ننشر كواليس مصالحة ”السيسي“ و”سلمان“ بمنتجع البحر الميت

تأتي القمة العربية الـ28 المنعقدة في المملكة الهاشمية الأردنية، تحت رعاية الملك عبدالله الثاني، انفراجة جديدة في العلاقات المصرية السعودية، التي قد شهدت تذبذاً خلال الفترة الماضية، بين الطرفين وذلك لاختلاف الرؤي المصرية السعودية، حول القضايا العربية، وكان من أبرزها الملف السوري التي رفضت مصر اطلاقًا التدخل العسكري فيها، وكانت دائما تعمل على الحل السياسي فهو الخيار الأبرز لديها والعمل على إعادة إعمار سوريا من جديد، ويأتي بعدها الملف اليمني وانقلاب الميليشيات الحوثية على حكم الرئيس اليمني "عبدربة منصور هادي"، ووقوف مصر بجانب اليمن مؤيدة الحل السياسي السلمي وعودة اليمن إلي ماكانت عليها، ولم يرض الموقف المصري الجانب السعودي نظراً لاختلاف الاستراتيجيات والموقع الجغرافي لكلا البلدين، فبدأت بوقف تصدير المنتجات البترولية لمصر، وقيام بعض المسئولين السعوديون بإدلاء تصريحات ، مما دفع الجانب المصري للرد وتفاقم الأوضاع بعدها.
وبعد أزمات عديدة وانتشار الشائعات بأن العلاقات المصرية السعودية انقطعت تماماً ولا رجعة فيها، التقي اليوم الأربعاء، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بنظيره الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية للرد على المغرضين وكان من أبرزهم جماعة الإخوان الإرهابية التي شككت في إمكانية لقاء السيسي بنظيره سلمان وسيكون الموقف مشتعل بينهم خلال القمة.
وتكشف "الصباح العربي"، كواليس لقاء الرئيس السيسي بالملك سلمان، المنعقد على هامش القمة العربية لدورته الـ28 بعمان اليوم:
البداية:
تباحثا وفدا كلاً من البلدين عن إمكانية عمل لقاء مشترك يجمع السيسي ونظيره سلمان، من أجل طرح الرؤي وإعادة تقييم الأوضاع في الشرق الأوسط، وعودة العلاقات المصرية السعودية لما كانت عليه من قبل، ونجحت المساعي في إقامة اللقاء على هامش القمة العربية ظهر اليوم.
كواليس اللقاء
تناول الاجتماع مختلف جوانب العلاقات الدبلوماسية وكيفية تعزيزها الفترة المقبلة، والحيوية في الشرق الأوسط، وأكد الطرفان حرصهما على التعاون المشترك في ظل وحدة المصير والتحديات التى تواجه البلدين وإزالة كل الخلافات السابقة والعمل على وضع أطروحة واحدة توافق البلدين.
وأكدوا على أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية المصرية فى كافة المجالات، بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية منذ ألاف السنين بين البلدين، والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.
وتطلع الطرفان خلال اللقاء بالخروج من القمة العربية المقامة بقرارت تطبق على أرض الواقع ومؤثرة تعمل على حل الأزمات في الشرق الأوسط، ولم يخلو اللقاء من التحدث عن الملف السوري، واتفقوا على إعادة النظر في الرؤي وسبل الوصول لحل يرضي الدولة المصرية والمملكة العربية السعودية .
وتابعا في هذا النحو، إلى حرصهما الشديد على التنسيق المشترك مع كافة الدول العربية لمتابعة وتنفيذ ما سيتم التوافق عليه من قرارات وآليات للتعامل مع التحديات والأزمات التي تمر بها الدول العربية والمنطقة.
تبادل الزيارات
وكشف مصادر مطلعة لـ"لصباح العربي"، أن الزعيمان تبادلا توجيه الدعوات،فقد أقدم الملك سلمان بتوجيه دعوة أولا للرئيس السيسي، لزيارة المملكة العربية السعودية، والعمل إلي إعادة التوافق ثانية وسيتم الترتيب لها خلال الفترة المقبلة قد تكون في مطلع يونيو المقبل .
ورد السيسي، بتوجيه دعوة مماثلة، لخادم الحرمين الشريفين، عن أمله في زيارته لمصر ، وأعرب سلمان أنه سيكون سيعد بزيارة رسمية في الوقت القريب لمصر وللرد على كل المشككين بأن العلاقات المصرية قد انقطعت ولا رجعة فيها .