استحوذ التأمين الصحي الشامل على الجزء الأكبر من اهتمام وزارة الصحة والسكان، منذ مطلع 2019، في محاولة مستميتة للالتزام بالوعود ببدء التطبيق الفعلي في أول أيام شهر يوليو.

لم يكن السبيل إلى الالتزام بالتوقيت المحدد سلفا لبدء تطبيق التأمين الصحي الشامل في محافظة بورسعيد مفروشا بالورود، ولكن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فتم بدء التطبيق في موعده ولكن تجريبيا لحين اكتمال باقي المنشآت وأعمال التسجيل للمواطنين والأسر، واعتماد باقي المنشآت الطبية ما بين مستشفيات، ووحدات صحية، وعيادات، ومعامل، وصيدليات.

في شهر أكتوبر، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، تدشين منظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة بورسعيد رسميا، وهو ما كان بمثابة الخروج الأمن من عنق الزجاجة؛ لتعبر وزيرة الصحة والسكان د.هالة زايد، مضيق التعديل الوزاري بنجاح، وتسترد أنفاسها لاستكمال الطريق.

مبادرات رئاسية..

واصلت مبادرات الرئيس السيسي، نجاحاتها نحو الهدف المنشود الذي يتمثل في "بناء الإنسان المصري" تحت شعار "100 مليون صحة" التي ضمت 8 محاور في مختلف مناحي، بدء من تطبيق قانون التأمين الصحي في بورسعيد وباقي محافظات القناة وجنوب سينا والأقصر، والقضاء على قوائم انتظار مرضى التدخلات الجراحية الحرجة والعاجلة، ومحور القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض ير السارية "ضغط الدم والسكر والسمنة"، والمشروع القومي للمستشفيات النموذجية، وإطلاق البرنامج التحفيزي للمتميزين في مجال الصحة، وخفض معدل النمو السكاني، وتحسين بيئة العمل للأطقم الطبية، وتحسين الصورة الذهنية، إلى جانب توفير الاحتياطي الاستراتيجي من الأمصال واللقاحات وألبان الأطفال البديلة للبن الأم.

القضاء على قوائم الانتظار..

الانتهاء من علاج أكثر من 323 ألف مريض من المقيدين على قوائم انتظار التدخلات الجراحية الحرجة والعاجلة، هذا ما أعلنته وزيرة الصحة مؤخرا بشأن قوائم الانتظار، مؤكدة استمرار عمل المبادرة لحين القضاء نهائيا على هذه الظاهرة.

القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية..

نجحت جهود وزارة الصحة من خلال حملة الرئيس عبدالفتاح السيسي في فحص حوالي مليون و645 ألف طالب في الصف الأول الإعدادي، ليصل إجمالي من تم فحصهم في المرحلة الإعدادية منذ بدء المبادرة 3 ملايين و810 ألاف طالب، حيث يستمر فحص طلاب الصف الأول الإعدادي بشكل دوري لمدة 5 سنوات لحماية الأجيال القادمة من التعرض للإصابة بفيروس سي، كما تم عمل المسح لـ390 ألف طالب من المستجدين في الجامعات.

المشروع القومية للمستشفيات النموذجية..

لم تتحدث وزارة الصحة والسكان عن المستشفيات النموذجية سوى مرة واحدة، من تحت قبة مجلس النواب خلال اجتماع الوزيرة مع لجنة الصحة بالبرلمان، حيث اشارت وقتها إلى أن المرونة المتاحة في موازنة وزارة الصحة ستسمح بتوجيه دعم أكبر إلى عدد من المشروعات ومنها المستشفيات النموذجية.

خفض معدل النمو السكاني..

أحد أهم محاور مبادرة الرئيس، تمثل في خفض معدل النمو السكاني، حيث شهد ملف النمو السكاني تراجعا ملحوظا خلال عام 2019 ما رئيس الحكومة إلى تعيين نائبا لوزيرة الصحة فيما يخص السكان، خلال التعديل الوزارة، وهو الدكتور طارق توفيق الأستاذ بطب قصر العيني وصاحب الخبرة والإنجازات عندما كان مقررا للسكان قبل عامين .

تحسين بيئة العمل للأطقم الطبية..

محور آخر لا يقل في الأهمية عما سبق، ولكنه ظل مهملا لسنوات عديدة وهو محور تحسين بيئة العمل للأطقم الطبية، حيث أطلقت الوزارة مسابقة في الجامعات المصرية؛ لاختيار أفضل تصميم لمقرات إقامة وسكن الأطباء والتمريض في المستشفيات، حرصا على راحة الأطقم الطبية، على ألا يخلو السكن من شبكة الـ Wi Fi لتسهيل مهام الأطباء في البحث والاطلاع، بما ينعكس على تقديم خدمة أفضل للمريض المصري.

تحسين الصورة الذهنية..

محور أخر في منتهى الخطورة والأهمية، وهو تحسين الصورة الذهنية للمستشفيات والأطقم الطبية، ولكن يبدو أنه لم يرى النور إلى الآن حيث لم نشهد جهودا مبذولة على الأرض لتحسين الصورة.

توفير الاحتياطي الاستراتيجي من الأمصال واللقاحات وألبان الأطفال البديلة للبن الأم..

تمر وزارة الصحة والسكان بطفرة غير مسبوقة في توفير الطعوم الأمصال رغم النقص العالمي الحاد في الأمصال، حيث يوجد رصيد لا يقل عن عام بحد أدنى، ويتجاوز الـ18 شهرا في بعض الأمصال ويصل لـ3 أعوام في مصل التسمم الممباري.