الصباح العربي
السبت، 20 أبريل 2024 07:22 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

بعد مرور 66 عام ..الرئيس السيسي: تأثير ثورة يوليو أمتد ليتجاوز حدود الإقليم

الصباح العربي

ثورة غيرت الواقع .. هكذا استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة في عامها الـ66 التي غيرت واقع الحياة على أرض مصر، وحققت تغييرات جذرية فى جميع الاتجاهات لتضع هذا البلد على خريطة العالم السياسية وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطني لتحقيق آمال شعب مصر فى إحداث تحولات نوعية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ـ وفق تصريحات الرئيس اليوم الأحد .

وأضاف الرئيس السيسي ، خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية فى الكلية الحربية اليوم الأحد ، أن تأثير ثورة يوليو أمتد ليتجاوز حدود الإقليم وتصل أصداء الثورة إلى جميع أرجاء المعمورة.

انطلقت ثورة يوليو  علي أيدي مجموعة من الضباط الذين أطلقوا على أنفسهم تنظيم الضباط الأحرار ، ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية التي خلفت حالة من السخط وعدم الرضي وسط جموع الشعب المصري الذي أعلن ثورته لتصحيح تلك الأوضاع لتحقيق الانجازات المتعددة .

أهداف حتمية

هذا وقد أكد الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر ، أن ثورة 23 يوليو كانت حتمية لفشل النظام في علاج الفساد الإداري والسياسي ، وأن المبادئ الستة التي وضعها الضباط الأحرار، كانت تدل على رؤيتهم للمجتمع المصري الذي كان يحلم بهذه الأهداف، منوهًا، إلى أن الأهداف الثلاثة الأولي، هي لهدم النظام القديم والثلاثة الثانية هي للبناء، وأن أحد هذه الأهداف كان بناء جيش وطني قوي، وهذا الهدف وحده كافيا، فالجيش المصري حتى الآن هو حامي الوطن والمواطن، ويتدخل حين يشعر أن الدولة مهددة، كما حدث في 25 يناير و30 يونيو.

وأضاف أستاذ التاريخ ، أن الاتجاه للصناعة أحد أهم إنجازات ثورة يوليو بعد ماكانت مصر تعتمد علي القطاع الزراعي، ومحصول القطن فقط، مشيرا، إلي أن ثورة يوليو نجحت في تحقيق الديمقراطية الاجتماعية، وتقليل الفوارق.

ثورة الكرامة

وبدورها ، قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي ، إن ثورة 23 يوليو 1952 تعد نموذج للتحرر والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية بالنسبة للعالم كله، مؤكدةً أن مهاجمي ثورة يوليو والزعيم الراحل جمال عبد الناصر هم من حلفاء الأمريكان أو التنظيمات الإسلامية والإخوان، لأن مفهومه عن الدين كان معتدلاً.

وأردفت "الشوباشي" ، أن ثورة يوليو كانت بمثابة مظلة عربية من المحيط للخليج، وكانت تعمل على مقاومات الوحدة العربية، ولهذا كانت هناك حرب ضروس ضد عبد الناصر، لأنه كان يعمل على وضع مظلة عربية واحدة ينطوي تحتها الجميع السنى والشيعي والقبطي وغيرهم، وإعلاء قيمة الوطن والمواطن.

وتابعت الكاتبة الصحفية ، أن قيم ومبادئ ثورة 23 يوليو لن تموت فمبادئها كانت الحرية وتحرير الإنسان، وأن الرئيس جمال عبد الناصر كان رمزاً عظيماً، مضيفة: "من يقول إن عبد الناصر كان ديكتاتورًا، فهل هناك ديكتاتور تخرج له الملايين فى جنازته؟".

ثورة التصحيح

وأكد الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر، أن ثورة يوليو انتهت عام 1971، بعد أن تحققت مبادئها وبدء عصر جديد، موضحًا، أن عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لم يشهد مظاهرة واحدة تطالب بالخبز أو العمل، مشيرًا، إلى أن الرئيس السادات بدأ حكمه بخطاب عن ثورة التصحيح، التي كانت ارتدادًا علي ثورة يوليو، وبداية لحكم رأس المال.

الانجازات الاقتصادية

حلم عبد الناصر

استطاعت ثورة 23 يوليو أن أطاحت بالنظام الملكي وهيّأت مصر لسلسلة تغيّرات ما زال تأثيرها حتى اليوم الذي لم شهد انجازات سياسية واقتصادية شاهدة على نجاح تلك الثورة وكان من بين تلك الانجازات .

السد العالي

بناء السد العالي ، ذلك الحلم الذي طالما سعي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلي تحقيقه . وهو  سدٌّ مائي على نهر النيل جنوب مصر، ساعد على التحكم بتدفق المياه من آثار فيضان النيل، كما حسّن بشكل كبير التغذية الكهربائية. وكان للسد دور مهم في المشروع الزراعي الذي عمل عبد الناصر من خلاله على دعم فئة المزارعين المصريين، فزادت المساحات الزراعية من 5.5 إلى 7.9 مليون فدّان.

تأميم قناة السويس

بعدما ساءت العلاقات المصرية – الغربية سحبت الولايات المتحدة القرض الذي كان قد مُنِح لمصر من أجل تمويل مشروع السد العالي. هذا ما دفع بالرئيس جمال عبد الناصر، إلى إعلان تأميم قناة السويس وإداراتها من قبل الحكومة المصرية، مما حوّل ملايين الدولارات إلى الخزينة المصرية بدل الخزينة البريطانية.

انتظر جنود الوحدة العسكرية المصرية المعنية، كلمة السر "دو ليسبس" خلال خطاب لعبد الناصر في المنشية، لينطلقوا نحو السيطرة على القناة ووضعها تحت الإدارة المصرية.

على أثر ذلك، سحبت بريطانيا بسرعة المرشدين الأجانب لإثبات أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، إلا أنّ الخبراء المصريين أثبتوا جدارتهم في إدارتها وعلى رأسهم مهندس عملية التأميم محمود يونس بمرافقة زميليه عبد الحميد أبو بكر ومحمد عزت عادل.

على إثر تأميم قناة السويس، شنت كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. بعدما بدأت المعارك بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي، أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذارا بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والجيش الإسرائيلي لمسافة 10 كلم من ضفتي قناة السويس، ما يعني فقدان مصر السيطرة على القناة. بعد أن رفضت مصر، نزلت القوات الفرنسية والبريطانية في بور سعيد ومنطقة قناة السويس.

أصدر الاتحاد السوفييتي إنذارا بضرب لندن وباريس وواشنطن وتل أبيب بالصواريخ الذرية، فأمرت أميركا بريطانيا وفرنسا بالانسحاب الفوري من الأراضي المصرية، وانتهت الحرب بنشر قوات طوارئ دولية في سيناء.

الوحدة بين مصر وسوريا

"الجمهورية العربية المتحدة" هو الاسم الرسمي الذي أعطي لهذه الوحدة، التي دامت  لغاية العام 1961، بعد توقيع ميثاق الجمهورية المتحدة بين الرئيس السوري شكري القوتلي والرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1958. انتهت هذه الوحدة إثر سلسلة من الأزمات بين البلدين.

نكسة عام 1967

هي الحرب التي نشأت بين إسرائيل من جهة، وكل من مصر وسوريا والأردن بين 5 حزيران/يونيو 1967 والعاشر من الشهر نفسه، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.

بعد هذه النكسة العربية، أعلن جمال عبد الناصر استقالته، ليعود عنها بعد ذلك إثر التظاهرات الشعبية التي أصرّت عليه أن يبقى على رأس السلطة في مصر، وهو ما حصل إلى حين وفاته في العام 1970.

ما زالت هذه الفترة الأساسية من تاريخ مصر الحديث مادة أساسية من تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، ومرجعا ثابتا للحديث عن الدور الذي يُحكى عن وجوب استعادته من قبل مصر، ليعود هذا البلد إلى واجهة التصدي للتحديات التي ما فتئت تقسم الوطن العربي وتغرقه في الدماء والدمار.

التعليم عبر يوليو 

تعتبر 23 يوليو، من أهم الثورات في تاريخ مصر الحديث التي حققت انجازا عظيما في مجال التعليم حتى يومنا هذا ، بعد صدور قرار بمجانية التعليم في جميع المراحل لجميع فئات الشعب.

فيما قال د. طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن ثورة 23 يوليو، حققت المساواة بين فئات المجتمع، منوها بأن هناك اختلافا كبيرا بين مجانية التعليم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عن الوقت الحالي؛ حيث كان يتم تقديم خدمة للطلاب بالمدارس مقابل الرسوم الرمزية التي يتم دفعها في المدارس، وكان يقدم التعليم بشكل جيد.

وأضاف "نور الدين"، أن ما نحتاج إليه هو الحصول على خدمة من المدارس مقابل الرسم التي يحصلون عليها، وذلك للالتزام بما نص عليه الدستور بمجانية التعليم، لكن الآن أصبح الوضع متغيرا؛ حيث أصبحت المدارس تطالب بمصروفات لمختلف الأنشطة، مما يعتبر اختراقا في مجانية التعليم، وعدم تطبيق القانون.

تدهور التعليم

وأشارت إلى أن التعليم في مصر كان جيدا جدا حتى أوائل السبعينيات، ومجانية التعليم كانت حقيقية، حيث كانت مصر لها مكانة عالية في التعليم، مشيرة إلى أن تعليم المرأة، كان من أهم إنجازات ثورة يوليو، وأعطى للمرأة مكانة مميزة؛ حيث كان الأهالي يهتمون بتعليم الذكور فقط.

وأوضحت أن تدهور التعليم في مصر بدأ من نهاية السبعينيات، مع ظهور الدروس الخصوصية مشيرة إلى أن الأسباب الأساسية لتدهور التعليم هو عدم مواكبة التطور التكنولوجي.

انتهاك مجانية التعليم

وأكد معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، أن الدروس الخصوصية تنتهك مجانية التعليم، لافتا إلى أن تدهور التعليم بدأ مع بداية التسعينيات، وانتشار الدروس الخصوصية، وزيادة المدارس الخاصة والدولية.

ونوه بأن عودة مجانية التعليم بشكل حقيقي يحتاج إلى اهتمام الدولة بالمدارس الحكومية، وأن يكون هناك إستراتيجية واضحة للتركيز على مجانية التعليم، ووضع خطط عاجلة للقضاء على الدروس الخصوصية، والعمل على عودة المعلمين إلى المدارس مرة أخرى، والقضاء على الكثافة العددية داخل الفصول بالمدارس.

ومن جانبه، قال د. كمال مغيث، الخبير التربوي، باحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن مجانية التعليم، كان مطلبا أساسيا للحركة المصرية الدستورية الحديثة، لافتا إلى أن التعليم كان مجانيا منذ عهد محمد علي، ولكن لم يكن هناك تعليم شعبي، حيث كان يتم اختيار عدد معين من الشباب لكي يحصل على التعليم مجانيا، وبعد الحركة الدستورية الحديثة، نص الدستور على "جعل التعليم في المدارس الأولية مجانيا"، حيث نجح  طه حسين، بإقناع حزب الوفد، بجعل التعليم الأولي مجانيا، وبعد أن أصبح وزير المعارف، عام 1950 جعل المرحلة الثانوية مجانا.

وأضاف "مغيث"، أن ثورة 23 يوليو، قدمت الكثير من المكاسب للشعب المصري، ومن أهمها هو مجانية التعليم؛ لجميع فئات المجتمع، متابعا "بعدد مرور سنوات أصبح مجانية التعليم مجرد تسجيل اسم في سجل المدارس فقط".

ثورة يوليو الحرية الفساد الاجتماعي السياسي

تحقيقات وتقارير

click here click here click here altreeq altreeq