قالت هبة سلامة، رئيس الوكالة الإقليمية للاستثمار، إحدى المؤسسات التابعة لتجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) إن القارة الإفريقية ستستحوذ على 41 في المائة من شباب العالم خلال ثلاثة عقود وهو ما يعد فرصة هائلة يجب استغلالها بشكل جيد في إحداث التنمية في إفريقيا.

وأضافت سلامة -في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن الحكومات الإفريقية تحتاج لجني ثمار هذا التحول الديمغرافي، إلى ضمان إتاحة فرص عمل كافية لاستيعاب هذا الطلب الضخم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استراتيجيات التنمية الشاملة التي تضمن مشاركة القطاع الخاص وزيادة التجارة والتدفقات الاستثمارية في القطاعات الهامة الرئيسية مثل التصنيع والصناعة والزراعة والأعمال الزراعية، والبناء.

وأشارت إلى أن الحكومات الإفريقية ستحتاج أيضا إلى معالجة العوامل المختلفة التي تحول دون قدرة الصناعات المحلية على إنتاج وتصدير المزيد من السلع، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز التكامل الإقليمي، وإعداد الأجيال من القادرين على تلبية احتياجات السوق، وهو ما يجب أن تعمل الحكومات الإفريقية جاهدة لتحقيقه.

وأوضحت أن الفجوة التمويلية في مجال البنية التحتية في القارة الإفريقية تصل إلى نحو 93 مليار دولار، ويمكن القطاع الخاص الأفريقي يمكنه أن يلعب دورا هاما من خلال استثمار ما يقارب من هذا المبلغ الذي يلزم لضمان تحسين خدمات النقل واللوجستيات وغيرها، مشيرة إلى أن التصنيع يعد من القطاعات الهامة التي تحتاج ضخ المزيد من الاستثمارات الخاصة بها.

وأكدت رئيس الوكالة الإقليمية للاستثمار بالكوميسا أن القارة الإفريقية بحسب تقديرات مؤسسات بحثية عالمية يمكنها مضاعفة إنتاجها الصناعي خلال 10 سنوات، وهو ما من شأنه أن يخلق ما بين 6 و 14 مليون فرصة عمل دائمة مما يساهم بشكل كبير في زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي في إفريقيا، خاصة في ظل التوقعات بتضاعف عدد سكان إفريقيا بحلول عام 2050 حيث يبلغ حاليا 2ر1 مليار نسمة.

ولفتت هبة سلامة إلى أن الوكالة الإقليمية للاستثمار تمكنت من إتاحة الموارد المالية اللازمة لتنفيذ ما يزيد عن 50 ورشة عمل تدريبية إقليمية لأكثر من 1000 مسئول من وكالات ترويج الاستثمار في الكوميسا، بهدف تعزيز قدرات وكالات ترويج الاستثمار في الدول الأعضاء على تقديم خدمات أفضل للمستثمرين.

وأشارت إلى أن الوكالة تعاونت مع وكالات ترويج الاستثمار الخاصة بالدول الأعضاء في تجمع الكوميسا لتقديم معلومات محدثة عن التشريعات والسياسات التي تؤثر على بيئة الأعمال، وتكلفة ممارسة الأعمال، وحوافز الاستثمار، وإجراءات الاستثمار، والفرص والمشاريع.

ونوهت إلى أن الوكالة أصدرت سبعة إصدارات من دليل المستثمر في إفريقيا يحتوي على حوالي 400 مشروع في الطبعة الواحدة، و16 دليلا لممارسة الأعمال في الدول الأعضاء في الكوميسا، وإصدارين من دليل الاستثمار في الكوميسا، بالإضافة إلى أكثر من 22 مطبوعة أخري ودراسات متعلقة بالاستثمار في منطقة الكوميسا، كما تقوم الوكالة بتوفير منصات هامة لوكالات ترويج الاستثمار في الدول الأعضاء والهيئات الحكومية والشركات والمجتمعات الاستثمارية لتعرف على المشروعات الاستثمارية المتاحة.