الصباح العربي
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 11:05 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

أردوغان يوسع حملاته الخارجية للهرب من سؤال الانهيار الاقتصادي

الصباح العربي

بعد الدعم الكبير الذي قدمه الرئيس رجب طيب أردوغان لأذربيجان في الصراع على إقليم ناغورني قره باغ بين تركيا والدول الكبرى وأزعج شركاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يطالبون بوقف إطلاق النار.

غير أن الموقف بالنسبة لأردوغان يمثل أولوية إستراتيجية وضرورة باهظة الثمن تعزز إستراتيجيته القائمة على استعراض القوة العسكرية في الخارج للحفاظ على التأييد الشعبي في الداخل، وسط انكماش اقتصادي غير مسبوق.

وقد وصف الرئيس دعم أنقرة لأذربيجان بأنه جزء من سعي تركيا لنيل ”المكانة التي تستحقها في النظام العالمي“.

وهو يرى فرصة سانحة لتغيير الوضع القائم في إقليم ناغورني قره باغ الذي تبذل فيه فرنسا والولايات المتحدة وروسيا منذ عشرات السنين جهودا دولية للوساطة وقد احتفظ سكان من أصل أرمني بالسيطرة على الإقليم رغم الاعتراف الدولي بأنه جزء من أذربيجان.

وقال غالب دالاي الباحث الزميل بأكاديمية ”روبرت بوش“ إن ”منطق تركيا في كل أركان الخريطة تقريبا هو إحداث الاضطراب. وأي شيء يهدم الوضع القائم مفيد في ذلك لأن الوضع القائم السابق كان يبدو لها معاكسا لمصالحها“.

وأضاف ”في ناغورني قره باغ ثمة صراع متجمد ظل فيه الإقليم في أيد أرمينية. وتريد تركيا تقويض هذه اللعبة حتى إذا لم تكن تستطيع أن تتحكم فيها بالكامل“ وذلك في ضوء نفوذ روسيا التقليدي في المنطقة.

ويقول محللون سياسيون: إن الموقف التركي، متمثلا في إطلاق تهديد ضمني لأرمينيا ورسالة تحذير لروسيا التي تربطها بأرمينيا اتفاقية دفاعية، يعكس ثقة في حرب الطائرات المسيرة التي استخدمتها في سوريا وليبيا والعراق.

وتتصدر الطائرات المسيرة التركية الصنع الآن الهجمات الأذرية وقال مسؤول كبير في أنقرة إن ”الأتراك يوفرون البنية التحتية والدعم لهذه الأسلحة رغم عدم وجود قوات لهم في ساحة القتال“.

كذلك فإن أردوغان يراهن على أنه رغم خلافات تركيا وروسيا على إقليم ناغورني قره باغ فالعلاقات بينهما طيبة بما يكفي لمنع نشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة.

سنوات من الإهمال

قادت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا الدعوات إلى وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ لكن أردوغان يقول إن ”الدول الثلاث تجاهلت الأزمة على مدار العقود الثلاثة الأخيرة ويجب ألا تقود عملية صنع السلام“.

وترى تركيا أن تحقيق السلام الدائم يتوقف على المقترحات الخاصة بما سيحدث بعد توقف العمليات العسكرية.

وأجج موقف أردوغان حربا كلامية مع فرنسا التي ينحدر عدد كبير من سكانها من أصل أرمني، غير أن ذلك يلقى قبولا من جانب أحزاب المعارضة الرئيسة في تركيا.

وقال سنان أولجن رئيس مركز إيدام للأبحاث في إسطنبول ”كل هذه الصراعات الدائرة تعزز الإحساس بأن تركيا بلد تحت الحصار سواء عن حق أو عن باطل“، مضيفا ”في النهاية الاقتصاد هو الذي يحدد التنافس السياسي“.

الالتزام والأولوية

أدى انكماش الاقتصاد مرتين في عامين إلى توقف مسيرة سنوات الازدهار في عهد أردوغان وتقول مؤسسة موديز للتصنيفات الائتمانية، إن تركيا تجازف بحدوث أزمة في ميزان المدفوعات بعد انخفاض قيمة الليرة بنحو 25% هذا العام.

ومما يحفز تركيا -أيضا- على اتباع نهج صارم فيما يتعلق بناغورني قره باغ اعتمادها على واردات الغاز من أذربيجان والتي قفزت بنسبة 23% في النصف الأول من 2020.

وقفز الإنفاق الدفاعي بنسبة 17% هذا العام ليصل إلى 7مليارات دولار أي 5% من إجمالي الإنفاق في الموازنة. وقد زادت الميزانية العسكرية بما يقارب 90% على مدار عشر سنوات.

غير أن مسؤولا تركيا ثانيا قال، إن الحملات العسكرية الخارجية مثل: العمليات التي تنفذها تركيا في شمال سوريا والعراق وفي ليبيا، تمثل أولوية لأردوغان.

أردوغان يوسع حملاته الخارجية للهرب سؤال الانهيار الاقتصادي

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq