الصباح العربي
الخميس، 25 أبريل 2024 03:29 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

أشرف العشري يكتب: أوهام الرجل واللعب بالصواريخ

الصباح العربي

حيث تجاوزت خروقاته الحدود اللبنانية السورية وصولاً إلى الأراضى اليمنية ليفجر صواعق الصواريخ الباليستية على مكة المكرمة والرياض ومن ثم يعطى لشركائه فصيل الحوثيين الانقلابى نفسا تخريبيا آخر بتهديد وإطلاق نفس نوعية تلك الصواريخ الهالكة على (دبى وأبو ظبى) كما انبأتتا صحيفة كيهان الإيرانية لسان حال وصوت المرشد الإيرانى على خامئنى فى الأيام الماضية. 

> إنه بات زمن اللعب بالصواريخ الذى يجيد الحديث عنه بطلاقة وتحريض هذه الأيام الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى محاولة لاستعراض قوة وعضلات إيران العسكرية ونفوذها السياسى والأمنى التى تبناها بها فى الأيام الماضية بحديث استعراضى آثار الحرائق السياسية فى العالم العربى حتى الآن وفجر موجات الغضب بوجه إيران عندما قال بكل تبجح إنه لا يمكن فى الوقت الحاضر اتخاذ أى إجراء حاسم فى العراق وسوريا ولبنان ومنطقة الخليج وشمال افريقيا من دون إيران أو العودة إليها.. فهذا كلام مغلوط ومردود لأهله حيث من يومها أشعلت نيران الغضب ورفعت وتيرة الاحتقان وتجهيز المنصات العسكرية فى بعض مناطق الإقليم استعداداً لإطلاق الرصاصة الأولى وانتظار من سيطلقها أولاً دون أن يدرى روحانى ومن ورائه قادة الحرس الثورى إنهم أول من سيدفعون الثمن ويسددون الفواتير فى حالة الحرب أو نذر المواجهات العسكرية بالمنطقة. لا مبالغة فى القول إن المشروع الإيرانى فى المنطقة والذى تنكشف كل نواياه وأهدافه ومراميه الخبيثة والقائم على التمدد والتغلغل فى الإقليم العربى مخيف ومهلك للجميع حيث الثابت حتى الآن أن هناك مخاوف عربية فى أكثر من عاصمة أن يتحول المشروع الإيرانى إلى مشروع استعمارى لا يحترم حدود وسيادة الدول وليس لديه سوى منطق تصدير الثورة وهذا ما تفعله طهران حاليا عبر استراتيجية اللعب بالصواريخ الذى لاشك سيحرق المنطقة خاصة ان اللعب بالنار حاليا فى الإقليم وبرغم كل مراراته وكوارثه ستكون له عواقبه وزلازله المدمرة على الجميع حيث لا المملكة العربية السعودية ولا الإمارات العربية ولا البحرين ولا حتى مصر سترضى باستمرار تلك اللعبة الخطرة التى تمارسها إيران حاليا أنها لعبة ولا القبول باستمرار وارتفاع منسوب الخوف والقلق من الحماقات الإيرانية إلى ما لا نهاية أو تجرع الدواء المر منها طيلة الوقت حيث الأيام واللحظات القادمة باتت تحمل نفسا تشاؤميا أكثر تجاه إيران حيث لا يمكن القبول بأى حال أن تصبح إيران وصواريخها وفرقها العسكرية الجوالة والمنفلتة من كل عقال شوكة فى خاصرة دول الخليج أو تهديدا مباشرا للأمن القومى العربى كما يفعل ويسعى صناع القرار والملالى الآن فى طهران 

بكل تأكيد الغالبية فى إيران من صناع القرار بجانب المرشد الأعلى على خامئنى صاحب الكلمة الأولى والفصل يتفوه بالمزايدات يضمرون شرا وحقداً على عديد العواصم العربية وخاصة فى الخليج عبر مطاعن وبغمزات لامست الخطوط الحمراء وعبر مؤامرات سوداء وواسعة وهذا ما يجب أن يتيقن له العالم العربى وبخاصة دول الإقليم الفاعلة والمحورية التى عليها أن تعى مخارج السيناريوهات الإيرانية عبر التصدى بفعالية لنشاط إيران التخريبى فى الإقليم وضرورة خلق وإيجاد آليات أو استراتيجية عربية موحدة يتفق عليها من الآن فصاعداً لوقف التدخل الإيرانى وإنشاء مصدات دفاعية عربية فى وجه تلك التحركات والمرامى الإيرانية حيث لابد أن يكون الهدف الأول عربياً هو ضرورة التصدى والتمسك العربى بغطاء دولى فى المرحلة المقبلة عبر دول مجلس الأمن الخمس وانطلاقا من وثوق العلاقات العربية وخاصة الخليجية مع إدارة ترامب فى الولايات المتحدة حاليا وعديد الحلفاء فى الاتحاد الأوروبى لإخراج إيران من الأراضى العراقية والسورية حيث الفرصة مواتية الآن أكثر من أى وقت مضى فى ضوء تزايد الغضب العربى والدولى ضد إيران والتهديدات التى تصدر حاليا بشأن حرب ضدها ومن ثم توسيع دائرة الحركة باتجاه كف يدها ومنع تهديداتها ضد دول الخليج والعواصم العربية مجتمعة حيث آن الأوان صراحة لان تخرج المنطقة حاليا وعلى نحو جذرى من اللعبة الصفرية التى لم ولن يجنى منها أحد فى المنطقة وخاصة إيران أى مكاسب أو مغانم حيث زمن الغطرسة وبلطجة التهديدات العسكرية واستعراض عروض الصواريخ فى الساحات العسكرية قد ولى إلى غير رجعة وبتنا نعيش حروب الجيل الرابع والخامس الذى أصبح على الأبواب. 

وبالتالى هناك فرصة أمام العرب لوقف مهاترات حسن روحانى وجعل أقواله الأخيرة مجرد أوهام وإنهاء لعبة اللعب بالصواريخ التى تجعل منها إيران هاجسا مخيفا لعواصم خليجية وعربية وتعد خطراً حقيقيا على المنطقة بأسرها حيث التمادى الإيرانى سيحولها إلى كتل نيران حارقة وبراميل بارود قابلة للانفجار هنا وهناك طيلة الوقت حيث سيكون لزاما على العواصم العربية من الآن فصاعداً ضرورة كبح إيران وإزالة خطر صواريخها وإلا فالقادم أسوأ حيث يجب أن تكون تلك الاستراتيجية صفر تسامح مع إيران وجعلها تعيش أيام انتظار مثيرة بعد أن باتت عبئا على المنطقة حيث لا يجب أن تكون هناك أنصاف حلول واشباه خيارات معها بعد الآن وهذا ليس دعوة للحرب أو تدشين المنصات العسكرية بل عبر القنوات السياسية والدبلوماسية واللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتركيع طهران وكسر أقدامها فى المنطقة.. كيف كل هذا .. هذه يجب أن تكون مهمة العواصم العربية مجتمعة عن مطابخ صناعة القرار العربى وفرق الدبلوماسية العربية وإطلاق يدها بحرفية فى المنطقة والعالم. 

وأعتقد أن جولة سامح شكرى وزير الخارجية حاليا فى المنطقة أفضل تحرك سياسى حيث إن الرهان على الحل والدور المصرى سينجح بامتياز فى نزع فتيل التوتر والاضطراب. 

 نقلا عن صحيفة الأهرام 

أشرف العشري يكتب أوهام الرجل اللعب الصواريخ

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq