الصباح العربي
الجمعة، 29 مارس 2024 01:21 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

ترامب يسخر من العرب .. دبلوماسيون : قرار نقل السفارة الامريكية للقدس اختبار للقادة والحكام 

الصباح العربي

 جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس صادما للجميع وضاربا بجميع القرارات والاتفاقيات عرض الحائط ، وهو ما اعتبره زعماء وقادة العالم التي سبق وان بادرت بالتحذيرات جراء تنفيذ هذا القرار الذي تصفه بـ"الكارثي" الذي يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم ككل من ناحية ، وتهديد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من ناحية أخرى .

وحذر دبلوماسيون من تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية وما يترتب عليه أثارة الغضب في العالم الإسلامي، واندلاع مظاهرات في جميع السفارات الأمريكية بأنحاء العالم حتى تراجع ترامب عن هذا القرار الإرهابي .

توترات المنطقة

حذر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من تصاعد التوتر والعنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في مدينة القدس، مؤكدًا أن قرار الإدارة الأمريكية، المرفوض والمُستنكر، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، هو المسئول عن إشعال التوترات وتأجيج مشاعر الغضب في فلسطين، وعموم العالمين العربي والإسلامي، بكل ما ينطوي عليه هذا الأمر من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الإقليم.

وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، بأن أبو الغيط أكد أن سلطات الاحتلال تحاول انتهاز الفرصة لإشعال الأوضاع بصورة أكبر في القدس المحتلة عبر توظيف العنف المُفرط في مواجهة المُـتظاهرين الذين نتفهم مشاعر الغضب والرفض لديهم، مُحذرًا من أن العنف والتصعيد من جانب سلطات الاحتلال لن يسهم سوى في مزيد من الاحتقان والتوتر.

​وشدد المتحدث الرسمي على أن الجامعة العربية تُتابع تطورات الموقف بشكل حثيث، وأن المداولات العربية جارية على أعلى المستويات من أجل الخروج بموقف عربي موحد يكون على مستوى القرار الأمريكي غير المبرر أو المقبول، وذلك توطئة لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يُعقد بمقر الأمانة العامة للجامعة يوم السبت المقبل من أجل بحث الخطوات والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة هذا القرار وتبعاته الخطيرة دفاعًا عن هوية ومكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي والديني.

يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان الدكتور جهاد عودة ، أن قرار الرئيس الأمريكي بالإعلان عن القدس عاصمة إسرائيل زاد القضية الفلسطينية أكثر تعقيدًا، لافتًا إلى أنه قرار استراتيجي خطير يدفع بتهديدات فى منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية ، أن على الدول العربية اتخاذ قرارات إستراتيجية موازية لقرارات ترامب بتشكيل تحالف مع الثلاث دول الكبرى "روسيا وفرنسا وانجلترا" والمؤثرة بمجلس الأمن والتي استنكرت قرار ترامب بتهويد القدس يمارس ضغوطا على أمريكا.

قال د. مختار فهمي إن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس بدلاً من تل أبيب، يضع العالم العربي والإسلامي في موضع اختبار.

وأضاف مختار أن القرار جاء ليكشف العوار العربي، ووصف اليوم باليوم الصادم .. المخزن على العرب.

وأوضح مختار أن القرار جاء لينهي كل الآمال التي تنادي بحق الفلسطينيين في أرضهم، وحق اللاجئين في العودة لبلدهم، وإنهاء أي مفاوضات السلام، وإنهاء جميع الآمال لقيام الدولة الفلسطينية سواء بحدود 67 أو بأي حدود يرتضيها الفلسطينيين.

يقول رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام الدكتور جمال عبدالجواد : إن لقرار ترامب بنقل سفارة واشنطن للقدس بمثابة " تقويض لعملية السلام " ، كما أنه سيؤدي إلي هدم أي تسوية سياسية بين الفلسطينيين، والإسرائيليين من الممكن أن تحدث.

وأضاف عبدالجواد ، أن هناك قوانين دولية تحدد الأراضي بين الإسرائيليين، والفلسطينيين، بالإضافة إلى العديد من القرارات الدولية التي صدرت على مدار أعوام عديدة بخصوص الوضع دخل القدس، فبصدور هذا القرار، يعني ذلك نسف كل المواثيق، والقرارات التي صدرت لتنظيم الأمور، بل وتقويض أي فرصة لوصول إلى أتفاق شامل، ونهائي».

ومن ناحيته ، أشار الباحث بمركز الدراسات السياسية بالأهرام والخبير بالشأن الفلسطيني محمد جمعة ، أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس التى يقصد بها منطقة محددة وليس القدس بأكملها وهى المنطقة التى كانت تخضع لها السيطرة الإسرائيلية الى ما قبل عام 1967 وهو بذلك اختار الخيار الأقل استفزازا للعرب.

وأشار الخبير الاستراتيجي ، أن ترامب فى خطابه تجنب مقولة " القدس الموحدة عاصمة إسرائيل"، حتى لا يتماشى مع المطالب الإسرائيلية، لإحداث فارق بين الموقف الأمريكي والإسرائيلي  ، لافتاً إلى أن قرارات الولايات المتحدة بشان القضية الفلسطينية ستؤثر على العلاقات الأمريكية العربية ولا تتجه أى دولة عربية إلى التنسيق مع الولايات المتحدة بشان التسوية الفلسطينية، وذلك سيؤثر على العلاقات الأمريكية العربية.

وأردف أن المرحلة المقبلة ستشهد صراعا ميدانيا بين الفلسطينيين والإسرائيليين على الأراضي الفلسطينية ومن الصعب الآن الوصول إلى تسوية وسينظر العرب لترامب على أنه أضاف إلى البؤر المشتعلة بالمنطقة العربية بؤرة جديدة بتهويد القدس.

وأكد رئيس المؤسسة العربية للدراسات الإستراتيجية العميد سمير راغب،  فقد رأى أن «قرار نقل السفارة يشكل تهديدًا صارخًا على عربية القدس، ووصف ذلك القرار بالإهانة الكبيرة للمقدسات الإسلامية، والمسيحية، واليهودية داخل مدينة القدس».

وأضاف راغب ، أن هذا القرار سوف ينهي كل الجهود المستمرة منذ أكثر من ربع قرن من أجل حل الدولتين، لافتاً إلى أن المفاوضات في مسألة حل الدولتين كانت تأمل في العودة إلى حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967، وإعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من القدس الشرقية، هذا الأمر الذي سيتوقف بالكامل، وسيصبح مجرد خيال عندما يعلن ترامب عن انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس .

وأضاف «راغب»: «أنه بناء على ذلك، سوف تحل السلطة الفلسطينية نفسها، وتعود المقاومة في شكلها المسلح، وظهور منظمة التحرير الفلسطينية من أجل مكافحة الاحتلال، وعودة الكفاح المسلح كما كان في الماضي».

وعبر المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، وعضو المجلس الثوري أسامة القواسمي، أن هذا الإعلان من شأنه فتح أبواب جهنم في المنطقة والعالم ، خاصة وأن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية ، وفقًا للشرعية الدولية، والقرارات الأممية ذات صلة بالقضية الفلسطينية، التي كان آخرها قرار 2334، وأن حركة فتح لن تسمح بالاعتداء على الموروثات الثقافية، والتاريخية، وأن الحركة سوف تبذل كل ما في وسعها لحماية القدس، وحماية المقدسات التي لها خصوصية واضحة في قلب كل عربي».

ويضيف الدكتور أسامة شعث المحلل السياسي الفلسطيني، أن نقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، سيقضي على كل الآمال بتحقيق السلام، وستكون آثارها مدمرة وكارثية على عملية السلام، وستقضي على فرصة حل الدولتين، وعلى أمن واستقرار المنطقة بكاملها.

وأضاف شعث، أن نقلها عمل منافي للقانون الدولي وتجاوز لكافة القرارات والقوانين الدولية، موضحًا أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن أرسل رسالة عاجلة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من الزعماء الكبار في العالم، لحثهم على ضرورة التحرك والتدخل لدى الرئيس ترامب ومنعه من الإقدام على هذه الخطوة.

وأردف المحلل السياسي ،أن الرئيس بوتين يستطيع التأثير والتدخل لدى ترامب نظرا لعلاقات الثقة بينهما، محذرًا من خطورة هذا الخطوة، التي ستعد بمثابة الضربة القاضية لعملية السلام، وستتحول إدارة واشنطن من راعٍ لعملية السلام إلى عدو مباشر للشعب الفلسطيني.

وبدوره ، اعتبر نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتجية مختار غباشي ، أن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلي القدس قرارا مزعجاً منشأته تهديد القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القضية ماتت دبلوماسيًا في ظل عدم اعتراف الكيان الصهيوني بالقرارات الدولية والأممية.

وتابع الخبير السياسي ، أن ترامب من الممكن أن يقبل فعليًا على هذه الخطوة، خاصة وأن رؤيته فيها نوع من أنواع التشدد، التي تتوافق مع بعض الأجهزة في الإدارة الأمريكية مثل البنتاجون ومجلس الشيوخ، مشيراً إلى أن الوطن العربي في أضعف حالاته في الوقت الحالي.

وبرغم من أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أكد أن اتجاه ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلي القدس، من شأنه القضاء على عملية السلام وقد يدفع الفلسطينيين للتراجع عن الاعتراف بدولة إسرائيل، وسيقضي على حل الدولتين، قائلًا:"نحن كفلسطينيين نقول كفى بعد 70 عاماً من المنفى و50 عاماً من الاحتلال، يجب أن يكون 2017 عام العدالة والسلام والحرية لشعبنا.

ومن ناحيتها أعلنت حركة فتح، أن أبواب جهنم ستفتح في المنطقة والعالم حال تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشرقية، لأنها عاصمة الدولة الفلسطينية وفقا للقانون والشرعية الدولية، التي كان آخرها القرار 2334، مشددة على أن هذا الأمر سيغلق كل فرص السلام والاستقرار في المنطقة.

كما حذرت الهيئة الإسلامية العُليا من خطورة هذه الخطوة، على اعتبار أن نقل السفارة يعني اعتراف أمريكا رسمياً بأن القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وبذلك تكون قد أوقعت نفسها في تناقض واضح في المواقف؛ لأنها هي من تولت رعاية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فكيف لها أن تنقل سفارتها للقدس الآن.

ويذكر أن الكونجرس الأمريكي تبنى قرارًا في 1995 بنقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس، إلا أن الإدارة الأمريكية، كانت ترفض الاعتراف بضم إسرائيل للقدس الشرقية المحتلة منذ 1967، وعليه فكان رئيس الولايات المتحدة يوقع قرارًا كل 6 شهور بتعليق نقلها.

القدس عربية الدولة الحكومة النظام دبلوماسيون العرب الحكام القادة

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq