الجدل الدائر الآن في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي عن موضوع الفيديوهات الخارجة لأحد المخرجين المشهورين وتداولها بين الناس، شيء حرمه الله، ولا يليق بالمجتمع المصري، ولا هو من طبيعة أي إنسان مؤمن.

لأن من صفات الله تعالى أنه ستار يحب الستر على عباده، وهذا من كمال رحمته سبحانه، ومن تمام فضله، والستر على أهل المعاصي وعدم تتبع سقطاتهم من صفات المؤمنين الصالحين، والنَّبِيِّ "صلى الله عليه وسلم" قَالَ: "لاَ يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَة"، وأجمع الحكماء على أن المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير.

ففي تتبع عورات الناس وفضحهم نشر للرذيلة بين العباد، وحب لإشاعة الفاحشة بينهم، وهو ما حذرنا الله تعالى منه، وقال سبحانه وتعالي: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

ولذا، على كل إنسان أن يمحو هذه الفيديوهات من على موبايله ولا يعيرها أي اهتمام، ويشكر الله على نعمة ستر الله عليه؛ لأنها نعمةً من نعم الله العظيمة التي بِدُونها لن يهنأ بعيش، ولا يطيب له مُقامٌ بين أهله وفي بلده، وهي نعمةٌ تناساها أكثر الناس، ولم يعرفوا قدرها ويستشعروا أثرها إلا عند فقدها، ويجب ألا يشمتوا في أي إنسان زل بهفوةٍ أو معْصية فلا يدري ماذا تخبئ له الأيام.

وأتمنى من المستشار نبيل صادق، النائب العام، أن يحظر النشر في هذه القضية، حفاظًا على قيم المجتمع، وحماية لأسر الفتيات من الفضائح، خاصة أنه يتردد أن هناك أكثر من 50 فيديو سوف يتقدم بها أحد المحامين لهذا المخرج، وبالتأكيد تشمل فتيات تم التغرير بهن بهدف العمل بالمجال الفني، وذلك سوف يهتك ستر هذه الأسر، وما أدراكم ما الفضيحة وسط عائلاتهم وجيرانهم، وعافى الله الناس جميعًا شر الفضائح.

نقلا عن بوابة الأهرام