بعد الخطوة التي قامت بها المملكة العربية السعودية للتقريب بين الدولتين الشقيقتين مصر وقطر، لا تزال الأزمة لم تنتهي بعد، فمصر تعتبر أن قطر أخطأت في حقها لحد الخطيئة ومن ثم لن يتم اغتفارها بمجرد جهود طيبة من السعودية، فمصر لا تزال تنتظر من قطر العديد من الخطوات التي يجب أن تتخذها كي " تعود المياه لمجاريها" كما يقول المثل المصري. وقال سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية، أن السعودية قامت بجهود هامة جداً خوفاً من زيادة الهوى بين البلدين الشقيتين والذي لن يصب إلا في صالح الغرب، لذلك ضغطت على قطر ومصر من خلال قوتها الناعمة للقبول بتلك الخطوة، مشيراً إلى أن الترحيب المصري يعكس طبيعة المجتمع المصري المسالم. وأضاف " اللاوندي"، في تصريحات لــ"الصباح العربي": مصر ستنتظر لترى طرق الاستجابة القطرية خلال الأشهر القادمة، فالتغيير لن يأتي شفهي أو كتابي و إنما سلوكي بالأفعال والتصرفات، وهو ما ستقدره الدولة المصرية وستكون على أتم الاستعداد لاستكمال هذه المصالحة وبناء العلاقات بين البلدين من جديد. وحدد خبير العلاقات الدولية أول الخطوات التي يجب أن تتخذها قطر في الكف السريع عن الانتقادات والهجوم اللاذع التي تشنه علي الدولة المصرية. وقال حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن عودة العلاقات المصرية القطرية ستتم بشكل تدريجي من خلال تبادل الزيارات واللقاءات بين المسئولين فى وزارتي الخارجية المصرية والقطرية، يعقبه لقاء بين وزيري الخارجية، ثم تبادل الزيارات، وفى مراحل لاحقة يتم تعزيز العلاقات السياسية بأخرى دبلوماسية". وتوقع سامح عيد، الخبير في شئون الإسلام السياسي في تصريحات لـ"الصباح العربي"، إن تتخذ قطر عدة خطوات للتقارب مع مصر تتمثل في التضييق على الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" وخطبه التي كانت تنتقد السلطة في مصر من مسجد عمر بن الخطاب بقطر، بالإضافة إلى التضييق على أعضاء التنظيم المتواجدين هناك، وتغيير توجهات فضائية "الجزيرة" التي بدأت تتغير بالفعل تدريجيًا من الاستعاضة عن الضيوف الإخوان بصحفيين غير منتمين للتنظيم. واتفق معه خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان والخبير ، قائلاً: إن وجود الإخوان في قطر هو مسألة وقت وليست دائمة، مشيراً إلي أن المباردة السعودية تعد أول خطوة لترحيل قيادات الإخوان جميعا من قطر. وأضاف الزعفراني في تصريحات لـ"الصباح العربي " انه ليس شرطاً ان يلجأ الإخوان إلي تركيا بعد تريحيلهم من قطر لان الدولة التركية لن تكون قادرة علي استيعاب كل تلك الأعداد خوفاً علي مصالحها الدولية ، متوقعاً ان يكون اللجوء الأكبر للإخوان إلي أحدى الدول الأوربية بالأخص لندن لوجود حرية في التعبير و الرأي بشكل أكبر وقدرة فائقة للاتصال بالعالم الخارجي .