الصباح العربي
الجمعة، 19 أبريل 2024 09:43 مـ
الصباح العربي

أخبار عربية

أحمد أبوالغيط: الحوار مع إيران وتركيا غير مجد حاليا بسبب سياساتهما التوسعية

الصباح العربي

  

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط اليوم الاثنين أن سياسات إيران وتركيا التوسعية وراء تأزم العلاقات العربية مع هاتين الدولتين .. قائلا : "إن الأمور تأزمت مع إيران وتركيا في الآونة الأخيرة إلى حد صار معه الحوار صعبًا بل وغير مجدٍ في الوقت الحالي".

وأضاف أبوالغيط ، في كلمته خلال افتتاح ندوة (نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي التي ينظمها البرلمان العربي) ، "إن الحوار لغرض الحوار من دون إطار مفاهيمي يحكمه أو نقاط مرجعية تضبطه لا يكون سوى تمرين ذهني أو استعراضٍ شكلي لا يُعالج القضايا الجوهرية ولا يؤسس لعلاقة صحية".

وتابع:"إننا تأخرنا كثيرًا في تناول موضوع العلاقات العربية مع دول الجوار بصورةٍ مُعمقة تتجاوز الجاري من الأحداث أو الطارئ من القضايا إلى ما هو استراتيجي ومستقبلي وبعيد المدى ، من هنا تأت أهمية اجتماعنا اليوم الذي يطرح مسألة التعامل مع دول الجوار الجغرافي على طاولة البحث الفكري ، والحوار العملي".

وأعرب عن يقينه بأن علاقةً صحية وصحيحة، تنطلق من أسس سليمة مع دول الجوار ينبغي أن تحتل مكانها كأولوية رئيسية على أجندة الفكر الاستراتيجي العربي في جانبه النظري وتطبيقاته العملية على حدٍ سواء..مشيرا إلى أن الحوار المباشر يظل السبيل الأنجع والجسر الأقصر لتناول هذه المعضلات جميعًا بصورة تستجيب لشواغل الجميع وتحقق مصالح الجميع.

وأشار إلى أن تدخلات إيران في الشئون الداخلية للدول العربية، صارت بندًا دائمًا على أجندة مجلس الجامعة العربية منذ 2015 ، قائلا : "إننا نشاهد اليوم ما تُباشره إيران وأذرعها من تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بل وللأمن العالمي في واحدٍ من أدق مفاصله المتعلقة بأمن طرق التجارة والممرات البحرية وسلامة المنشآت البحرية".

وأضاف : "إن هناك كثيرًا من التفاصيل الكثيرة والمؤلمة في العلاقة مع الدولتين الجارتين للعالم العربي التي انحدرت لحد مؤسف لا يتمناه أي عربي لعلاقة مع دولتين إسلاميتين تربطنا بهما عُرى التاريخ والجغرافيا وأواصر الدين والثقافة"..لافتا إلى أن أصل المعضلة - من وجهة نظره - يتمثل في أن كلا الدولتين يحمل مشروعًا سياسيًا يرى تطبيقه خارج حدود دولته وبالتحديد في المنطقة العربية.

وتابع : "إن إيران تعتبر أن المنطقة العربية ساحة مفتوحة ومباحة لمشروعها التوسعي، وتُعطي لنفسها حق التدخل في أزمات الدول العربية، بل إشعال هذه الأزمات في أحيان كثيرة، من أجل الدفع قُدمًا بهذا المشروع الذي يتعارض مع أسس الدولة الوطنية على طول الخط .. ويضرب بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية عُرض الحائط ويدفع بالمنطقة إلى أتون حروب طائفية نرى تجلياتها - للأسف - في عدد من نزاعات المنطقة اليوم".

وبالنسبة لتركيا..قال أبوالغيط :"إن تركيا تدفع بمشروع آخر لا يقل خطورة حيث يعتنق الإسلام السياسي في ثوب من العثمانية الجديدة، ويسعى إلى الترويج لمنطلقاته الأيديولوجية في منطقةٍ ثبت أنها ترفض هذا المشروع"..مضيفا :"إن تركيا، تُعطي لنفسها الحق بالتدخل والتوغل في أراضي دولٍ عربية دفاعًا عما تعتبره أمنها القومي، ومن دون أي اعتبار لأمن الآخرين أو سيادة الدول.. وهو توجه مرفوض ولا يؤسس لعلاقة سليمة ومتوازنة بين طرفين تقوم على الاحترام المتبادل".

وشدد على أن كلا المشروعين، الإيراني والتركي، توسعي ويؤسس لعلاقة تقوم بين طرف مُهمين وآخر تابع..وكلاهما يقفز فوق الدول وسيادتها.. وكلاهما يرى في الصراعات الدائرة في المنطقة فُرصة للتغلغل والتمدد .. وهو نظرٌ قاصر يقتنص مغانم قريبة ولا يهتم بعلاقة طويلة الأمد تقوم على الثقة المتبادلة، وتُحقق منفعة مشتركة للجميع عبر التعاون في مواجهة تهديدات، هي بطبيعتها، تستلزم حوارًا إقليميًا..معربا عن التطلع إلى يوم يتغير فيه ذاك النهج، فيكون للحوار ساعتها معنى ونتيجة.

وقال أبوالغيط : "لا أريد أن أخوض فيما هو معروف للكافة من مظاهر التوتر الشديد في العلاقة مع هاتين الجارتين .. ولكن يكفي أن أقول إنه كان هناك منتدى للتعاون العربي التركي، تأسس منذ عام 2007، وعقدت خمس دوراتٍ له على المستوى الوزاري، قبل أن يتوقف في 2013 لأسباب معروفة لنا جميعًا.

أحمد أبوالغيط: الحوار مع إيران وتركيا غير مجد حاليا بسبب سياساتهما التوسعية

أخبار عربية

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq