تسلمت نيابة قسم بنها ثانى، تحريات المباحث عن ظروف وملابسات حادث انهيار أسانسير الموت بمبنى الجراحة بمستشفى جامعة بنها، ما أسفر عن مصرع 7 أشخاص وإصابة آخرين، كشفت التحريات أن المسئولية الجنائية تقع على عدة جهات مختلفة ومنها الشركة المسئولة عن تركيب المصعد وصيانته واللجان الفنية والقانونية فى المستشفى التى تسلمت الأسانسير عقب تركيبه وكذا الجهات التى أجرت تجارب الأمان والسلامة للمصعد، وكشفت التحريات أن عمليات الصيانة للأسانسير كانت وهمية وتتم على الورق.

كشفت معاينة اللجنة الفنية المشكلة من النيابة العامة عن تحمل شركة الصيانة مسئولية الحادث، حيث اكتشفت اللجنة عدم وجود باراشوت وهو الجهاز الذى يمنع انهيار الاسانسير فى حالة وجود عطل فى أحد اسلاك الواير الموجودة به، كما أن الاجزاء التى تم تركيبها بالاسانسير غير معتمدة وغير مطابقة للمواصفات القياسية، كما أن الصيانة التى أجريت له من قبل مهندسى الشركة كانت صورية وكان مهندس الصيانة يقوم بالتوقيع على الكارت الخاص بالمتابعة دون اجراء التجارب اللازمة للتأكد من سلامة الاسانسير.

وقال الدكتور محمود عبدالصبور، عميد كلية الطب بجامعة بنها، ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، الذى تقدم باستقالته للدكتور السيد القاضى، رئيس الجامعة، ووافق عليها وزير التعليم العالى بعد كارثة الأسانسير، انه تقدم بالاستقالة بموجب المسئولية الادبية والسياسية ودون أى ضغوط من قبل الجامعة أو الوزارة.

وقال «عبدالصبور» فى تصريحات صحفية «إن الضحايا والمصابين أهلنا وأقاربنا ولم أتحمل الاستمرار فى المنصب بعد الحادث، وأنا لست كبش فداء وتركت المنصب طواعية فى التوقيت المناسب ووفقًا للموعد المحدد لىّ قدرًا ونحن نخدم وطننا».

ولفت العميد المستقيل إلى أنه «مش صغير، أنا أستاذ وشغلت عددًا من المناصب منها عميد كلية التمريض ومدير عام المشروعات بالجامعة وكلية الطب ومينفعش حد يحطنى كبش فداء وشعورى بالمسئولية الأدبية هو ما دفعنى لتقديم استقالتى فأنا لا استطيع ان انتظر فى منصبى بعد هذا الحادث الجلل».

وأضاف العميد المستقيل: منصب عميد كلية الطب منصب إستراتيجي لوضع الخطة المستقبلية والسيطرة على هيئة التدريس لأنه لا سلطان على هيئة التدريس إلا من قبل عميد الكلية.

وقدم خالص التعازى عن نفسه للضحايا الذين ماتوا فجأة ونحتسبهم شهداء فالحدث جلل، وخاصة أننا فى مجتمع ريفى وكل من توفوا من أهلنا.

وحول التحقيقات وسيرها قال «لا مجال للتحدث عن أى تحقيقات لأنها فى حوزة النيابة والجهات الرقابية ومدير عام المستشفيات ليس فنيًا ولكن دورنا وضع الضوابط اللازمة ولكننا مسئولون عن المكان كله رغم عدم فهمنا للجوانب الفنية والمسئول القادم سيكون أكثر حرصاً».

وتفقد الدكتور إبراهيم راجح، مدير عام المستشفيات الجامعية، ووكيل كلية الطب بجامعة بنها، فى جولة مفاجئة أقسام الاستقبال وعددًا من أقسام المستشفيات الجامعية ببنها أمس، لمتابعة سير وانضباط العمل بالمستشفى ومستوى تقديم الخدمات الطبية للمرضى.

وحذر «راجح» خلال جولته من أى تكاسل فى العمل أو التقصير فى حق أى مريض، مؤكدًا أنه لا مكان لمهمل أو مقصر فى أهم قطاع إنسانى وهو القطاع الطبى.

ووجه بحُسن معاملة مرافقى المرضى والتيسير عليهم تقديرًا لمشاعرهم والضغوط التى يمرون بها نتيجة لمرض ذويهم.

كان الدكتور السيد يوسف القاضى، رئيس جامعة بنها، قد كلف الدكتور إبراهيم راجح بمهام المنصب عقب قبول استقالة عميد كلية الطب بجامعة بنها ورئيس مجلس إدارة المستشفيات بالجامعة واستقالة مدير عام المستشفيات بالجامعة واستقالة المدير الإدارى بمستشفيات الجامعة وإقالة مدير الإدارة الهندسية لمستشفيات الجامعة وإقالة المهندسة المشرفة على أعمال الصيانة والمصاعد بمستشفيات الجامعة.

كان الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، قد التقى بالدكتور السيد القاضى، رئيس جامعة بنها، وتم استعراض التقرير المبدئى لحادث مصعد المستشفى الجامعى الذى أودى بحياة 7 وإصابة 4 آخرين من المواطنين، وقرر الوزير صرف 100 ألف جنية لأسرة كل متوفى، و50 ألف جنيه لكل مصاب من ميزانية جامعة بنها، وإفادته بتقرير شهرى عن أعمال الصيانة لكل المنشآت الجامعية.