"تروّق مثل الملك وتعشّ مثل الفقير"، مثل من الأمثال الشعبية الغذائية، تحث على تناول وجبة دسمة من الفطور والحدّ من تناول الطعام في ساعات متأخرة. كُثر يطبقون هذه العادة كوسيلة للتخلص من الوزن الزائد. في حين، ترتبط خسارة الوزن لا سيما عند الأشخاص الذين يعانون من البدانة بعوامل كثيرة منها مرضية أو غذائية. وفي هذه الدائرة الغذائية، يكون الوقت معياراً أساسياً لتنظيم الساعة البيولوجية لجسم الإنسان إلى جانب نوعية المأكولات وكميتها. ويتطلب الحصول على وزن سليم مساراً طويلاً يعتمد على تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة ومعالجة المشكلة الصحية إنّ وجدت.

في هذا السياق، شرحت اختصاصية التغذية مايا غاريوس في حديث مع "النهار" أنّ الفرد الذي يقضي نهاره نائماً ويسهر ليلاً، تصعب عليه خسارة الوزن ويكون لديه استعداد أكبر لكسب المزيد من الوزن، لأن الجسم ليلاً يحرق وحدات حرارية بشكل بطيء. كذلك، يؤثر دوام تناول الوجبات على معدل الحرق في الجسم إضافة إلى مضاعفاتها السلبية من أمراض السكري والقلب.

وبالتالي، يؤثر النوم غير المنتظم تلقائياً على الساعة البيولوجية في الجسم، ما يؤدي إلى خلل في عملية الأيض والهورمونات في الجسم.

 

أولاً- نظام غذائي صحي

وقدمّت غاريوس برنامجاً غذائياً عند الأشخاص الذين يعانون من البدانة بغية مساعدتهم على تنظيم وجباتهم خلال النهار.

 

1- الفطار

تعتبر من الوجبات الأساسية، لذا يجب تناولها في أول ساعتين من الاستيقاظ وتتألف هذه الوجبة على عناصر غذائية غنية بالألياف للمساعدة على الشعور بالشبع.

وتشكّل وجبة الفطور 20 إلى 25% من مجمل الطعام المتناول خلال النهار، إذ تعزز من عملية الأيض.

 

2- الغداء

إنّ تناول وجبة الغداء في وقت متأخر يؤثر سلباً على خسارة الوزن. وتعدّ هذه الوجبة من أهم الوجبات خلال النهار. وتتألف من البروتين والنشويات والألياف. وتحتوي على 35 و40% من إجمالي الوحدات الحرارية.

 

3- العشاء

من المفضل، تناول وجبة العشاء قبل ساعتين أو ساعتين ونصف من النوم خاصةً عند الأفراد الذين يعانون حرقة والتهاب المريء.

 

4- الوجبات الخفيفة أو "السناك"

إنّ تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر قد يؤدي إلى اختيار الأصناف غير الصحية من الوجبات السريعة والمشروبات السكرية وكميات كبيرة من الفواكه. لذا، يجب أن تقتصر الوجبات الخفيفة ليلاً على حبة من الخضار كالخيار أو حبة من الفواكه.

نصيحة: إنّ توزيع الطعام على وجبات صغيرة تسهل عملية الهضم، ما يعزز عملية حرق الوحدات الحرارية في الجسم.

صحح معتقداتك

- تناول السكريات في الترويقة يؤدي إلى الشعور بالجوع بشكل أكبر.

- وجبة الفطور ليست عبارة عن وليمة غذائية.

- لا يجب تناول الطعام بعد الساعة السادسة مساءً.

- تجميع الطعام في وجبة واحدة خلال النهار.

 

ثانياً- أسلوب جديد في عالم الغذاء

من جهة أخرى، لفتت غاريوس إلى طريقة جديدة تتبع في عالم التغذية، تعرف باسم "الصوم المتقطع" وهي عبارة عن صوم الفرد نحو 16 ساعة متواصلة. إذ تساعد هذه الحمية الغذائية أنواعاً محددة من الأشخاص على التخلص من الوزن الزائد، إلا أنّها تتطلب مراجعة اختصاصية التغذية كي تنظم عملية حصول الفرد الصائم على العناصر الغذائية بطريقة صحيحة خلال ساعات الافطار لمنع تكسير العضلات.

في الوقت الذي أظهرت هذه الحمية فعاليتها في خسارة الوزن والتخفيف من الشهية، غير أنّها قد تؤدي إلى مشكلة تتمثل بتناول كميات كبيرة وغير معتدلة من الطعام.

في المحصلة، إنّ التركيز على نوعية وكمية الطعام في أوقات محددة، ينظم الساعة البيولوجية ويساعد في اتباع حياة صحية للحفاظ على الوزن لفترة أطول أو لخسارة الوزن الزائد بطرق صحية دون حرمان الجسم من بعض المأكولات.