الصباح العربي
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 09:41 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

آخر معاقل الإرهاب .. ”الصباح العربي” تكشف تفاصيل مؤامرة ”حادث الواحات البحرية”

الصباح العربي

في إطار ملاحقة القوات الأمنية للعناصر الإرهابية والبؤر الإجرامية في مصر ، شهدت منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات البحرية في الجيزة أمس الجمعة ، حالة من المواجهة الدامية بين قوات الأمن بالداخلية وبعض العناصر الإرهابية، وأسفر الحادث عن استشهاد عدد من رجال الأمن وإصابة العشرات .

 واعتبر خبراء الأمن هذه العمليات الإرهابية بـ"المحاولة الفاشلة" التي تاتي خوفا من الدور الريادي الذي تقوم به مصر على الصعيد الدولي والإقليمي في مكافحة الإرهاب والتصدي للتنظيمات الإرهابية التي تحاول النيل من الأمن المصري لكن دون جدوى ، وتعددت السيناريوهات التي تكشف غموض الحادث الغاشم الذي شهدته منطقة الواحات البحرية ففي الوقت الذي وصف فيه خبراء هذه العملية بـ" أخر محطات الإرهاب في مصر " في ظل الجهود المضنية التي تقوم بها عناصر الشرطة والجيش في القضاء على تلك الظاهرة من جذورها . شدد آخرون على وجود عناصر خبيثة داخل الجهاز الأمني تعمل لتلك التنظيمات المتطرفة وعلى الدولة مواصلة كشف تلك العناصر الفاسدة .

قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن حادث الواحات البحرية عملية غدر وخسة وندالة ضد قوات الأمن الوطني، مؤكدًا أن استهداف الشرطة بهذه الطريقة تعتبر من أقوى العمليات الإرهابية التي نفذت ضد الداخلية.

وأشار نور الدين إلى أن هذه العناصر الإرهابية تلجأ إلى الصحراء والجبال لأنها مناطق واسعة لا يوجد بها مدنيون أو مرشدون يمكن إبلاغ الشرطة عنهم، ويصعب تفتيشها والدخول لها إلا بمساعدة الطيران والقوات المسلحة.

وأشار إلى أن الصحراء خاصة طريق الفيوم تعتبر من المناطق التي تسمح بدخول وتسلل الإرهابيين إلى القاهرة وغيرها لتنفيذ عملية إرهابية والعودة مرة أخرى، مؤكدًا أن نجاحات الأمن الوطني في الفترة الأخيرة أجهضت العديد من العمليات الإرهابية شديدة الخطورة ضد مصر.

ويقول القيادى الجهادى السابق نبيل نعيم ، إن عملية أمس بالواحات والتى استشهد ضحيتها العشرات من رجال الشرطة، تحمل الكثير من الدلالات والمؤشرات الأولية بأن قوات الشرطة بالواحات تعرضت لكمين مدبر بحكمة وجدارة من قبل العناصر الإرهابية.

وتابع: "إن الجماعات الإرهابية استخدمت قذائف هاون فى التعامل مع رجال الشرطة، وأن اختيار منطقة الواحات نظرا لطبيعتها الجبلية وتعد الأقرب إلى ليبيا وبها مناطق غابات تسهل على الإرهابيين الاختباء والتعامل مع رجال الشرطة بطريقة آمنة لهم وتحقق أهدافهم".

وأشار الجهادى السابق إلى أن الجماعات المتطرفة لديها قدرة فائقة على تجنيد الشباب الذى يعانى من الإحباط، الأمر الذى يتطلب من أجهزة ومؤسسات الدولة ضرورة التصدى لذلك بالعمل على معالجة الشباب من الإحباط، سواء بالعمل أو بإشراكهم فى منظومة الحياة والدولة، وذلك لإغلاق أبواب التجنيد أمام تلك الجماعات، خاصة وأن تجنيد الشباب بمثابة الذخيرة الحية فى حرب تلك الجماعات المتطرفة مع الدولة.

وشدد مساعد وزير الداخلية الأسبق، على أنه رغم خطورة العملية الإرهابية التي تمت في الواحات البحرية إلا أن قوات الداخلية نجحت نجاحا منقطع النظير في توجيه ضربات استباقية ضد العناصر الإرهابية القادمة من ليبيا.

شدد المحلل السياسي ومدير مركز الجيل للدراسات السياسية والإستراتيجية إبراهيم الشهابي،   أن حادث الواحات الإرهابي يدل على أن الإرهابيين يحاولون التمسك بمواقعهم مع انهيار قدراتهم.

وأضاف "الشهابي" أن مصر حققت بشكل واضح انتصارات حقيقية على الإرهاب خاصة بعدما تمكنت من منع انتشاره إلى الحدود داخل المدن ، لافتاً إلى أن الواحات البحرية تعد من أهم نقاط تمركز الإرهابيين، لافتا إلى أن لأول مرة فى منطقة الشرق الأوسط يحدث تحالف بين تنظيم القاعدة وداعش الإرهابي، ونجد اتحادًا لهما فى مصر ما يوضح مدى الخطر الذي نشهده بهذه المرحلة الخطرة.

وبدوره، أشار مستشار كلية القادة والأركان اللواء محمد عبدالله الشهاوي ، أن العمليات العسكرية مستمرة في منطقة الواحات التي شهدت استهداف مأمورية الشرطة.

وأضاف الشهاوي ، أن القوات المسلحة بالاشتراك مع قوات الشرطة تقوم بتمشيط المنطقة للبحث عن أي عناصر إرهابية مستعينة بالطائرات الحربية ، لاسيما وأن العناصر الإرهابية تمتلك أسلحة متطورة وقادتها وأفرادها يعلمون أن نهايتهم الموت ولذلك يقاتلون بشراسة لأنهم أموات في النهاية.

وحول أسباب عدم استعانة مأمورية الواحات بطائرات الاستطلاع أو الدعم الجوي خلال العملية ، أكد " مستشار كلية القادة والأركان " أن الحملة استهدفت تحقيق المفاجأة الكاملة والسرية لتحقيق أقصى درجات النجاح في العملية.

وأوضح أن العناصر نفسها والمعدات والسيارات التي تنقلهم يتم إخفاؤها بالتمويه المناسب للمنطقة التي يتم تنفيذ العملية بها، حرصا على سلامة العناصر وتحقيق عنصر المفاجأة أيضا.

ومن ناحيته , يقول أحمد كامل البحيري، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، إن مجموعة عمرو سعد المسؤول الرئيسي والأول عن تفجيرات الكنيسة البطرسية ومار جرجس ومار مرقس بالإسكندرية وطنطا، المنتمية لـ"داعش" مسؤولة عن الهجوم.

وتابع "الخبير السياسي" ، أن هذه الحادثة الإرهابية مماثلة لمجموعة الأحداث التي وقعت في أسيوط منذ شهرين، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات الإرهابية تتمركز في الطرق الصحراوية، مضيفًا أنه سيتبعد حركة حسم الإرهابية وخاصة بعد توجيه ضربات قوية لها من قبل قوات الأمن واعتقال بعض أفرادها.

ولفت الباحث في شؤون الحركات الإسلامية سامح عيد ، أن هذه الأحداث الإرهابية وراءها الجماعات المتطرفة كحركة "حسم" و"العقاب الثوري" وغيرها بسبب اعتقادات دينية خاطئة واعتقال بعض ذويهم.

وتابع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية ، أن "ولاية سيناء" هي القرب من تنفيذ تلك العملية، أو ربما بعض الجماعات الإرهابية التي تأتي من ليبيا، مشيرًا إلى أن يستبعد حسم بقيام تلك العملية لأنها عملية فريدة من نوعها وتحتاج أفراد كثيرة وهو ما يتوفر لتلك الجماعة الإرهابية.

ووفي سياق متصل أكد الخبير في مكافحة الإرهاب ومساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد صادق،  أن عناصر من تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي تسللت من ليبيا، ونفذت حادث الواحات البحرية ، مشيراً إلى أن الأجهزة كانت ضبطت عددا من عناصر الشريعة، مشيرًا إلى أن أحد المرشدين أبلغ قوات الأمن بمكان تواجد العناصر الإرهابية في منطقة وادي الحيتان، لافتًا إلى أن هذا المرشد قدم كل المعلومات عن الخلية الإرهابية، ومن بينها وصول لتلك العناصر طعام "محشي" من محافظة القليوبية أمس.

وأضاف خبير مكافحة الارهاب ، أن قوات الأمن استطلعت أمس الموقف في منطقة وادي الحيتان، التي وقع بها الحادث الإرهابي، وكانت نتيجته سلبية، بعدم وجود أشخاص إرهابيين هناك، لافتًا إلى أن تلك المنطقة موجودة خلف الطريق الغربي مع حدود الفيوم، موضحًا أن المجموعات القتالية من الشرطة كانت تستهدف اليوم الوصول إلى أدلة وخيوط تساعد في الوصول إلى العناصر الإرهابية، مشيرا إلى أن العناصر الإرهابية استغلت وجودها أعلى الجبل ونفذت الهجوم ضد قوات الأمن.

وتابع "صادق " أن الموقف في منطقة وادي الحيتان حتى اللحظة لم يتضح بعد، في ظل الظلام الموجود في منطقة الواحات البحرية، مشيرًا إلى أن هناك قوات تحركت من القوات المسلحة مع قوات الشرطة، ولكنهم لم يتمكنوا من دخول الجبل، في ظل الظلام الدامس في المنطقة، وما يحدث الآن تمشيط في المنطقة من الخارج.

وكانت الأجهزة الأمنية أعدت مأمورية لمداهمة تلك العناصر وحال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بها، بادرت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، حيث قامت القوات بمبادرتها إطلاق النيران، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة ومصرع عدد من هذه العناصر.

وكان مصدر أمنى بوزارة الداخلية، قد استشهاد عدد من الضباط والجنود خلال الاشتباكات الدائرة مع عناصر مسلحة بطريق الواحات، أمس الجمعة، كما دفعت الأجهزة الأمنية بغطاء جوى وعدد كبير من المدرعات وعربات التدخل السريع للسيطرة على الموقف.

كما تم الدفع بـ30 سيارة دفع رباعي، و20 مدرعة، لتمشيط المنطقة بالكامل وتأمين نقل المصابين من قبل قوات الشرطة، والقبض على باقي عناصر البؤرة التي تم استهدافها ومنع هروبهم.

وكان من بين شهداء الوطن النقيب إسلام مشهور، الضابط بإدارة العلميات الخاصة بقطاع الأمن المركزي، خريج دفعة 2012، والتي لقبت باسم الشهيد أحمد سعيد الديهي، وهو الذي يعد رقم 13 ضمن خريجي تلك الدفعة، التي أطلق عليها دفعة الشهيد أحمد سعيد الديهي.

كشفت العملية الإرهابية التي نفذتها العناصر الإرهابية ضد قوات الشرطة في الواحات البحرية أمس، عن استغلال الجماعات الإرهابية الصحراء والجبال لإقامة معسكرات لتدريب عناصرها على استهداف الكنائس والمؤسسات الحيوية للدولة في الفترة المقبلة، خاصة بعد إحكام القبضة الأمنية في القاهرة والدلتا؛ مما دفعهم إلى الفرار إلى الصحراء.

 

 

 

الواحات البحرية الحادث الارهابي الاجرام

تحقيقات وتقارير

click here click here click here altreeq altreeq