سلسلة طويلة من الكلمات، لم تتجاوز حدود النجاح لأنها ثائرة أو متجددة، بل يكمن سر عمقها في بساطتها، "زاب ثروت" الذي انضم بألبومه الجديد، العديد من شباب مصر، الذين وجدوا طريقًا مختلفًا للحفاظ على الواقعية ضمن سياق غنائي، بينما تتداعى الحركة الفنية.

فمن سبق و أطلق "نور"، "ملعونة الشهرة"، "مين السبب"، "في السما"، و غيرها، طرح زاب ثروت ألبومه الجديد بعنوان "المدينة"، ملامسًا أعماقها، مشيدًا بجمالها، ساخرًا من قبحها.

في ألبوم من 8 أغنيات تعاون زاب ثروت، مع حمزة نمرة، محمود العسيلي، أمير عيد، طارق الشيخ، هاني الدقائق، و إنجي نظيف.

و عن الألبوم ، قال زاب ثروت: " ألبوم المدينة مع ساري هاني.. بنحاول نعكس فيه واقع حياتنا في المدينة من يأس وخوف لعنف وصدام لحب وسعادة لمشاعر كتير مختلفة."

لكن الألبوم الذي شهد فكرًا يُجدد الأصول العصرية التي يعتمدها بعض فناني مصر، جاء لاحقًا بركب حمزة نمرة، كايروكي، ممن طرحوا أسلوبًا كشف حقائق وجدانية يعيشها المواطن المصري.

إلا أن ألبوم "المدينة" ما بين ثنايا السعادة، كانت الحرب التي يتزعمها الإنسان مع نفسه، و الاكتئاب الذي يتحمل مسؤوليته المجتمع، و حقيقة الغربة في وطن به أصدقاء طفولة، و حب غمره الجرح.

بألبوم واحد، وجد المتلقي المصري نفسه أمام مرآته الحقيقية، لا تظهر صورته بل يجد "زاب ثروت" يُشاركه أوجاعه، همومه، و الأهم واقعه الذي كشف قوة الوحدة التي باتت تتغلغل في مجتمعنا.

"المدينة" و بينما تنقّل زاب ثروت بين شوارعها، مواصلاتها، و أبطال قصصها، أكدت على وجود فن مختلف، يُعبّر بصدق، فن لا يتضمن الابتذال، فن يضم صوته للمصريين بشكل عام.