الصباح العربي

مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.. تكافل في الداخل وتضامن في الخارج

السبت 16 مايو 2015 03:11 مـ 27 رجب 1436 هـ

عُرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - عشقه للعمل المنظم والمبادرات والإبداع، وحبه للخير، وأنه أول من أسس العمل الخيري في المملكة، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، في بدايات التنمية، وظهور بوادر الخير على المملكة، وتحسن الأوضاع الاقتصادية، حينذاك تزايدت الأعمال الخيرية.

 ففي عام 1374هـ، أي "منذ 62 عاماً" نشأت فكرة تأسيس جمعية البر الخيرية بالرياض على يد رائد العمل الخيري، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بهدف توثيق وتنظيم وتأصيل العمل الخيري بين المواطنين. حرصاً منه - يحفظه الله - على تأكيد مبدأ التكافل الاجتماعي والمحبة بين المواطنين، بالتواصل بين الغني والفقير من خلال جمعية تُنظم العمل، وتشجع على العمل الخيري، خاصة بعد اتساع المدينة وزيادة عدد السكان.
وتنامت الجمعيات الخيرية في المملكة من منطلق ذلك التأصيل والتنظيم الذي سنه الملك سلمان، حتى وصل العدد اليوم إلى 650 جمعية خيرية، تعنى بالمحتاجين داخل المملكة، تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية: للبر، والتوعية، والبيئة، والزواج وتنمية الأسرة، والاسكان، والصحة، والمعوقين، والأيتام، والمسنين، وحماية الأسر، والأسر المنتجة، والأمومة والطفولة.
 
تكافل اجتماعي في الداخل وتضامن في الخارج
 
تخطى العمل الخيري في المملكة العربية السعودية، إلى الأشقاء العرب والمسلمين والشعوب المحتاجة في العالم. وهي لا تفرّق بين محتاج وآخر، فالعمل الخيري في الثقافة السعودية المستمدة من تعاليم الاسلام، هي مساعدة البشر، كما هي رسالة الاسلام إلى البشرية جمعاء.
ومن حسن طالع المجتمعات الانسانية والدول، وجود دولة، نموذج في العمل الخيري، وهي المملكة العربية السعودية، والتي تقدم العمل الإنساني على أي عمل آخر، حتى عندما تحرك قوتها "سياسية أو اقتصادية أو عسكرية"، فهو من أجل الخيّر، والهدف هو إعادة الأمل بفرض الأمن والسلام وتعزيز قيمة البشر، وحمايتهم من الظلم، بخاصة، عندما يتم الاستنجاد بها لرفع الضرر وسد الجوع.

وتتبوأ المملكة مكانة متميزة في تقديم العون والدعم والمساندة الإنسانية للدول الشقيقة والصديقة ومساعدة حكوماتها على توفير النماء لشعوبها ومواجهة ما تتعرض له من أضرار وكوارث.
وتُظهر إحصاءات رسمية من الصندوق السعودي للتنمية، نشرتها صحيفة عكاظ السعودية، أن قيمة المساعدات الخارجية للدول النامية خلال ربع قرن (الفترة من عام 1975 إلى 2000) بلغت 582 مليار ريال، وشكلت نسبة 4 % تقريباً من المتوسط السنوي الإجمالي للناتج الوطني، وهي النسبة الأعلى بين جميع دول العالم.
ولم تقف المساعدات السعودية عند وقوع الكوارث فقط، بل امتدت إلى إعادة إعمار وبناء المدن والمناطق المتضررة بكامل مرافقها والعمل على إزالة آثار تلك الكوارث.

وتشير إحصاءات أخرى إلى أن المملكة تتصدر جميع دول العالم في نسبة ما تقدمه من مساعدات بالنظر إلى إجمالي دخلها الوطني، ففيما قررت الأمم المتحدة أن تقدم الدول المانحة نسبة (0.7%) من إجمالي دخلها الوطني كمساعدات للدول النامية والفقيرة، نجد أن ما قدمته المملكة من مساعدات إغاثية بلغ نحو (245 مليار ريال) في الفترة من عام 1973 إلى 1993م، ومثلها خلال العشرين عاماً الماضية أي ما يعادل نسبة (5.5 %) من المتوسط السنوي لإجمالي الناتج الوطني في تلك الفترة.
وتؤكد الإحصاءات، أن المملكة تجاوزت هذه النسبة إلى أكثر من (6%) من دخلها القومي، بينما لا تمثل المساعدات الإنسانية سوى 5.1 في المائة من الدخل القومي لدولة في ثراء الولايات المتحدة.

وتشير خطة التنمية الرابعة إلى أن المملكة قدمت 136 بليون ريال في الفترة من 1390هـ إلى 1405هـ كمساعدات للدول النامية، وبلغت جملة إعاناتها لمكافحة الجفاف ومساعدات درء الكوارث أكثر من 3586 مليون ريال، استفاد منها مواطنو أكثر من 32 دولة في العالم.
وبلغت المساعدات التي قدمتها لتعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين منذ عام 1392هـ نحو 2980 مليونا لأكثر من 40 دولة عربية وإسلامية. وعلى مستوى الكوارث العاجلة، فإن المملكة كانت ومازالت سباقة إلى الإسهام في التخفيف عن المصابين بالزلازل والفيضانات والسيول، ففي قارة أفريقيا، قدمت المملكة 618 مليون ريال مساعدة لسبع دول أصابتها الكوارث، كما ساندت في قارة آسيا دولا إسلامية وقدمت لها نحو 850 مليون ريال، وبلغ ما قدمته من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة نحو 77 ألف مليون ريال، خصصت لتنفيذ برامج ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في 35 دولة إسلامية.
 
إغاثة الشعب اليمني
 
لم تمض 24 ساعة على نداء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والموجه للمجتمع الدولي لتوفير 274 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن، حتى جاءت استجابة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سريعة للنداء الأممي ليصدر أمره يوم الجمعة الموافق 17 إبريل 2015م، بتقديم المبلغ (274 مليون دولار) لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة مع تأكيد المملكة وقوفها التام إلى جانب الشعب اليمني الشقيق.

وجاءت هذه اللفتة الإنسانية استمراراً للدعم السعودي لليمن، حيث تجاوزت مساعدات المملكة لهذا البلد الشقيق في الخمسة أعوام الماضية الثلاثة مليارات دولار أمريكي. ونتذكر أن المملكة أعلنت في اجتماعي الرياض (مايو وسبتمبر 2012م)، عن تقديم تعهدات جديدة بلغت إجماليها 3.25 مليارات دولار أمريكي، منها مليار دولار كوديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مليار وسبعمائة وخمسين مليون دولار لتمويل مشروعات إنمائية واقتصادية وصحية وأكاديمية، ومساعدات إنسانية، بالإضافة لخمسمائة مليون دولار أمريكي لتمويل وضمان صادرات سعودية، كما أسهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي لدعم قطاع الكهرباء، وحزمة من المعونات لتمويل مشروعات تنموية، وتجاوزت نسبة ما خصصته المملكة 93% من إجمالي ما تعهدت به تجاه اليمن.
 
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
 
في قصر اليمامة وتحديداً، يوم الأربعاء الموافق 13 مايو 2015م، سجل التاريخ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- يحفظه الله -، صفحة ناصعة عريضة من العمل الانساني غير المسبوق.
حيث رعى خادم الحرمين الشريفين، أيده الله، حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ودشن المقر المؤقت، وكذلك وضع حجر أساس المقر الدائم للمركز، وألقى كلمة حدد فيها معالم وأهداف المركز، مؤكداً أنه:

"انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال.. فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة".
وأضاف - يحفظه الله -، "سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدةِ".

وجاء إعلان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله -  بتخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز إضافة إلى ما سبق أن وجّه به - يحفظه الله - من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق؛ هو تأكيد منه - أيده الله -، ليس في تدشين مراكز، بل رائداً وقائداً في تقديم العمل الخيري.