كتب:وسام أمين

اعتاد "أحمد" الذهاب يوميا لزيارة عمه العجوز في الشقة التي يقيم فيها بمفرده بدائرة مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، من أجل الاطمئنان عليه وتوفير احتياجاته من مأكل ومشرب وخلافه، واستمر "أحمد" على تلك الحال قرابة عام  حتى فوجئ فى آخر زيارة بوجود بعمه مصابًا بجرح قطعي برأسه داخل الشقة،أطلق خلالها صرخاته تجمع عليها الجيران الذين فوجئوا بالواقعة فأسرعوا بإبلاغ مركز شرطة الرياض،وتم نقله لمستشفي خاص لرعايته.

انكشف لغز جريمة قتل وقعت منذ 25 يومًا بمركز الرياض، بالرغم أن الطب الشرعى لم يتوصل إلى تلك الحقيقة، وبعد أن توفى عجوز في العقد السابع من العمر نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية اثر تعرضه للتعدي بألة حادة علي رأسه، ظهرت الأجهزة الأمنية بكفر الشيخ المفاجأة والحقيقة التي غابت عن الجميع أن المتوفي مات مقتولًا.

بدأت أحداث الواقعة المثيرة عندما تلقي اللواء أحمد صالح،مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من العميد محمد عمار،مدير إدارة البحث الجنائي،بورود بلاغ لمركز شرطة الرياض،من المدعو "أحمد.ع.إ.م" 35 عامًا،فلاح،مقيم بناحية الرياض،بإصابة عمه داخل مسكنه.

انتقل علي الفور ضباط مياحث المركز الى مكان الواقعة،تبين أن المصاب يدعي "زيدان.إ..م.ح" 73 عامًا،سمسار عقارات،مقيم بناحية الرياض،وبالمعاينة تبين إصابته بالرأس،وتم نقله لمستشفي خاص حيث تحسنت حالته الصحية.

وبسؤال "أحمد" لعمه عن محدث إصابته،امتنع عن الإجابة مقررًا بأنه سوف يقوم بأخذ حقه عقب خروجه من المستشفي،رافضًا إبلاغ الشرطة أو تحرير محضر،إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفي متأثرًا بإصابته بعد تدهور حالته الصحية،ولم يتهم أحد وراء وفاته.

وبتوقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة مفتش الصحة،أفاد بأن سبب الوفاة وجود جرح قطعي بالرأس قديم،وتم التئامه ومدته لاتقل عن أسبوعين،أدي إلي نزيف داخلي بالمخ،وتبين حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية تسبب في وفاته.

تم تحرير المحضر اللازم برقم 6701 إداري مركز الرياض لسنة 2107،وقررت النيابة انتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة، وانتدبت خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الجريمة ورفع البصمات الموجودة على نوافذ الشقة والأبواب الداخلية، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

بدأت قوات الشرطة، بإشراف العميد محمد عمار، مدير إدارة البحث الجنائي،ضم العميد محمد عبد الوهاب،رئيس المباحث الجنائية،والرائد أحمد مطاوع،رئيس مباحث الرياض،ومعاونيه,فى مهمتها بالبحث عن الجانى، من خلال فحص مداخل ومخارج الشقة،واعادة معاينة مسرح الجريمة مع الاستعانه بخبراء الأدلة الجنائية،وفحص علاقة المجنى عليه وخلافاته،والمنطقة المجاورة للشقة للوصول إلي شاهد رؤية،مع تجنيد عدد من المصادر السرية للوصول إلي مرتكبي الواقعة،و فحص سجلات المسجلين خطر سرقات من أجل تحديد هوية القاتل.

وتوصلت التحريات إلى أن منفذ الجريمة كان يراقب الضحية حتى تأكد أنه يقيم فى الشقة بمفرده ويحتفظ بالكثير من الأموال من أرباح تجارته في العقارات، وعندها خطط لسرقته وسرقة متعلقاته.

وتم وضع خطة بحث تم التوصل من خلالها إلى أن وراء ارتكاب الواقعة يدعي " محمد.ا.ح.ي" 29 عامًا،عامل،مقيم بقرية الرصيف التابعة لدائرة مركز الرياض.

عقب تقنين الإجراءات تم القاء القبض عليه،وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأقر بأنه حال تواجده بمنزل المجني عليه بقصد السرقة،فوجئ بدخول المجني عليه،فعاجله بالتعدي عليه بالضرب بألة حادة "أجنة" عدة ضربات أدت إلي فقدانه الوعي، وسقوطه غارقا في دمائه، ثم قام بتفتيش الشقة بقصد الاستيلاء على ما بها من مبالغ مالية ،استطاع خلالها الاستيلاء علي مبلغ مالي 1450 جنيه،وهاتف محمول خاص بالمجنى عليه،ولاذ بالفرار،ظنًا منه أنه في مأمن بعيدًا عن أعين رجال الشرطة الذين كانوا له بالمرصاد،حيث القي القبض عليه،واعترف بقيامه ببيع الهاتف للمدعو " ش.ر.إ" 40 عامًا،سائق،مقيم بقسم أول كفر الشيخ،وتعرف عليه ابن شقيق المجنى عليه.

وتحرر المحضر بالواقعة إلحاقًا للمحضر الأصلي،وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.