في حادث غريب من نوعه، لم يتحمل التوأمان جريشكا وإيجور بوجدانوف الابتعاد عن بعضهما حتى بعد الموت، ورحلا سويا خلال أسبوع واحد بعد إصابتهما بفيروس كورونا.

توفي التوأمان عن عمر ناهز 72 عاما، في المستشفى بعد إصابتهما بفيروس كورونا، حيث لحق إيجور بشقيقه جريشكا يوم الاثنين الماضي.

توفي إيجور بوجدانوف يوم 28 ديسمبر الماضي، بعدما نقل مع شقيقه إلى المستشفى منتصف ديسمبر، بعدما تأخرا في طلب العلاج وكانا مقتنعين أنهما مصابان بالإنفلونزا، بحسب موقع “بي بي سي”.

أصبح التوأمان جريشكا وإيجور بوجدانوف أشهر مذيعين في فرنسا، بعد تقديمهما برنامج "تان إكس" التلفزيوني للعلوم والخيال العلمي في ثمانينيات القرن الماضي، واستعانتهما بديكور يحاكي سفينة فضاء.

رفض التوأمان الحصول على لقاح فيروس كورونا، وكانا مقتنعين أن أسلوب حياتهما الصحي سوف يحميهما من الإصابة، وأن اللقاح أخطر من الفيروس، حتى أكد محامي الأسرة إصابتهما وتدهور حالتهما الصحية.

ينحدر التوأمان بوجدانوف من طبقة نبلاء نمساوية، واشتهرا على مدار سنوات منذ نهاية السبعينات بتبسيطهما للعلوم في برنامجهما التلفزيوني، الذي سلط الضوء على أحدث التقنيات.

تغيرت ملامح وجه التوأمين بشكل كبير، خلال فترة تسعينيات القرن الماضي، الأمر الذي جعل الذقن والشفتين وعظام الخد تبدو غريبة الشكل، وقالا في إحدى المرات: "نفخر بوجود وجوه مثل الكائنات الفضائية".

أصر جريشكا بوجدانوف على أنهما لم يسبق لهما إجراء "ما يسميه الناس الجراحة التجميلية"، وأكد أنه وشقيقه جربا تكنولوجيا متقدمة للغاية، فيما قال صديقهما لوك فيري، وزير التعليم السابق، إنهما خضعا لعملية حقن البوتوكس.

بعد ذلك خاض التوأمان تجربة العمل الأكاديمي، وكتبا أطروحات دكتوراه في الرياضيات والفيزياء النظرية، وهو ما دفع بعض زملائهما إلى انتقادهما، بحسب “بي بي سي”.

وكسب التوأمان دعوى قضائية في عام 2014 بتهمة التشهير، بعد أن سخرت منهما بعض وسائل الإعلام الفرنسية، لكنهما خسرا دعوى قضائية أخرى ضد المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

كان التوأمان يعملان في مشروع تجريبي، قبل نقلهما إلى المستشفى، لإحياء برنامجهما التلفزيوني القديم، وتصميم ديكور لسفينة فضاء والتخطيط لبث برنامجهما على قناة أخرى قريبا.