الصباح العربي
الخميس، 25 أبريل 2024 05:50 مـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

علاء عريبي يكتب: في ذكرى الثورة

الصباح العربي

عندما قامت الثورة التونسية، وقبل خروج الشعب المصري في يناير بأيام كتبت عن إمكانية قيام ثورة مماثلة فى مصر، وقدمت يومها تحليلا رجح عدم قيامها، وإن قامت فالمؤكد عدم نجاحها، لماذا؟، لسببين،

الأول تبعية بعض النخبة للنظام الحاكم، فقد كان أغلبهم يسعى لنيل رضا الرئيس مبارك أو ابنه أو الحاشية التي تلتف حولهما، والثاني وهو الأهم: لاستحالة مساندة الجيش المصرى لثورة الشعب، حيث كنت على يقين بأن قيادات الجيش المصري لن تقف مع ثورة الشعب الثائر، وأضعف الإيمان: لن تقف على الحياد بين الشعب والرئيس، وكان حاضرا في ذهني وأنا أكتب هذا المقال نزول الجيش إلى شوارع القاهرة والإسكندرية خلال ثورة الشعب فى شهر يناير قبل 34 سنة، عندما ثار الشعب بسبب ارتفاع الأسعار يومي 18 و 19 يناير 1977، وتراجع الرئيس السادات عن قرارات رفع الأسعار، ووقوفه في مجلس الشعب وهجومه على اليسار المصري ووصفه لمظاهرة الشعب بانتفاضة الحرامية.
ويومها تساءلت فى حالة خروج الشعب المصري فى ثورة، من الذي سيقود هذه الجموع؟، ومن الذي سيصيغ مطالبها؟، فى ثورة 1882 تصدر أحمد عرابى المشهد وقدم للخديو محمد توفيق مطالب الجيش والنخبة، وفى ثورة 1919 تزعم سعد زغلول جموع المواطنين، وطالب بالسفر إلى باريس والمشاركة في مؤتمر السلام لمناقشة القضية المصرية.
صحيح بعض الكتاب والنخب السياسية كانوا ينتقدون بشدة النظام الحاكم، وكانوا يطالبون بتغيير النظام وإتاحة الفرصة لأجيال شابة، وتصدوا بعنف لفكرة توريث الحكم، وتزاوج السلطة بالبزنيس، وصحيح أن كتاباتهم كرست لفكرة الثورة وتغيير النظام فى ذهنية الشباب والعامة، لكن السؤال الذي يجب ان يطرح: هل هذه القلة من الكتاب والسياسيين سوف تصمد أمام بطش النظام وتشويه أدواته لهم؟، هل من يكتب وينتقد ويطالب بتغيير النظام يمتلك القدرة على تصدر المشهد وتوجيه المتظاهرين؟، من الذي سيقود الجماهير التي ستخرج؟، من الذي يركب ثورة الشعب؟.
عندما ثار أهالينا بالسويس كنا نتابع ثورتهم لحظة بلحظة، ويوماً بيوم، وكلما مر يوم تمنينا خروجهم وصمودهم فى اليوم التالي، وتمنينا كذلك ارتفاع حدة الصدام بين السوايسة والشرطة، وسقوط مصابين من أولادنا لكى تتشجع الجموع وتخرج يوم الجمعة 29 يناير 2011، وبالفعل احتد الصدام بشكل عنيف، وهاجم الشباب أقسام الشرطة، وسقط الضحايا وجاء يوم الجمعة، وخرج الشعب المصرى من كل بيت وحارة وعمارة وشارع يهتفون: عيش، حرية، عدالة اجتماعية.
ما أدهشني وأدهش الشعب المصري كله، الموقف الشجاع الذي اتخذته قيادات الجيش المصري آنذاك، المشير طنطاوي، واللواء سامي عنان، وقيادات الجيوش والفرق، وأعضاء المجلس الأعلى العسكري، رفضوا الانحياز للرئيس مبارك ونظامه، وقرروا الوقوف مع الشعب المصري.
بعد أربع سنوات من قيام الثورة علينا أن نطرح هذا السؤال ونجيب عليه: ماذا لو كان المشير حسين طنطاوي وقيادات الجيش آنذاك قد قرروا الانحياز للرئيس مبارك ونظامه؟، ما هو التصور الأقرب للمشهد فى مصر؟، تغيير الحكومة؟، تغيير بعض الوزراء على رأسهم وزير الداخلية؟، إلغاء فكرة التوريث؟، تغيير بعض قيادات الحزب الوطني؟، حل مجلس الشعب؟، زيادة المرتبات والمعاشات؟، محاكمة بعض رجال الأعمال؟.
في ذكرى احتفالاتنا بثورة يناير، أطالب بتكريم المشير حسين طنطاوي واللواء عنان وجميع قيادات الجيوش والأفرع وأعضاء المجلس العسكري آنذاك، ولولا مساندتهم للشعب ما نجحت الثورة.

نقلا عن بوابة الوفد

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq