الصباح العربي
الثلاثاء، 16 أبريل 2024 08:23 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

تقرير.. مدنيو قره باغ يواجهون الموت واليأس.. وأذربيجان ”تفشل” عسكريا رغم الدعم التركي

الصباح العربي

سلطت ”نيويورك تايمز“ الضوء على معاناة المدنيين في إقليم ”ناغورني قره باغ“ الذي يشهد معارك دموية بين أرمينيا وأذربيجان، فيما تستمر المعارك في الميدان الذي يشهد ”فشلا“ أذريا عسكريا رغم الدعم التركي، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتحت عنوان ”الموت واليأس في ناغورني قره باغ“، أشارت الصحيفة إلى أن ”المدنيين أصبحوا مكدسين في المخابئ خلال الصراع الذي اشتعل قبل 3 أسابيع، ما يشير إلى أن المعركة ستكون طويلة هذه المرة“.

وأضافت ”نيويورك تايمز“ أنه ”على الخطوط الأمامية، الرائحة كريهة للغاية، وجثث المقاتلين لم يتم دفنها منذ أسابيع، وفي الخنادق هناك حالة خوف كبيرة، الأرمينيون لا يجدون ما يدافعون به عن أنفسهم أمام هجمات الطائرات المسيرة الأذرية، التي تحوم فوقهم وتقتلهم عمدا“.

وتابعت: ”تحول الصراع في المنطقة المتنازع عليها، إلى حرب استنزاف وحشية، وفق جنود ومدنيين، تقول أرمينيا إن أذربيجان تضحي بصفوف طويلة من المقاتلين كي تحقق مكاسب صغيرة على الأرض في ناغورني قره باغ“.

استهداف المدنيين

وقالت الصحيفة: ”المدنيون الذين أجبروا خلال الفترة الماضية على البقاء في مخابئ رطبة وغير مدفئة، اضطروا إلى النوم على صناديق من الورق المقوى، وتحولت تلك المخابئ إلى مطابخ مؤقتة لطهو الطعام“.

وأشارت إلى أن ”القصف والهجمات الصاروخية على البلدات الواقعة في ناغورني قره باغ وأذربيجان، أدت إلى مقتل عشرات المدنيين ومئات الجنود، وجعل من الليل مصدر رعب في ظل أصوات القنابل ووميض القصف“.

وفي مدينة ”خانكندي“ بإقليم ناغورني قره باغ، يمكن سماع أصوات المدفعية عن قرب.

ويوم الجمعة الماضي، تعرضت المدينة نفسها للهجوم، من خلال غارات جوية مستمرة طوال الليل، ما أجبر المقيمين في أحد الفنادق على اللجوء إلى المخابئ مرارا، وسقطت قذيفة واحدة على الأقل في وسط المدينة.

وفقدت مانوشاك تيتانيان، المهندسة المعمارية في ناغورني قرة باغ، أحد المباني التابعة لها في الإقليم خلال القصف، وهو بيت الثقافة الواقع على تبة ”شوشا“، حيث تعرض لدمار شبه كامل، وأصبح من ضمن حطام الحرب.

وقالت تيتانيان: ”يمكن أن تكون الحرب أفظع شيء في العالم، أفظع الأشياء التي صنعها الإنسان تظهر بوضوح شديد في مشهد مروع“.

تركيا تؤجج الصراع

وبحسب الصحيفة ”شنت أذربيجان هجوماً بداية من يوم 27 سبتمبر الماضي، وحققت مكاسب صغيرة على الأرض، مستعينة بالطائرات المسيرة، والقصف المدفعي المكثف وفشلت الدفاعات الأرمينية الجوية المحدودة في إيقاف الطائرات المسيرة، ولكن قواتها البرية المدعومة من المتطوعين والمجندين الإلزاميين نجحت في إبطاء تقدم الأذريين“.

وحفر الأرمينيون خنادق جديدة على الجبهة الأمامية من المعركة، وقتلوا أعدادا كبيرة من الجنود الأذريين، الذين كانوا يحاولون التقدم سيرا على الأقدام، وفقا لمسؤولين أرمن.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية الدور الذي لعبته أطراف خارجية وعلى رأسها تركيا، في دعم أذربيجان، وتأجيج الصراع في ناغورني قره باغ.

فشل عسكري أذري رغم الدعم التركي

وأشارت الصحيفة، إلى أن ”أذربيجان، مركز النفط والغاز على بحر قزوين، نشرت قوة عسكرية هائلة، واستخدمت الطائرات المسيرة المتطورة وأنظمة المدفعية التي اشترتها من تركيا وإسرائيل وروسيا“.

لكن بعد 3 أسابيع من الصراع، فإن أذربيجان ”فشلت في تحويل هذه الميزة إلى مكاسب واسعة على الأرض، ما يشير إلى أن حربا مأساوية طويلة الأمد تلوح في الأفق، ويمكن أن تتحول إلى صراع أوسع نطاقا، وتضع تركيا، الشريك الرئيس لأذربيجان في مواجهة أمام روسيا، التي لديها اتفاقية دفاع مشترك مع أرمينيا“، بحسب ”نيويورك تايمز“.

وأعلنت أرمينيا وأذربيجان، السبت الماضي، أنهما تفاوضتا على هدنة بوساطة فرنسية للسماح بجمع الجثث وتبادل الأسرى، لكن كما حدث مع اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة روسية، والذي تم التوصل إليه قبل أسبوع، استمر القتال، واتهم كل طرف الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار.

حرب استنزاف

ونقلت الصحيفة عن مايكل كوفمان، المحلل العسكري في (CNA) منظمة البحث والتحليل غير الهادفة للربح في مقاطعة ”أرلنغتون“ بولاية فيرجينيا الأمريكية، قوله: ”هذه المعركة الموجهة ضد الأرمن هي في الأساس حرب استنزاف. هي ليست حربا منظمة بنظرية انتصار واضحة المعالم“.

وأشار إلى أن أرمينيا ”ألقت المجندين والمتطوعين في المعركة، بعض هؤلاء من المحاربين القدامى في حرب التسعينيات، مثل أرتور ألكسانيان، وهو عقيد متقاعد بالقوات الخاصة، قال إنه كان في المستشفى يتعافى من الجراحة عندما بدأ الصراع الحالي، وهو يقود الآن وحدة متطوعين في الخنادق في الشمال، والتي تقاتل لوقف تقدم القوات الأذرية“.

وقال ألكسانيان خلال مقابلة في مدينة ”خانكندي“، إن ”هذا الصراع يختلف كليا عن القتال الذي وقع في التسعينيات بين أرمينيا وأذربيجان، حيث كانت بنادق الكلاشينكوف هي السلاح الرئيسي، وفي ذلك الوقت كان تبادل إطلاق النار على نطاق صغير“.

وأضاف: ”هذه المرة، فإنه من بين 17 يوما قضاها في وحدته على الجبهة، هناك 15 يوما على الأقل في الخنادق، كنت مختبئا فيها من قصف المدفعية الذي كان يتكرر كل 20 دقيقة. لجأ المقاتلون الأرمن إلى الحفر، حيث كانت أذربيجان تدمر بشكل منهجي الدبابات الأرمنية وغيرها من المعدات، باستخدام طائرات مسيرة في هجمات انتحارية، حيث كانت تلك الطائرات تحوم فوق أرض المعركة، قبل أن تستقر على هدف مناسب لمهاجمته“.

ونقلت الصحيفة عن ألكسانيان ومقاتلين أرمن آخرين قولهم: إنه ”رغم القوة العسكرية الهائلة لأذربيجان، فإن قواتهم البرية من السهل اصطيادها عندما يحاولون التقدم“.

ويقول مسؤولون إن أكثر من نصف سكان ”ناغورني قره باغ“ فروا من منازلهم، رغم أن الأحكام العرفية السارية حالياً تمنع الرجال في سن الخدمة العسكرية من مغادرة الإقليم“.

لكن لا يزال هناك أشخاص يقيمون في المنازل، مثل النساء اللاتي يرغبن في أن يقمن بالقرب من أزواجهن وأبنائهن وآبائهن الذين أرسلوا إلى الخطوط الأمامية.

ولا يمثل فيروس كورونا قلقاً كبيراً بالنسبة لهؤلاء، رغم أن منظمات الإغاثة الدولية تحذر من أن المخابئ تمثل مصدراً لنشر العدوى.

وختمت ”نيويورك تايمز“ تقريرها بالقول: ”في المقبرة العسكرية في خانكندي، التي يرقد فيها المقاتلون الذين لقوا حتفهم في التسعينيات، قامت السلطات بإزالة الجدران، وحفرت أماكن إضافية لاستقبال المزيد من الجثث“.

وقف أحد الأشخاص وهو في حالة حزن شديد، يقول: ”هؤلاء رجالنا الذين سقطوا قتلى في المعارك، لا يوجد ما يُقال“.

تقرير مدنيو قره باغ يواجهون الموت واليأس وأذربيجان تفشل عسكريا رغم الدعم التركي

تحقيقات وتقارير

click here click here click here altreeq altreeq