بعد ذلك إلى مركز عالمى للتصنيع الكامل.. ثم التوزيع الشامل.. ولا نكتفى بأن تصبح مجرد مرحلة «ترانزيت» تحقق الشركات العملاقة أغراضها الكبرى مستغلة مزايا موقعنا.. ولا تقدم لنا إلا مجرد «إيجار» مقابل استفادتها من موقعنا.

هنا ،هل درسنا جيدًا بدايات تجربة سنغافورة.. نقول ذلك لأننى أعلم أن بعثات مصرية سبقت ـ ثم رافقت ـ ثم واصلت عملها بعد الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس السيسى إلى سنغافورة منذ فترة قصيرة.

<< حقًا كنا نحلم أن يخبرنا الفريق مميش بكل الامكانيات الهائلة التى يملكها وكل الإصرار المشهود له به بأن ما تم الاتفاق عليه ما هو إلا مرحلة أولى من اتفاق شامل مع مرسيدس.

عباس الطرابيلى يكتب يا فرحتى للتوزيع وليس للتصنيع

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq