الصباح العربي

الجروان: حقوقنا التاريخية في المياه لا تزعزعها سلطة السطو الصهيوني

الأربعاء 26 أكتوبر 2016 06:34 مـ 24 محرّم 1438 هـ
الجروان: حقوقنا التاريخية في المياه لا تزعزعها سلطة السطو الصهيوني

أكد  أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي، أن البرلمان العربي يدرك حجم التحدي الخطير على حاضر ومستقبل المياه العربية، ويعي أن حقوقنا  التاريخية في المياه لا تزعزعها سلطة السطو الصهيوني على المياه العربية وفرض إرادة الأمر الواقع.

وقال إن البرلمان العربي والذي اتخذ في بداية انعقاده من شعار "فلسطين في قلب الأمتين العربية والإسلامية"، وجعل دور انعقاده الأخير تحت مسمى "القدس والأقصى"، يعتبر القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل أراضيه وعاصمتها القدس هو محور حماية الأمن القومي العربي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم.

وأضاف الجروان في كلمته بالمؤتمر الدولي "المياه العربية تحت الاحتلال" بالجامعة العربية، إن اجتماع اليوم والذي  يأتي تتويجا لجهود مضنية استمرت لأكثر من عام ونصف بالتعاون بين سلطة المياه الفلسطينية وجامعة الدول العربية، بهدف مواجهة أطماع الكيان الصهيوني في المياه العربية والتي تعد من أكبر المخاطر على الأمن القومي العربي بأبعاده السياسية والاقتصادية والأمنية،مما يجعل المياه العربية تحت الاحتلال الصهيوني من أكبر التحديات الإستراتيجية لكافة الدول العربية.

وأشار الجروان إلى أن البرلمان العربي عندما دعا مطلع عامنا الجاري لعقد المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية كانت القضية المحورية هي الأمن القومي العربي ومواجهة التحديات، وأن التحدي الأكبر الذي يواجه أمتنا العربية، في ظل مستقبل الحروب والصراع على المياه، هو ضرورة التنسيق من اجل التصدي لمصادرة وسرقة الموارد المائية العربية في الأراضي العربية المحتلة، والتي تمثل خرقا خطيرا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المبرمة برعاية دولية، وهو ما يجعلنا ندعو المجتمع الدولي بضرورة مساندة مطلبنا الشرعي في استعادة حقوقنا المسلوبة، فمشكلة المياه من القضايا المدرجة على جدول أعمال المفاوضات النهائية بين دولة فلسطين وإسرائيل، إلى جانب السيادة والمستوطنات والقدس واللاجئين والأمن، والتي سنظل  متمسكين فيها بحقنا المشروع في السيطرة على مصادرنا المائية، وأن جميع الأنشطة الإسرائيلية أثناء الاحتلال كالمستوطنات وما يتبعها من منشآت عسكرية وكذلك الامتيازات على مصادر المياه ستظل باطلة.

وأكد أنه على الرغم من وجود العديد من الاتفاقيات الموقعة وبرعاية الدول الكبرى والأمم المتحدة، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بما ورد في هذه الاتفاقيات، وما زالت مستمرة في تجاوزاتها، تستنزف المياه الفلسطينية بشكل يهدد الخزان الجوفي بالنضوب أو عدم صلاحية مياهه للاستهلاك لجميع الأغراض،وكذلك تفرض حصارها المائي على التجمعات السكانية الفلسطينية، وترفض زيادة كمية المياه اللازمة للقرى والمدن الفلسطينية، كما أثنى على ما تضمنه تقرير لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي والذي كشف عن "أن إسرائيل تمارس التمييز العنصري بكل ما يتعلق بتقاسم المياه في الضفة الغربية.

 وقال إن التحديات التي تواجه قطاع الموارد المائية في الدول العربية عديدة ومتشعبة، خاصة في ضوء التغيرات المناخية وظاهرة الجفاف التي تجتاح بعض مناطقنا العربية، لذا لا مناص من التعامل مع هذه المتغيرات فرديا وجماعيا،بكل سرعة وجدية ومهنية، واضعين نصب أعيننا أن قضايا المياه أصبحت من أولويات الأجندة الدولية، وإن موضوع المياه يتطلب جهدا أكبر وأوسع يتعلق بالكفاءة المائية والاحتياجات البشرية والإنمائية في العالم العربي.

وأوضح أنه من منطلق البُعد الشعبي للبرلمان العربي، ودوره في تكوين وعي لدى الشعوب العربية بمسيرة العمل العربي المشترك تحقيقا للأمن والاستقرار في المنطقة العربية، فإننا مطالبون جميعا بمزيد من الجهود لتعبئة رأي عام عربي ودولي للتضامن والدفاع عن الحقوق المائية العربية، وفقا لقواعد القانون الدولي للمياه، وقرارات الشرعية الدولية التي تكفل سيادة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال على مواردها الطبيعية ومنها المياه،.

وشدد على أن البرلمان العربي يضع كل إمكانياته للعمل على دعم التوجه العربي وجامعة الدول العربية في هذا الملف دوليا وإقليميا من خلال الدبلوماسية والبرلمانية وحضور البرلمان العربي على الساحة الدولية، ولما للدبلوماسية البرلمانية من تأثير على صناعة القرار في العالم، فلابد من ضرورة الاستفادة من هذه القوة الشعبية العربية الداعمة للتوجه العربي الرسمي، حيث أن البرلمان العربي يعتبر المؤسسة التشريعية والرقابية في منظومة جامعة الدول العربية ، ومن خلال اتفاقية العمل والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية  نحن على أتم الاستعداد للعمل في هذا المجال، أملين الوصول إلى رؤى وإجراءات ملموسة ، ضمن إستراتيجية عربية للتحرك لحماية مقدراتنا العربية وعلى رأسها المياه في ظل الانتهاكات الصهيونية المستمرة، فنحن الآن مطالبون بتضامن عربي حقيقي، لحماية أمننا المائي كأحد أضلع الأمن القومي العربي.