الصباح العربي
الجمعة، 29 مارس 2024 08:01 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

أشرف العشرى يكتب: عبقرى كشف عجز الإعلام

الصباح العربي

بداية على أن أعترف أن صاحب فكرة عقد مؤتمر حكاية وطن الذى عقد على مدى ثلاثة أيام للبحث فيما تم إنجازه وتحقيقه فى مصر طيلة الفترة الرئاسية الاولى للرئيس عبدالفتاح السيسى واجراء نقاشات موضوعية حية ملحة تغمرها الصراحة والمكاشفة للبحث والتعرف عن قرب عن حقيقة كيف كنا وأين أصبحنا وماذا عن المستقبل الذى ينتظرنا كمصريين ووطن كان شخصا عبقريا أتى بفكرة وطرح وتصور جديد خارق للعادة بعيدا عن القوالب التقليدية التى اعتادها المصريون فى لحظة الاقدام على بداية ماراثون سباق انتخابى جديد والتى كانت تتمثل فى عقد مجموعة من اللقاءات الصحفية والتليفزيونية للمرشح أو المرشحين والحديث عن الاحلام والطموحات دون الالتفات إلى ماتم إنجازه لانه بطبيعة الحال لم يكن هناك انجازات تذكر وبهذا الحجم والكثافة ونهج الحيوية والحركية التى تحققت فى وطننا حاليا.

ولذا كان الوضع هذه المرة مختلفا ومبتكرا حيث لم يكن أن يصح اطلاقا الحديث عن مجمل تلك النجاحات والانجازات عبر سلسلة لقاءات تليفزيونية أو صحفية يتسابق أصحابها على التباهى باللقاء أو الظهور مع الرئيس أو المرشح الأفضل صاحب الانجازات الذى يمثل خيار وقيمة ومستقبل الحياة الأفضل للمصريين خاصة وأن هناك علة يعلمها المصريون جميعا تتمثل فى ضعف الاداء الاعلامى بشتى وسائطه وصوره وصلت إلى حالة من الخلل والتباعد وربما شبه التراجع فى نقل جملة الانجازات الصارخة التى تحققت وعاشتها مصر على مدى السنوات الماضية حيث كان يكتفى بنقل أخبار وافتتاحات هذه المشروعات دون الخوض فى التفاصيل والمتابعة ونقل الصور الحقيقية لما كانت عليه الحياة قبل وأصبحت بعد اقامة هذه الصروح وفوائدها التى باتت تغطى سماء وجه الحياة فى مصر. ومن هنا كانت فكرة عبقرى مؤتمر وجلسات حوار حكاية وطن الذى لم أعرفه بعد حيث كان لزاما نقل الصورة بكل تفاصيلها وابعادها للمصريين ووجب للغة الارقام أن تكون حاضرة وتتحدث عن دورها يقابلها شرح مطول وحديث معمق من الرئيس للشعب يعطى امارات وطموحات الأمل مع نقل الصورة الحقيقية وحجم الانجازات وساعات وسنوات العمل والتضحيات وأقول صراحة إن العديد من تلك الصور والانجازات وكلفتها كانت غائبة عن عقول وأذهان العديد منا طيلة الأشهر الماضية حيث كان الحديث عن أمرين فقط لا ثالث لهما ماذا سنحصدوكم من الاموال سيدخل الجيوب وتتلقفه أيدى المصريين؟

والأمر الأخير حديث متنقل عن شعبية الرئيس وتراجعها وهمسات وأقوال خفية أن تلك الشعبية قد تراجعت أو قلت بسبب أننا لم نلمس أو نحصل فى أيدينا على فوائد عملية وسريعة تتمثل فى انخفاض للاسعار وبالتالى كان لزاما وضروريا وحتميا أن تعقد مؤتمرات على غرار نموذج حكاية وطن وأن يكون هناك حضور طاغى وخطاب مباشر ومتواصل من قبل الرئيس والذى لم يكتف بنفسه فقط بل وسع دائرة الرؤية والنقاش ليحضر ويشارك معه كل وزراء الحكومة ومسئولوها وكذلك أهل الاختصاص من الخبراء وأصحاب الرؤية ليكون النقاش حيا ومثمرا ويحقق أهدافه فى الحال وعلى الهواء مباشرة يتابع كل المصريين الصورة كاملة بكل تفاصيل المشهد ابتداء من ثورة 25 يناير وما أفرزته من أحداث ونجاحات واخفاقات وما لحق بالبلاد من تدمير وتخريب لمؤسسات الدولة ودروب من الفوضى والخلل وصولا إلى ثورة 30 يونيه والاثمان والفواتير التى دفعتها الدولة وسددها المصريون للوصول إلى لحظة استعادة الدولة وشرعية مؤسساتها وقوة قرارها المستقل واعادة بناء وهيكلة كل مقوماتها.

ولا مبالغة فى القول إن أحاديث الرئيس ومداخلاته ونقاشات الوزراء الحضور بجانبه غيرت قناعات وعقلية الغالبية من المصريين على مدى ثلاثة أيام حيث إن حجم ما عرض وتم الحديث بشأنه فى مجمل مناحى وملفات العمل والانجاز فى الدولة المصرية داخليا وعلى جميع الأصعدة وكذلك خارجيا لاعطاء العبر والتدبر كان ضروريا وحتميا للمقارنة ومعايشة الواقع تماما حيث كان حديث الماضى هذا يلهم المستقبل وينعش من جديد ذاكرة المصريين للاستفاقة والوقوف أمام استحقاقات جديدة تغمرها سنوات الانجازات التى لم تعرف دول كثيرة فى الاقليم طيلة السنوات مثيلا لها غير مصر حيث الرؤية كانت طموحة وحافلة بتوفير اجابات كاملة عن الماضى والحاضر والمستقبل والتحديات التى تنتظرنا وبالتالى نسفت فكرة مؤتمر حكاية وطن أفكار الايثار والانانية التى كانت تعترى تفكير البعض منا فى الحصول على مكاسب شخصية وحتى أموال تدخل جيوبهم لان حجم المشروعات والانجازات وبالصورة التى عرضت أفقدت الكثير القدرة على النطق أو المجادلة عما تحقق للبلاد.

ناهيك عن ان الحديث عن شعبية الرئيس قد توارى أصحابها خجلا بعد أن طالعوا وتباعوا واستمعوا إلى فكر وقدرة الرجل وتصوراته واحلامه لوطنه مصر وقدرته على استقطاب الطاقات واستثمارها بالشكل والتوظيف المطلوب وباتت الغالبية الكاسحة من المصريين على يقين أن الرئيس السيسى رجل يثق به ويؤتمن على قيادته باحترافية وتوظيف كامل وحقيقى لتحقيق طموحات هذا الوطن وشعبه ولديه امكانات ومؤهلات وقدرات خاصة على توظيف النجاح فى مصر وجعل المستحيل ممكنا وإيقاظ رغبة التقدم والتطوير لهذا الوطن ناهيك عن حركيته وحيويته على الاسراع بالتغيير والتطوير المتلاحق واتخاذ القرار وترجمته بما يمتلكه من رؤية شاملة تحولت إلى خطط وواقع ملموس يعايشه المصريون حاليا على أرض الواقع.

بأوضح عبارة ممكنة أقول إن مؤتمر حكاية وطن تفوق على كل ما سبقه من لقاءات طيلة السنوات الماضية لانه كشف بامتياز لكل المصريين كيف نجح هذا الشعب وهذا الوطن بفضل انطلاقات اقتصادية وتنموية وقصة صعود المصريين من الآن فصاعدا إلى قطار مصر الجديدة التى ستتحول ويتغير فيها وجه الحياة خلال الأربع سنوات القادمة أيضا وكشف لنا ما عجز الاعلام المصرى عن تحقيقه وتسليط الضوء عليه طيلة السنوات الماضية والذى بات هو الآخر يحتاج إلى حلحلة وهزة عنيفة واعادة هيكلة حتى يواكب سنوات النجاح وشرعية الانجازات القادمة لنا فى مصر.

نقلا عن صحيفة الأهرام

أشرف العشرى يكتب عبقرى كشف عجز الإعلام

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq