الصباح العربي
الجمعة، 19 أبريل 2024 03:01 صـ
الصباح العربي

"الصباح العربي" يرصد معاناة فريق كرة القدم للصم..بين تجاهل المسئولين و الإعلام

الصباح العربي
تدريب بالإشارات وتحكيم بالرايات وفرحة هادئة بالأهداف، تلك هي أجواء وقواعد كرة القدم للمنتخب المصري للصم والبكم، المنتخب الذي أثبت قدرته على تحدي الإعاقة، وأكد أنه لا فرق بينه وبين منتخب الأسوياء في الإمكانيات والقدرات وحتى الطموحات، فقد حقق المنتخب الكثير من البطولات سواء الأفريقية أو الدولية، ويسعى لتحقيق الكثير والكثير، لكن لم تكن كل تلك الانجازات شفيعا له، فلا يزال يعاني من التجاهل سواء من جانب المسئولين أو وسائل الإعلام، و كذلك الجماهير، رغم انجازاته وبطولاته، فهو لا يحتاج لشيء سوى الدعم المادي أو المعنوي الذي يشجعه على تحقيق المزيد، قابلت "الصباح العربي"، المدير الفني ولاعبي المنتخب ورئيس الاتحاد لتتعرف على ما حققوه من بطولات وما يعانوه من مشكلات. ويؤكد فؤاد عبد الحميد، المدير الفني للمنتخب: "رغم الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب بعد حصوله على ثاني كأس العالم، ليصبح أول فريق لعبة جماعية يحصل على المركز الثاني في بطولة عالم، إلا أنه عند عودته لمصر لم يجد بالمطار أي مسئول في استقباله، مما أدى إلى كسر الروح المعنوية للاعبي المنتخب، وبالإضافة لغياب الدعم المعنوي للمنتخب فلا يوجد  دعم مادي كافي أيضا، تمثلت المكافآت في 13 ألف جنيها لكل لاعب، بينما لو حصل منتخب مصر للأسوياء لأي فريق جماعي على فضية يحصل اللاعب على 125 ألف جنيها، وهذا يعكس عدم المساواة بينهم وبين لاعبي كرة القدم الأسوياء". وشارك المنتخب في بطولات كثيرة وحقق انجازات في العديد منها، فحصل على المركز الثالث في دورة الألعاب العربية بالأردن عام 1999، وفي عام 2010 حصل على المركز الأول في البطولة العربية بالأردن، ومثل مصر في البطولة الإفريقية المؤهلة لكأس العالم عام 2011 في كينيا، وفاز على الفريق الكيني (4-1 )، وحصل على المركز الرابع لأولمبياد الصم 2013 ببلغاريا.  وفي تركيا، بالرغم من التجاهل الرسمي والإعلامي والجماهيري للمنتخب، إلا أنه نجح في التفوق على منتخبات كبيرة، واستطاع أن يشارك لأول مرة في عام 2012 في بطولة العالم بتركيا بعد أن نجح في الدور الأول بالتغلب على أوزبكستان بنتيجة 5/صفر، وعلى إسبانيا 1/صفر، واليابان بنتيجة 2/1، وتغلب أيضا على ألمانيا في دور الثمانية، ليتأهل للدور قبل النهائي ويفوز على المنتخب الأوكراني بضربات الترجيح ليصعد بعدها إلى الدور النهائي لمواجهة المنتخب التركي، و لكن لم يحالفه الحظ في النهاية، فحصل المنتخب على ثاني كأس العالم. وعن طبيعة التدريب، يقول المدير الفني: "لا يوجد فرق بين فريق الصم والبكم وأي فريق آخر يلعب كرة القدم فالتدريبات والتعليمات واحدة والفارق الوحيد هو أن الإشارة هي لغتهم، يتكون الفريق الواحد من 23 لاعبا من بينهم ثلاثة حراس مرمى والحكام ليسوا من ذوي الإعاقة السمعية، يستعان بهم من اتحاد الكرة"، مشيرا إلى أن أول نشاط للصم والبكم في كرة القدم يعود لعام 1997، ليتولى بعدها تدريب المنتخب في عام 1999، ويعود اشتراك الفريق في الاتحاد الدولي منذ عام 2005. ويترجم عبد الحميد إشارات شوكت النجار، كابتن الفريق، الذي طالب بضرورة أن يكون لهم لائحة وكيان خاص يضمن حقوقهم، وأن يكون هناك مساواة بينهم وبين الأسوياء لأنهم يعانون من الإهمال منذ 25 عاما، مشيرا إلي أنه بدأ ممارسة رياضة كرة القدم منذ عام 1996، ليصبح كابتن فريق بالأردن عام 1999. وأحرز النجار خمسة أهداف في أولمبياد العالم 2013. ويكمل الحديث سعيد أنور، حارس المرمي، بمساعدة المدير الفني أيضا، معبرا عن أسفه قائلا: "رغم وجود كفاءات حقيقية بالمنتخب المصري للصم والبكم، ورغم ما حققه من انجازات على مدار سنوات طويلة إلا أنه لا يزال يعاني من تجاهل المسئولين له ولأبسط حقوقه، وفي ظل تجاهل المسئولين وغياب وسائل الإعلام وعدم اهتمامها بتغطية مباريات فرق الصم أو البطولات التي يشارك فيها المنتخب، غاب التشجيع الجماهيري أيضا وبالتالي أصبح المنتخب مجهول بالنسبة للكثيرين"، مشددا على حاجة المنتخب لمزيد من الاهتمام والدعم المادي والمعنوي مما يزيد من حماس لاعبيه وإصرارهم على الفوز وتحقيق الكثير من الإنجازات والوصول للبطولات العالمية، مما يساعد أيضا على زيادة حماس فريق الشباب الناشئين من الصم والبكم أيضا، حسب تأكيده. وأشار أنور إلى أنه تدرب في إحدى النوادي الرياضية منذ أن بلغ السادسة عشر من عمره، وعمل كحارس مرمى منذ عام 2010، وأنه شارك في 6 بطولات، متمنيا أن يحقق المنتخب الكثير من البطولات الدولية  ويرفع اسم مصر عاليا في جميع دول العالم. ونفي اللواء محمد صبيح، رئيس اللجنة البارالمبية المصرية (الاتحاد المصري لرياضات المعاقين سابقا، صحة تصريحات أعضاء المنتخب حول تجاهل المسئولين لهم، مؤكدا على أنه يمكن أن يكون عانى من الإهمال والتجاهل خلال السنوات الماضية ولكن في الوقت الحالي أصبح هناك اهتمام كبير بتوفير الدعم الكافي لأعضاء المنتخب سواء من جانب اللجنة البارالمبية المصرية أو من جانب وزير الشباب والرياضة، مشيرا إلى أن اللجنة كانت بلا مأوى – علي حد تعبيره – إلي أن أصدر وزير الشباب قرارا بتخصيص مقر لها بإستاد القاهرة، وأنها توفر كافة احتياجات اللاعبين من معسكرات داخلية أو تكاليف السفر للبطولات ومكان ثابت لتدريبهم في الإستاد، بالإضافة إلي إقامة معسكر بدار المدرعات للاعبين استعدادا لمشاركتهم في بطولة غانا المفترض انطلاقها في ديسمبر القادم. ويضيف صبيح: "يحصل كل لاعب على بدل انتقالات ومصروفات الجيب"، مرجعا سبب عدم المساواة بين منتخب الصم والأسوياء خاصة في الدعم المادي إلى أن البطولات التي يشارك فيها الصم لا تكون على نفس مستوى بطولات الأسوياء، لافتا إلى أن اللجنة طالبت الوزير بضرورة المساواة بين المنتخبين في الدعم المادي خاصة بالأولمبياد وبطولات العالم، وأنه وعد بالنظر في هذه المسألة. وأكد  خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، في تصريحات سابقة، على أنه يحاول الوقوف على جميع المشاكل التي تواجه المنتخب المصري لكرة القدم للصم والبكم من خلال الاجتماع مع اللاعبين ومجلس إدارة اللجنة البارالمبية المصرية للاستماع إلى مشاكلهم والعمل على حلها وتلبية احتياجاتهم، لبحث سبل تطوير العمل والنهوض بمستوى أداء اللجنة، بجانب بحث إقامة دوري كرة قدم للصم والبكم على مستوى الجمهورية، على غرار دوري مراكز الشباب، مؤكدا على أن تغيير مجلس إدارة اللجنة كان بداية التطوير. المنتخب في مطار القاهرة سعيد أنور - حارس المرمي (1) فؤاد عبد الحميد - مدرب الفريق (2) منتخب كرة القدم للصم   البكم (8)

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq