الصباح العربي
الثلاثاء، 16 أبريل 2024 08:47 صـ
الصباح العربي

فن وثقافة

سفراء السعادة والأمل والنجاح.. نجوم قالوا ”لا للمستحيل”

عساف - ريم - صلاح - زينب
عساف - ريم - صلاح - زينب

"الإلهام" ما هو إلا لغة متبادلة بين الفرد، و الآخر ممن يعتبرهم قدوة، و ربما يتأثر برأي، وجهة نظر، مثابرة، أو طريق يفتحه ذلك الشخص لغيره نحو تحقيق الأحلام، و بعالمنا العربي الذي يُعاني في ظل آلام البسطاء، تحديات اليأس، و ويلات الحروب، التي تغتال بذرة البراءة داخل الملايين من الأطفال، و من ثم تنتزع الطموح من الشباب، تاركة الكبار في حالة من الحسرة و الوجع، كانت لحظة الحسم التي حمل الراية العربية العديد من الأسماء، هؤلاء ممن حملوا راية الأمل، المحبة، التعايش، و السعادة، سفراءً مؤكدين أنه الوقت حان لإعطاء غيرهم طاقة لا نهاية من التفاؤل.

"زينب سلبي" – العراق سفيرة الحقيقة

عقب نجاتها من الحرب، ذاقت طعم الحرية، لتقرر أن تدعم إعادة بناء المجتمعات، البداية من الشخصية التي تنتقي كلماتها بعناية، و ببساطة تتحدث بصوت يروي حدائق القلب بالطمأنينة، مشاركة المرأة بتجاربها، مدافعة عنها، موجهة "نداء" إلى تقبل الذات، متحررة من كافة القيود و الخوف، بينما جمعت الكثير حول الحقيقة في حياتها في كتابها "ما بين عالمين".

و تعمل زينب سلبي من خلال منظمة نساء من أجل نساء العالم، على إعطاء منصة حوار سلسة للمرأة العربية تُعبّر فيها عن رأيها، كما أطلقت مشروعها الخاص لتغطية قضايا العالم من منظور المرأة.

"ريم عكرا" – لبنان سفيرة الأناقة

توجهت إلى نيويورك أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، و في التسعينيات من القرن الماضي، أطلقت مجموعتها لفساتين الزفاف، ظهرت تصميماتها في العديد من المسلسلات الشهيرة المعنية بالأزياء، كما تصدّرت أغلفة Vogue، Elle، و Marie Claire.

كما شغلت مناصب أخرى، فهي عضو في مجلس مصممي الأزياء بالولايات المتحدة الأمريكية،  و حثت عكرا نساء العالم على تحقيق أحلامهن، مؤكدة أنه في يوم ما، سنحتفل بكافة إنجازاتهن، و سننقل تجاربهن إلى أجيال قادمة.

و اختارت نجمات هوليوود تصميمات "عكرا" الانسيابية التي تعكس أنوثة المرأة، و حيويتها في آن واحد، و منهم: أنجلينا جولي، بيونسيه، تايلر سويفت، مادونا، جنيفر لوبيز، أوليفيا مان، كريستين ستيوارت، نيكول ريتشي، كاثرين زيتا جونز، و غيرهن الكثيرات.

"سعاد ماسي" – الجزائر سفيرة الإيقاع

ابنة القبائل التي تتغنى طبيعتها بموسيقى الشجن، أحبتها منذ الصغر، لتثور أمام مجتمع يضطهد إحساس الطرب، و صوت المرأة، إلا أنها ابتعدت عن الساحة الفنية عقب الاشتباكات التي نشبت بالجزائر، حيث أُلغيت كافة الحفلات، ليكتب عام 1999، انطلاقة جديدة لها لتُشارك في تظاهرة "نساء في الجزائر"، و التي أقيمت في فرنسا، بعيدًا عن الإرهاب، الأحزان، و الحروب، كان للفن الكلمة الكبرى.

واجهت ماسي المجتمع الغربي، الذي حاول إغلاق كافة السبل أمام امرأة عربية مسلمة، و من بين براثن الإرهاب، استلهمت فنها.

وجدت ماسي الشهرة في بلاد المغرب العربي، كما استطاعت أن تجذب قاعدة جماهيرية كبيرة لها في مصر بعد أن نجحت في تقديم رؤيتها الفنية الخاصة.

"محمد صلاح" – مصر سفير السعادة

ربما لا تشمل الحقيبة الوزارية في مصر على ملف خاص للسعادة، إلا أن الشعب المصري وجد ضالته من التفاؤل، في ظل إرهاب الطموح الذي يضرب أرض الكنانة، و من بين تجاعيد اليأس استطاع "محمد صلاح" أن يرسم الضحكة والابتسامة على الوجوه.

فنجم الكرة المصري الذي بدأ مشواره من فريق المقاولون العرب، إلى بظل سويسرا، شق حلمه نحو الدوري الإيطالي، متغلبًا على الأزمات التي واجهته، و برغم تشكيك الكثير في قدراته و توقعاتهم له بعدم التألق في البريميرليج، حرص أن يكون عند حسن ظن المواطن البسيط.

و بعد محطة عسيرة، كان اليُسر مع ليفربول، الفريق العريق الذي رحّب بصلاح إلى صفوفه، قام باحتواء الموهبة، و الشخصية الخلوقة لابن النيل.

و بينما ترك الذكرى الطيبة في فريق العاصمة الإيطالية "روما"، امتلك الملاعب مع الريدز، محققًا سلسلة من الإنجازات الفردية و الجماعية، ليكون على رادار ريال مدريد الإسباني.

بينما دخل نطاق المنافسة الشرسة بين أساطير العالم من رونالدو و ميسي على جائزة الكرة الذهبية، فهل ينهي سيطرتهما عليها.

صلاح بعد أن فاز بجائزة أفضل لاعب إفريقي، و الأفضل بالدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم، فضلًا عن إمتاع الجماهير بأهداف من العيار الثقيل، فإن نجم الساحرة المستديرة أثبت أن للحلم موعد مُحقق، بعيدًا عن الوساطة، مجتهدًا، مواجهًا كل التحديات، صابرًا، فحصد النجاح، و المحبة بتواضعه، واستحق أن يكون سفيرًا للسعادة.

"محمد عساف" – فلسطين سفير الأمل

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، كلمات ثائرة خالدة لدوريش، أعادها إلى الأذهان، برحلة لحصد لقب برنامج اكتشاف المواهب ArabIdol، ليكون محبوبًا حقيقيًا للملايين من العرب، و ينطلق نحو قلوب العالم، بضحكته الخجولة، و صدق أسلوبه، بينما يُقدّم "محمد عساف" مثالًا لأهمية الأمل، و العزيمة.

منذ العام 2014، و بات العالم يعرف فلسطين بوجه الفن الجميل، بعيدًا عن قبح السياسة، لها صوت يشدو بنبرات من دنيا الخيال، ليخرج عساف إلى العالم برسالة مفادها بأن نعم هنا على تلك الأراضي الطيبة، و جانب جذور شجر الزيتون، يعيش الشعب الفلسطيني ببريق أمل، بفرحة يترجمها فن رائع، يرفع يمناه بسلام، و يساره بانتفاضة، و من بين الظلام، و الظلم، عرف المعني الحقيقي للأمل، و بعد أن عاش المعاناة بات يُقدّر الحياة بكل ما فيها.

و خلال أعوام قليلة، تمكن عساف من النجاح، بالعديد من الحفلات الغنائية التي يجمع فيها الآلاف، وصلت أغنياته الوطنية إلى العالمية، مشاركًا في أحداث رياضية عالمية، أو مجتمعية إقليمية، ليتحدث سفير الأونروا عن قضية بلاده في الأمم المتحدة.

و استطاع عساف أن يُعطي يواجه العالم بصورة الشاب الفلسطيني الذي يُجاهد من أجل تحقيق حلمه، مسخرًا صوته لبلاده في المقام الأول، فهي الأم، و الحبيبة، مؤكدًا أن الوطن حق، و يبعث إلى كل شاب فلسطيني و عربي، أن الأمل هو الرفيق الأبدي للحياة.

"دلع المفتي" – الكويت سفيرة التعايش

الأديبة و الصحفية من أصل سوري، شخصية تلقى الإعجاب و الانتقاد في الوقت ذاته، تحرص دائمًا على مواجهة المجتمعات العربية بالحقيقة التي تراها.

معاناتها مع مرض السرطان، جعلت منها إنسانة ولدت من جديد، تُشارك الجمهور بقصتها، لا تسعى للتأثير على آرائهم، فاحترامها للآخر جعل منها فريدة في عالم أصبح من الطبيعي الانتقاد بحدة وجفاف.

إلا أن دلع المفتي و بينما لازال اسمها يثير جدلًا بين الجمهور، فهو سفيرة للتعايش بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإن قدّمت فكرها عن الحب، أو السلام، تبقى فكرة التعايش المسيطرة عليها.

تحث دلع على احترام الإنسانية دون الوقوع في فخ الحكم على الآخرين، بعيدًا عن المعتقدات الدينية، و التوجهات السياسية، يبقى الرأي السلمي سيد الموقف، و حق الإنسان في الحياة، هو ما تتباه رسالة لها، مؤكدة أن التعايش من خصال الإنسان، فالخالق الذي وضعنا جميعًا على هذا الكوكب، لم يُفرّق بين المرء و أخيه.

"هند صبري" – تونس سفيرة المساواة

فنانة استثنائية تسرق المشاهد إلى عالمها، بأداء واقعي تبدع في تقديم أدق تفاصيله، حصلت على الكثير من الجوائز، المحامية التي حصلت على ماجستير في قانون الملكية الفكرية عام 2004، و منذ عام 2009 تتعاون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لرفع الوعي حول مشكلات الجوع في المنطقة العربية، وفي عام 2010 أُعلن رسميًا عن اختيارها سفيرة لمكافحة الجوع في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

وكانت واحدة من أبرز 4 نساء قمن بالترويج لحملة انتفاضة المرأة في العالم العربي على صفحات Facebook، مطالبين بحق المساواة بين الجنسين، كما تنادي بضمان الحرية والاستقلال والأمان للمرأة العربية.

و إلى جانب مشاركاتها الإنسانية و الاجتماعية، فشخصية هند صبري الصادقة، جعلت منها واحدة من أقوى النساء العربيات، لتتطلع إليها الفتيات كقدوة ملهمة.

"لا للمستحيل"

من العديد من الدول التي اجتمعت ألسنتها على حرف الضاد، كان وطنًا واحدًا، الوطن العربي الذي لازال قائمًا، مهما واجه من صعوبات، و تحديات تُخلفها الحروب، و المفاهيم السلبية، يخرج العديد من النماذج بحقيقة راسخة، و أناقة واضحة، برفع صوت المطالبة بالحق، بأمل للحظة القادمة، بسعادة من بين نار الحزن المدمر، بفخر بعد اجتهاد و معاناة لتحقيق ذات، كانت نجاحاتهم إضافة لهوية أوطان، و إلهامًا لشعوب العالم، بعد أن قالوا "لا للمستحيل".

محمد صلاح ريم عكرا عساف سعاد ماسي هند صبري دلع المفتي زينب سلبي

فن وثقافة

click here click here click here altreeq altreeq