الصباح العربي
الخميس، 25 أبريل 2024 08:52 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

بين الواقع والمأمول في المستقل .. السيسي يعرض مشاكل المنطقة العربية أمام الفيدرالية الروسية

الصباح العربي

"روسيا لن تجد من مصر إلا كل خير ، مثلما تجد روسيا كل الخير من مصر"..هكذا بدأت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى ، جاء ذلك خلال لقاءه ، اليوم الثلاثاء، مع فالنتينا ماتفينكو رئيسة مجلس الفيدرالية الروسية، والتى تمثل الغرفة الأعلى للبرلمان الروسي. وأكد الرئيس أن السنوات الخمس الماضية شهدت تطورا كبيرا فى مسيرة التعاون ودعم العلاقات فى مختلف المجالات بين مصر وروسيا، وأيضا فى القضايا ذات الاهتمام المشترك.فضلا عن التعاون الاستراتيجي بين البلدين والتوقيع عليه خلال هذه الزيارة يعكس مدى قوة تلك العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين.

ومن جانبها ، رحبت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسية بالرئيس السيسى والوفد المرافق له، مؤكدة أن زيارة السيسى إلى روسيا لها أهمية كبيرة كما ستسهم فى الدفع قدما بمسيرة العلاقات الإستراتيجية المتميزة بين البلدين الصديقين.

وقامت رئيس مجلس الفيدرالية الروسية بتقديم الشخصيات الروسية، التى شهدت اللقاء، للرئيس السيسى، ومن بينهم نائب رئيسة المجلس، وهو من جمهورية داغستان التى تتمتع بأغلبية إسلامية.. مشيرة إلى أن عدد المسلمين فى روسيا يبلغ حاليا 20 مليون مسلم.

ذكرت رئيسة الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، أن العلاقات الروسية المصرية شهدت زخما خلال العامين الماضين، مشيدة بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في إعطاء دفعة لهذه العلاقات، واهتمامه بتطوير علاقات بناءة مع روسيا.

وأضافت ماتفيينكو، أن زيارة الرئيس إلى روسيا حدث مهم، وخاصة حضوره إلى مقر مجلس الاتحاد، مشيرة إلى أن البلدين يطوران بشكل فعال التعاون بين برلمانهما، لافتة إلى أن كلمة الرئيس السيسي في المجلس تعد حدثا مميزا وتاريخيا.

اتفاقية كامب ديفيد

يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، السفير جمال بيومى ،  إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا مهمة وتأتى فى إطار تثبيت دعائم العلاقات بين البلدين بعد أن نجح الرئيس السيسي فى فتح الملفات التى كانت شبه مغلقة مع الدول الكبري كروسيا بعد موقفها من اتفاقية كامب ديفيد وتراجعها هى والكتلة الشرقية والتى كانت تستوعب 65% من تجارة مصر .
وأوضح "بيومى"، أن اللقاء بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين غدا سيناقش ملفات مهمة أبرزها جذب الاستثمارات الروسية فى محور قناة السويس وفقا لرغبة الروس للاستثمار فى المنطقة الاقتصادية وبحث ملف السياحة الروسية فضلًا عن القضايا على المستوى الإقليمي والتى ستكون محور نقاش مثل سوريا واليمن وليبيا والتركيز على مكافحة الإرهاب وملف والهجرة غير الشرعية.

باب الاستثمار مفتوح

قال عبد الهادى القصبي، رئيس ائتلاف دعم مصر، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا اليوم والتى ستستمر ثلاثة أيام، حافلة بالخير لمصر في إطار الشراكة الاقتصادية القائمة على المصالح المشتركة والندية فى التعامل لقوة ومكانة مصر أفريقيا وعربيا وبمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح فى تصريحات صحفية له، أن اهمية الزيارة تكمن في الاهتمام المتبادل بين القاهرة وموسكو فى تحقيق أقصى درجات التعاون فى المجال الاقتصادى والسياسى وما يتضمنها من توقيع اتفاقيات لزيادة الاستثمار فى مصر والمشاركة فى بناء مصر الجديدة، مشيرا إلى أن الزيارة تستهدف زيادة حجم التبادل التجاري واستكمال محطة الضبعة النووية وغيرها من المشروعات التى تنهض بمصر.

ووصف ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل ، كلمة الرئيس السيسى امام مجلس الفيدرالية الروسى بالمهمة والجامعة والتى شملت الحديث عن العلاقات الثنائية بين وروسيا وكذلك تناولت رؤية مصر للعلاقات الدولية ودور المجتمع الدولى فى حل مشاكل المنطقة العربية وانتقد الرئيس ايضا فى كلمته المجتمع الدولي  الذى عجز فى ايجاد حل عادل  للقضية الفلسطينية "التى وصفها الرئيس بانها اقدم  اعقد ازمة فى التاريخ" يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة .

واضاف رئيس حزب الجيل ، ان الرئيس اهتم فى كلمته بتفاصيل العلاقات المصرية الروسية وتطورها والمأمول فى المستقبل واضاف لقد اكد الرئيس فى كلمته تحدثت عن عمق العلاقات المصرية الروسية و حدد رؤية مصر فى المشاكل التى تتعرض لها المنطقة العربية بالأخص القضية الفلسطينية والأزمة فى ليبيا وسوريا ولقد حرص الرئيس على الاشارة عن اعتزازه بان يكون أول رئيس أجنبى فى مجلس الفيدرالية، يخاطب الشعب الروسى العظيم، وأنه يحمل له رسالة تحية وتقدير عميقة من شعب مصر، الذى يعتز بما يجمع البلدين من روابط تاريخية، وإنه يتطلع لأن تتجاوز العلاقات المصرية الروسية إطارها الرسمى إلى آفاق شعبية أوسع، تنميها وتدفعها إلى الأمام".

كما اشاد الرئيس بالمواقف الروسية الداعمة لإرادة المصريين ، في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو ، وما شهدته العلاقات من تقارب ،سيصل الى علاقات استراتيجية ، وفتح آفاق جديدة للتعاون ، لاسيما في مواجهة التحديات المشتركة ، وعلى رأسها خطر انتشار وتمدد الإرهاب ، الذي يتشح زوراً باسم الدين ، وأشار الرئيس الى مبادرته لتجديد الخطاب الدينى والى الدور المقدر الذي يقوم به الأزهر الشريف في هذا الشأن ، كمنارة للإسلام المعتدل ..

وهاجم الرئيس مخطط تفكيك مفهوم الدولة الوطنية ، كما تحدث عن ضرورة حل القضية الفلسطينية التى وصفها بأنها أقدم وأعقد أزمة في التاريخ المعاصر ، وان  المجتمع الدولي عجز عن إيجاد حل عادل وشامل لهذا الصراع الممتد ، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ..

وبدورها ، أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن الزيارة التي يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى روسيا، تعد محطة أخرى ذات أهمية كبيرة في مسيرة العلاقات بين البلدين والتي شهدت على مدى السنوات الـ5 الأخيرة تطورات ملموسة في مختلف المجالات.

وأوضحت الهيئة، أن هذه القمة ستدشن لمرحلة جديدة على طريق تطوير العلاقات بين البلدين، والتفاهم السياسي بين القيادتين ، فضلا عن  مزيد من التطور الإيجابي بعد أن وصل حجم التبادل التجاري إلى نحو 6.5 مليار دولار سنويًا، الأمر الذي يضع روسيا ضمن أكبر شركاء مصر التجاريين مثل الصين والإمارات وإيطاليا والولايات المتحدة، إذ أن ما يشغل مصر على هذا الجانب هو التخفيف من العجز في الميزان التجاري بين البلدين حيث لا يزيد نصيب الصادرات المصرية إلى روسيا من هذا الرقم الكبير عن 500 مليون دولار، وبقية الرقم يتعلق بالصادرات الروسية لمصر، وهو أمر يحتاج إلى مزيد من الجهد من جانب المصدرين المصريين ومزيد من التسهيلات من الجانب الروسي لدخول المنتجات المصرية.

ونوهت الهيئة إلى أنه قد مر عام كامل على توقيع اتفاقية إنشاء مشروع انتاج الطاقة النووية في مصر في منطقة الضبعة والذي تم التوقيع عليه في 11 ديسمبر 2017 في القاهرة، وهو أكبر مشروع مشترك بين القاهرة وموسكو منذ مشروع السد العالي، كما أن له أبعادًا اقتصادية ومالية واستثمارية فضلًا عن نقل التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال الذي تحتاجه مصر في إطار استراتيجية متكاملة في مجال الطاقة ستجعل من مصر مركزًا إقليميًا وعالميًا لإنتاج وتداول الطاقة بكل مكوناتها ومصادرها المتجددة وغير المتجددة.

كما تضمن جدول الزيارة، إلقاء الرئيس السيسي كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي وهو الغرفة الأعلى للبرلمان هناك، كأول رئيس لدولة أجنبية يمنح هذه الفرصة، وهي إشارة أخرى للمناخ الإيجابي والودي من الجانب الروسي، وتعبير عن التقدير لمصر ورئيسها.

                                                                                                  لقاءات سابقة

التقى الرئيسان السيسي وبوتين 8 مرات سابقة، ففي 2014 زار السيسي روسيا بصفته وزيرًا للدفاع مع وزير الخارجية آنذاك، وأعلن أن زيارته لموسكو بمثابة انطلاقة جديدة للتعاون العسكري والتكنولوجي، وفي أغسطس 2014 كانت أول زيارة للرئيس السيسي، إلى روسيا، حيث عقد مباحثات ثنائية بوتين، وتم الاتفاق على إقامة منطقة صناعية روسية كجزء من المشروع الجديد لقناة السويس، وفي فبراير 2015 زار بوتين مصر لمدة يومين، ووقع البلدان العديد من الاتفاقيات خلالها في مختلف المجالات.

وفي مايو 2015 شارك السيسي خلال زيارته لروسيا في احتفالات الذكرى الـ70 لانتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية، وفي أغسطس 2015 بحث السيسي وبوتين، زيادة التبادل التجاري بين البلدين والمشروعات الاستثمارية المشتركة المزمع اقامتها وامكانية انشاء مصر منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأوراسي، وفي سبتمبر 2016 التقى الرئيسان على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، التي استضافتها مدينة هانجشو الصينية، كما التقي السيسي وبوتين من جديد على هامش قمة مجموعة البريكس، التي عقدت بمدينة شيامن الصينية سبتمبر 2017 والتي تناولت عدداً من القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي ديسمبر 2017 قام الرئيس بوتين بزيارة لمصر وقع خلالها اتفاق مشروع الضبعة النووي.

                                                                                            حجم التبادل التجاري

بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا خلال العام الماضي 6.5 مليار دولار معظمها صادرات روسية لمصر فيما تبلغ صادرات مصر إلى روسيا أكثر قليلًا من 500 مليون دولار.

وعلى صعيد الاستثمارات، تم الاتفاق بين الجانبين المصري والروسي بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية في شرق بورسعيد التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ستقام هذه المنطقة الصناعية على مساحة 5 كيلو مترات مربعة باستثمارات تبلغ 7 مليارات دولار في شرق بورسعيد للصناعات اللوجستية، وستوفر ما يقرب من 35 ألف فرصة عمل.

التعاون العلمي والثقافي

تأثر المصريون في مجال القصة والرواية والشعر بالتجربة الروسية في الأدب مثل أعمال "تولستوي، وتشيخوف، ودوستويفيسكي، وبوشكين" ومنذ العقد الثالث من القرن التاسع عشر شهدت مصر لأول مرة نزوح أحد رواد الثقافة العربية والإسلامية هو الشيخ محمد عياد الطنطاوي، الذي اهتم بالأدب الروسى والثقافة الروسية ليكمل حياته هناك.

سد عالٍ جديد

التعاون المصري الروسي في إنشاء محطة نووية لإنتاج الطاقة في منطقة الضبعة يعيد إلى الأذهان إلى حد كبير التعاون بين القاهرة وموسكو في بناء السد ي، فكل من المشروعين له طابع استراتيجي مهم، ويمثل نقلة في استخدام التكنولوجيا الحديثة من أجل صالح ورخاء الشعب المصري.

وبدأت أولى خطوات هذا المشروع الكبير في عام 2015 حيث وقع الرئيسان اتفاقية لإقامة محطة نووية في منطقة "الضبعة" في مصر، وهي الخطوة التي تدشن دخول مصر عصر تكنولوجيا الطاقة المتجددة من خلال الاستخدام السلمي للطاقة النووية على نطاق واسع، وتستوعب محطة الضبعة إنشاء 8 محطات نووية تتم على 8 مراحل، الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، ويتم تمويل مشروع المحطة النووية بالضبعة من خلال القرض الروسي والذي يقدر بـ25 مليار دولار على مدى 13 دفعة سنوية متتالية ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي لأول مفاعل نووي في المشروع في عام 2022 ويكتمل الإنجاز في عام 2028.

علاقات متجذرة

يشير تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن العلاقات المصرية الروسية علاقات تاريخية، كانت فترة ازدهارها في الخمسينيات والستينيات، ولكن جذورها تمتد أبعد من ذلك بكثير، ففي 26 أغسطس 1943 بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفييتي ومصر وتمت الخطوة الأولى للتعاون بين الطرفين في أغسطس عام 1948، حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات بارزة بعد ثورة يوليو عام 1952، حيث ساند الاتحاد السوفيتى مصر بقوة في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، ثم تقاربت سياسات الدولتين عالميًا في مساندة حركات التحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للتخلص من الاستعمار الغربي، وكذلك في دعم تجمعات العالم الثالث كحركة عدم الانحياز وغيرها.

وعلى الصعيد الثنائي، كان الاتحاد السوفيتى أكبر مساند لمصر عالميًا وأمدها بالأسلحة والمعدات العسكرية والدعم السياسي المطلق، الأمر الذي مكن الشعب المصري من خوض حرب أكتوبر عام 1973 التي خاضتها مصر بسلاح روسي في المقام الأول.

وعلى صعيد التنمية، دعم الاتحاد السوفيتي، جهود مصر التنموية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وقدم لمصر المساعدة في تشييد السد العالي الذي كان أكبر رمز للتعاون المصري السوفيتى، خاصة وأن معركة بنائه كانت ذات أبعاد سياسية تتعلق بالكرامة الوطنية بعد رفض الغرب تمويل السد من المؤسسات الدولية، فضلًا عن حاجة مصر إلى مساعدات فنية وهندسية في عملية البناء.

بين الواقع والمأمول المستقل السيسي يعرض مشاكل المنطقة العربية أمام الفيدرالية الروسية

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq