الصباح العربي
الأربعاء، 24 أبريل 2024 08:26 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

إقفال فنادق واقتطاع رواتب...تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان

الصباح العربي

يعيش لبنان أزمة اقتصادية حادة في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ أكثر من 40 يوما، وتعثر القوى السياسية في البلاد على تشكيل حكومة تحاكي مطالب الشارع.

اشتدت أزمة شح الدولار في السوق المحلية اللبنانية الأمر الذي رفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، حيث ناهز سعر صرف الدولار الواحد ال 2000 ليرة لبنانية ما انعكس سلبا على كافة القطاعات الاساسية في البلاد.

وضع اجتماعي واقتصادي صعب

ويقول أستاذ العلوم الاجتماعية طلال عتريسي إنه "منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية قبل 40 يوماً ازدادت الاوضاع سوءاً في لبنان مع الأسف الشديد لأن حركة الاحتجاج كانت اصلاً بسبب الاوضاع السيئة والفساد والبطالة وكل هذه الامور المحقة، لكن بعد أكثر من 40 يوماً لم يتغير شيء بل تفاقمت الأمور، ارتفع سعر الدولار وسعر المواد الغذائية، أزمة محروقات، تزايدت البطالة، مؤسسات تقفل او تدفع نصف رواتب...".

في الازمة السياسية أشار عتريسي إلى أن الحراك الشعبي لا يمارس أي تأثير في التفاوض حول الازمة الحكومية وحول التكليف والتأليف، "نحن أمام وضع اجتماعي اقتصادي صعب المصارف لا تدفع اموال المودعين في الوقت الذي يستمر الحراك الشعبي في الشارع وليس لديه أي بدائل او اقتراحات او افكار للحد من هذه الازمات وليس لديه أي تواصل مع الاطراف السياسية في الحكومة".

وشدد على أن المشكلة معقدة وبدأت تطرح الاسئلة حول معنى استمرار الحراك الشعبي طالما أنه لا يستطيع في حل المشكلة أو أنه لا يرفع الشعارات أو الاساليب التي تضغط للحد من المشكلة، الوضع في لبنان اليوم ليس هناك حكومة مسؤولة وحتى حكومة تصريف الاعمال لا تقوم بواجباتها، الحراك الشعبي لا يمارس أي من الأساليب التي تحد من المشكلة الأوضاع الاجتماعية، نحن أمام مشكلة معقدة وليس هناك من يبادر الى حل هذه المشكلة وربما سنكون بانتظار تشكيل الحكومة للتعامل مع هذه الازمة".

أزمة إقفال الفنادق والمقاهي والمؤسسات

ومع استمرار الازمة التي القت بثقلها على المؤسسات والشركات والمطاعم والفنادق أعلن مجلس إدارة نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، ان "265 مؤسسة من المؤسسات التي تتعاطى الطعام والشراب أقفلت أبوابها نهائيا في غضون شهرين"، وهذا الرقم الى تصاعد بسبب استمرار الازمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

الغاء 50 الف حجز و150 الف عامل في قطاع المطاعم مهدد بالتقلص والصرف من الخدمة.

وقال عتريسي إن 50 ألف حجز في الفنادق في لبنان ألغي الشهر الماضي وهذا كله كان من المفترض أن يكون بفترة الأعياد، هناك تفاقم في الأزمة الاقتصادية الاجتماعية للأسف الحراك الشعبي لا يستطيع أن يفعل شيءاً ولا يمارس الضغوط الممكنة في التعامل مع هذه الأزمة ".

وأضاف:" الفنادق فارغة تماماً وهذا الامر كان يمكن ان يساهم في تنشيط العجلة الاقتصادية وهناك 150 ألف عامل في قطاع المطاعم مهدد بالتقلص وبالصرف من الخدمة".

اقتطاع نصف الرواتب كأحد الحلول التي لجأت اليها الشركات والمؤسسات

ويقول مواطن لبناني أنا وزوجتي نعمل ولدينا 3 أولاد رواتبنا بالليرة اللبنانية، انا اعمل في فندق وزوجتي في شركة للخطوط الجوية، وفي ظل الوضع الاقتصادي الذي نعيشه قطاع الفنادق وقطاع السفريات متوقفين لذلك اقدمت هذه الشركات على اقتطاع نصف رواتبنا حتى لا يضطروا الى طرد الموظفين.

ويضيف:" لدي ولد في المدرسة قسطه الشهري 300 دولار وطفلان في الحضانة 500 دولار ولدينا دفعة للاسكان 760 دولار ولدينا قرض شهري 160 دولار سجلنا فيه ابننا في المدرسة، ولنستمر لم نقم بدفع عدة مستحقات علينا كقسط المدرسة وكذلك القرض الشخصي وقرض الاسكان لانه في ظل المعيشة الغالية الرواتب تكفينا للاكل والشرب وطبابة ومستلزمات الاطفال". مشيراً إلى أن قيمة الرواتب انخفضت بنسبة 40% بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار امام الليرة اللبنانية.

وتقول الزوجة انه "قبل الازمة وضع العمل لم يكن كما يجب، العمل متوقف في وكالات السفر لانني لا استطيع بيع تذاكر سفر بسبب مشكلة الدولار واذا الزبون اراد الدفع بالليرة اللبنانية فلا استطيع بيعه لانني اقع في مشكلة التحويل الى الدولار اضافة الى عدم امكانية التحويل من حساب الى حساب عبر المصارف".

ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية

ارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والخضار والفاكهة والدخان بنسبة 30% بسبب أزمة شح الدولار من الأسواق.

ويقول صاحب استهلاكية في بيروت ل"سبوتنيك" "نستلم بضائعنا عبر الدفع بالدولار الامريكي للمستوردين، والزيادة تصاعدية كل يوم يرتفع سعر منتج معين، بحسب سعر صرف الدولار حيث بلغ الأسبوع الماضي 2300 ليرة مقابل الدولار الواحد وهو الامر الذي اضطرنا إلى زيادة الأسعار حتى نستطيع أن نستمر".

ويضيف:" الزيادة مرعبة وأغلب المنتجات في الأسواق اللبنانية مستوردة من الخارج". لافتاً إلى أن البيع خفيف مقارنة بالأشهر السابقة وهو يقتصر على الأساسيات.

ويقول صاحب ملحمة إن كيلو اللحمة ارتفع من 14 ألف ليرة لبنانية إلى 16 ألف وحسب مبيع كل لحام لأن هناك من يبيع الكيلو ب 18 ألف ليرة بالأساس، وسبب الارتفاع هو أننا نشتري بالدولار الامريكي والتاجر يحسب الدولار الواحد أكثر من 2000 ليرة لبنانية، البقرة كنا نشتريها ب مليونان و200 ألف أصبحت ب مليونان و700 ألف".

انتحار مواطن بسبب الف ليرة لبنانية

وفي بلدة عرسال اقدم المواطن اللبناني ناجي الفليطي ابن الأربعين عام، أمس الاحد، على الانتحار نتيجة تراكم الديون عليه.

وبحسب والده فإن "الفليطي انتحر بسبب ديون عليه في المتاجر المجاورة والتي لا تتجاوز ٢٠٠ الف ليرة، وهو عاطل عن العمل منذ شهرين، وعندما طلبت ابنته الف ليرة لشراء منقوشة زعتر ولَم يجد انهى حياته".

إقفال فنادق واقتطاع رواتب تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية لبنان

تحقيقات وتقارير

click here click here click here altreeq altreeq