القدس تنتظر الكلمة الأخيرة من العرب ولكن !
تعقد جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب دورة غير عادية بناءً على طلب أعضائها لبحث تداعيات إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، ووسط حالة من الغموض والغضب الشديد الذي يسيطر على العالم العربي والإسلامي جراء تلك التصريحات التي من شأنها أن تؤجج المنطقة بالصراعات الدامية وضياع السلام والاستقرار بين الاحتجاجات والتظاهرات التي تطالب العالم بالتحرك نحو وقف تنفيذ هذا القرار والتراجع عنه .
وصرح الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي ، أن لجنة المبادرة العربية أنشئت في 2002، للتدخل في الملفات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث أن ثلثي أعضاء الجامعة العربية هم أعضاء بلجنة المبادرة العربية.
وأضاف "زكي"، أن اجتماع الخارجية العرب سيخرج بموقف موحد حول قرار ترامب بشأن القدس يحظى بالتوافق والتقدير ، موضحًا أن جامعة الدول العربية منظمة سياسية، وتتفاعل مع القضايا بشكل سياسي.
سيناريو العقاب
ويقول مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية السفير رخا أحمد حسن :"انعقاد اجتماع مجلس وزراء خارجية العرب اليوم السبت ربما تنتج عنه سيناريوهات تجعل ترامب نادمًا على قراره أو أن تسير القضية كما هى دون جديد".
وتابع "رخا"، أنه من المتوقع أن يسير الاجتماع على نهج اجتماع مجلس الأمن أمس، الجمعة، أن القرار خالف الشرعية الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ، ويخرج بأن القرار يؤثر على إتمام عملية السلام، ويضاف القرار للقرارات السابقة.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك سيناريو متوقع بأن يكون هناك تفويض من رؤساء وملوك العرب بخطوات تصعيديه تشعر ترامب بالقلق والغضب العربي من خلال الاتفاق على مقاطعة عربية اقتصادية على كل المستويات.
خطوة متأخرة
ومن ناحيته ، أكد المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية محمود عفيفي ، أن اجتماع وزراء خارجية العرب يهدف إلى خروج رد فعل عربي رسمي ردا على القرار الأمريكي الرسمي ، مشيراً إلى أنها ليست خطوة متأخرة من الجانب العربي، لافتا إلى أنه كان هناك تحرك عربي استباقي للقرار الأمريكي الرسمي، منذ أسبوع لحظة إثارة الحديث حول الأمر، بأن الرئيس الأمريكي يعتزم هذا القرار.
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، إن اتصالات عربية مختلفة جرت على مستوى قادة الدول العربية ومستوى الدبلوماسية، لإقناع الجانب الأمريكي لعدم اتخاذ هذه الخطوة، لما لها من تداعيات على مستقبل القضية الفلسطينية وعلى مستقبل التسوية، ناهيك عن تداعياتها التي ستؤثر على الأمن والاستقرار ليس في الشرق الأوسط وحده، بل في العديد من أنحاء العالم.
وأوضح أنه اعتبارًا أن هناك موقفا رسميا الآن، كان لابد أن يكون هناك موقف رسمي أيضا للجامعة العربية، يهدف إلى رد الفعل العربي الرسمي من خلال استشراف خارطة طريق عربية للتعامل مع تداعيات الأمر.
وفي سياق متصل ، يؤكد مساعد وزير الخارجية السابق السفير سيد أبو زيد ، أن تقييم اجتماع وزراء خارجية العرب اليوم، السبت، حول القرار الأمريكي بشأن القدس يتوقف على النتائج الصادرة عنه والقرارات التي سيواجه بها العرب القرار الأمريكي.
وأضاف الدبلوماسي ، أن اتحاد الدول العربية في القرار على اعتبار أن ترامب نفذ القرار وهو يعلم أن الدول العربية رافضة له بشدة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت صفتها كراعية للسلام على حد زعمها بأنها ترعى السلام فى المنطقة.
الميدان
وبدوره ، يرى السفير حازم أبوشنب، القيادي بحركة فتح ، أن القرار الذي أعلنه دونالد ترامب بشأن نقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يعد بمثابة نهاية للدور الأمريكي في أحلال السلام على الأراضي الفلسطينية.
وأضاف "القيادي بحركة فتح " أن الشعب الفلسطيني يعرف طريقه جيدا للرد على تصريحات ترامب، مشيرا إلى أن التحام جميع الفصائل الفلسطينية أمام الكيان الصهيوني فى "الميدان" شكل ملمحا مهما ورئيسيا على طريق مواجهة التعنت الإسرائيلي.
وأضاف أن رد المجتمع الدولي جاء سريعا وواضحا على إعلان ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، وفى انتظار الرد العربي بعد الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية لبحث تداعيات نقل مقر السفارة الأمريكية للقدس.
وحول جلسة مجلس الأمن ، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن أمس، كانت إجرائية لمراجعة سياسات الإدارة الأمريكية وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف "فهمي" ، أن الاجتماع الذي تم عقده أمس بسبب دعوة 8 دول لذلك، وهذه تعتبر بداية جيدة، ولكن للتعامل مع القرارات فقط وليس إصدار أي قرارات.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اجتمع الجمعة الماضي في جلسة طارئة بدعوة من ثماني دول لبحث قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الاعتراف بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
