الصباح العربي
الجمعة، 29 مارس 2024 12:59 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

رحلة عمر البشير من الغضب الشعبي والعزل العسكرى

الصباح العربي

قادت المظاهرات الشعبية التي اندلعت ضد حكمه منذ ديسمبر الماضي، إلى نهاية حكم الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي أعلن وزير دفاعه عوض بن عوف، الخميس، عزله واعتقاله في مكان آمن.

ومنذ 19 ديسمبر الماضي خرج السودانيون في مظاهرات ضد الحكومة التي رفعت أسعار الخبز، لكن سرعان ما تحولت التظاهرات إلى احتجاجات تطالب بإزاحة البشير، وهو الأمر الذي تحقق على يد وزير دفاعه بن عوف.

وكانت هذه الأشهر من الاحتجاجات أصعب اختبار واجهه البشير الذي حكم السودان منذ 30 عاما، ليقضي بذلك أطول فترة حكم في تاريخ السودان الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، ويشتكي معظمهم من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية.

وكان عمر البشير من مواليد عام 1944 في قرية صغيرة تسمى "حوش بانقا" التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه.

وكان البشير أحد قادة الجيش، ومسؤولا عن قيادة العمليات في الجنوب ضد الزعيم المتمرد الراحل جون قرنق.

وفي عام 1989، قام بانقلاب عسكري على الحكومة التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الصادق المهدي، وتولى مناصب رئيس مجلس قيادة "ثورة الإنقاذ الوطني"، ورئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية معا.

 

ومنذ ذلك الانقلاب لم يجر السودان أي انتخابات رئاسية حتى عام 2010 الذي فاز فيها البشير، بعد انسحاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بأنها "غير نزيهة".

عام 2005، وقع البشير اتفاق نيفاشا مع قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، لينهي بذلك حرب أهلية استمرت 21 عاما، وتتأسس جمهورية جنوب السودان.

وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية البشير بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور منذ عام 2009، إلا أنه تحدى قرار المحكمة بزياراته الرسمية لبلدان عربية وأفريقية.

وفي المقابل، رفض البشير الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، القاضي الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، الذي قال في أكثر من مناسبة أن لديه أدلة دامغة على تورط البشير في جرائم حرب.

ولم تكن الاحتجاجات التي قادت إلى عزل البشير هي الأولى، ففي سبتمبر 2013، اندلعت مظاهرات شعبية واسعة في السودان ضد حكمه، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة.

وفي محاولة لتهدئة الاحتجاجات، وعد البشير شعبه بعدم الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015، لكنه لم يف بوعده.

أهم محطات حياة البشير

- 1973 : العسكري البشير يشارك في الحرب العربية الإسرائيلية في أكتوبر 1973.

-30 يونيو 1989 : يتولى البشير السلطة إثر انقلاب عسكري ضد حكومة الصادق المهدي المنبثقة عن انتخابات ديمقراطية.

- 2003 : يشن البشير حملة عسكرية على متمردي دارفور (غرب) واندلاع نزاع خلف أكثر من 300 ألف قتيل بحسب الامم المتحدة.

- 2005 : اتفاق سلام مع التمرد الجنوبي بعد أكثر من 21 عاما من الحرب الأهلية.

- 2009 : مذكرة توقيف بحق البشير من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في دارفور ثم في 2010 بتهمة "الإبادة".

- 2010 : انتخاب البشير رئيسا في أول انتخابات تعددية قاطعتها المعارضة. ثم أعيد انتخابه في 2005.

- 2011 : إعلان استقلال دولة جنوب السودان. والسودان يخسر ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية.

- 2013 : مظاهرات ضد رفع أسعار المحروقات وسقوط عشرات القتلى بحسب مصادر رسمية وأكثر من 200 قتيل بحسب منظمة العفو الدولية.

- 11 أبريل 2019 : الجيش يخلع البشير إثر موجة احتجاجات شعبية بدأت في ديسمبر 2018 في شكل احتجاج على رفع أسعار الخبز ثم تحولت إلى انتفاضة ضد نظام عمر البشير.

وكان وزير وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، اصدر اليوم الخميس، قرارا بعزل الرئيس عمر البشير ، قائلا إن مجلسا عسكريا انتقاليا سيتولى إدارة الدولة خلال فترة انتقالية مدتها عامان، على أن تجرى انتخابات بعد ذلك.

وجاء إعلان بن عوف عن عزل البشير واعتقاله وحل عدد من المؤسسات، بعدما خاض السودانيون مظاهرات حاشدة على مدى أشهر، للمطالبة بتنحي النظام وإحداث تغيير سياسي في البلاد التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة.

وسادت حالة من الترقب في الشارع السوداني، منذ صباح الخميس، إثر الإعلان عن قرب إصدار بيان مهم، وتوافدت حشود هائلة من السودانيين على موقع الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم.

وشملت بنود اعلان وزير الدفاع ما يلي:

"قررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخرى تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام، وتحملت المسؤولية الكاملة لتغيير كل النظام لفترة انتقالية لمدة عامين تتولى فيها القوات المسلحة، بصورة أساسية، وتمثيل محدود لمكونات اللجنة، مسؤولية إدارة الدولة والحفاظ على الدم الغالي والعزيز للمواطن السوداني الكريم.

وعليه، أعلن أنا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله في مكان آمن، كما أعلن الآتي:

• أولا: تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى الحكم لفترة انتقالية مدتها عامان.

• تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الانتقالي لـ2005.

• إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساء إلى الرابعة صباحا.

• قفل الأجواء لمدة 24 ساعة والمداخل والمعابر بكل أنحاء السودان إلى حين إشعار آخر.

• حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء على أن يكلف وكلاء الوزراء بتسيير العمل.

• حل المجلس الوطني ومجلس الولاية.

• حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن بأداء مهامها.

• ويستمر العمل طبيعيا بالسلطة القضائية ومكوناتها وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة.

• دعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للانضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه والمحافظة على الحياة العامة للمواطن دون إقصاء أو اعتداء أو انتقام أو اعتداء على الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف.

• الفرض الصارم للنظام العام ومنع الانفلات ومحاربة الجريمة بكل أنواعها.

• إعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان.

• إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فورا.

• تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الانتقالية ووضع دستور دائم للبلاد.

• الالتزام بكل المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية.

 

• استمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الديبلوماسية والمنظمات المعتمدة لدى السودان وسفارات السودان الخارجية.

• صون كرامة وحقوق الإنسان.

• الالتزام بعلاقات حسن الجوار، والحرص على علاقات دولية متوازنة تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

• تأمين الوحدات العسكرية والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة.

• تأمين واستمرار المرافق والاتصالات والموانئ والحركة الجوية.

• تأمين الخدمات بكل أنواعها.

 

رحلة عمر البشير الإنقاذ ”العزل”

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq