المرأة والصحة

عادات يومية تدمر مناعتك وتهدد حياتك

الصباح العربي

شروق مدحت:

يعد الجهاز المناعي واحدا من أهم أجزاء الجسم ، اذ يقوم بدور حيوي في الدفاع عنه عند  التعرض للأمراض والسموم ، إلا أن هذا الجهاز يصاب بالخلل في وظائفه بسبب العديد من العادات الحياتية الخاطئة التي يمارسها الإنسان دون أن يدرك أنها تدمر مناعته , من أبرزها التدخين ,تناول الكثير من الأطعمة الضارة ,عدم النوم بشكل منتظم ,الإهمال في شرب الماء ، وغيرها  .

عن الجهاز المناعي, أهميته, دوره في حماية الإنسان من الأمراض, الضرر الذى يتعرض له, كيفية الحفاظ عليه , أجرينا, هذا التحقيق.

يشير الدكتور أحمد سعيد عامر, أخصائي طب الأطفال , الى أن الجهاز المناعي للرضيع, يتكون من مجموعة من الخلايا التي تفرز الأجسام المناعية لمقاومة الأمراض بشكل عام ، حواجز طبيعية, مثل, الجلد والبكتريا التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد والأجسام المناعية الموجودة على أسطح الجسم في  الأغشية المخاطية المبطنة للأنف ,الفم , الجهاز الهضمي , خلايا موجودة في الدم, تعمل على مهاجمة الأجسام الغريبة بشكل مباشر، لافتا إلى أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر  على مناعة الطفل ,أبرزها الرضاعة الطبيعية, التي تلعب دورا مهما في تعزيز مناعة الطفل , لذا يفضل أن تتم الرضاعة خلال الثلاثين دقيقة الأولى مباشرة بعد الولادة.

يضيف: أثبتت عدة أبحاث وجود أجسام مناعيه ,أملاح ,فيتامينات, في لبن الأم,  خصوصا في العشرة أيام الأولى من بعد الولادة , ما يسمى بلبن "السرسوب " ، مما يحمي الجهاز الهضمي للمولود طوال فترة الطفولة, كما يحتوى لبن الأم على مجموعة من المواد التي تناسب نمو البكتريا الطبيعية التي تعيش في أمعاء الطفل , اذ تساهم الى حد كبير في منع حدوث النزلات المعوية ,حساسية الألبان , حساسية الصدر, لذا تلعب الرضاعة الطبيعية دورا بارزا في تحديد مستوى مناعة الطفل , كما تمثل رابطا نفسيا بين الطفل والأم .وفي المقابل هناك الكثير من العوامل التي تضعف مناعة الطفل ,منها طريقة تغذية الأم  في فترة الحمل,  عادة الدول التي يكون  مستوى الدخل فيها أقل من المتوسط أو ضعيفة كون تغذية الأمهات ضعيفة , كما أن المستوى الاقتصادي له تأثير سلبى جدا على مستوى مناعة المواليد, نتيجة عدم توازن الأملاح والفيتامينات الموجودة بجسم الأم الحامل , مدى حصولها على الرعاية الطبية الكافية أثناء فتره الحمل التي عادة ما تكون قليلة جدا, مما ينتج عنه حدوث بعض الأمراض للأمهات , مثل فقر الدم والانيميا, مما يؤثر على الجهاز المناعي للطفل بشكل كبير .

يتابع : تؤثر طريقة الولادة أيضا على الجهاز المناعي لأن الأطفال المولودين ولادة طبيعية تكون أنواع البكتيريا المتواجدة في الجهاز الهضمي أكثر قدرة على مقاومة الأمراض  مقارنة بالمولودين ولادة قيصرية  . وقد طالبت عدة دراسات الأمهات باتباع الكثير من العوامل لتقوية مناعة طفلها, من أهمها ,الاهتمام بتغذيتها جيدا في فترة الحمل ، الرضاعة الطبيعية كاملة بدون إدخال أي إضافات خلال الستة أشهر الأولى، الاهتمام  بالنظافة الشخصية ، عدم المغالاة في استخدام الصابون المعقم للجلد لاحتوائه على مواد مطهرة عالية للغاية تقلل من تعرض الطفل للعدوى البسيطة التي يمكن ان تساهم في تقوية الجهاز المناعي لديه . أيضا وجد أن كثرة استخدام المضادات الحيوية للأطفال ,تساعد على إضعاف المناعة , لتأثير هذه المضادات على أنواع من البكتريا التي تعيش بشكل طبيعي في جسم الإنسان علاوة على ما تقوم به من تصنيع مواد مفيدة لجسم الإنسان, وبالتالي يؤدي قتل بعضها إلى أن يصبح الطفل أكثر عرضه للإصابة بالأمراض ,لذلك يجب استخدام المضادات الحيوية على فترات متباعدة وجرعات محددة من قبل الطبيب المختص . يضيف : تتشابه أعراض أمراض المناعة الذاتية مع الكثير من الأمراض ,لذلك يكون تشخيصها على درجة عالية من الصعوبة ,يحتاج لكثير من الفحوصات ,تبدأ الأعراض بالتهاب بسيط في الحلق ,يعقبه تقشير في الجلد ,تورم بسيط في الأصابع ,في بعض الأمراض تصل لتكسير في كرات الدم الحمراء أو التهاب كبدي مناعي,  لذا تختلف الأعراض بنوعية المرض ,وهو ما يتطلب ضرورة وجود طبيب لاكتشاف الأعراض مبكرا ، ويكون واعيا بمدى تشابه وتداخل تلك الأعراض مع أعراض العديد من الأمراض. لافتا إلى أنه توجد العديد من الدراسات  التي تؤكد صحة قضم الطفل لأظافره،  لأنها تقوى مناعته, تقاوم الحساسية ، تجعله يتناول البكتريا الموجودة في البيئة المحيطة به ,بالتالي  يساعده على التعرف عليها في فتره نمو جهازه المناعي , الذى يخزن في ذاكرته صور البكتريا, فإذا تعرض لها في سن أكبر يكون لديه درجة كافية من المناعة لمقاومة تلك الأمراض.

                                                

                                                                                                                                     عادات خاطئة

يقول د. أحمد هاني حسنين, استشاري الحساسية والصدر وأمراض المناعة : يتكون الجهاز المناعي من الغدد والأوعية الليمفاوية ,خلايا الدم البيضاء المسئولة عن تكوين هذا الجهاز  الذي يجعل جميع أعضاء الجسم لديه وسائل دفاعية وخلايا مناعية للحفاظ على المناعة الذاتية ، ورغم ذلك هناك العديد من العادات الحياتية الخاطئة التي تدمر هذا الجهاز ,من أبرزها, عدم تناول الطعام المتوازن ، المجهود الزائد ، السمنة ، مرض السكر ، الإصابة بأمراض فيروسية نتيجة عدم التحصينات التي تؤخذ في فترة الطفولة , ممارسات خاطئة تؤدى للإصابة ببعض الأمراض مثل الإيدز ، أمراض القلب ,السكتات الدماغية, ضعف التغذية في تلك المرحلة المرضية, عدم الحركة .

يتابع : هناك بعض الأمراض المناعية التي يصاب بها الإنسان , مثل الذئبة الحمراء, الروماتويد ,التصلب المتعدد , التهابات الشرايين والأوعية ,التهاب العضلات والجلد ,أمراض تليف الرئة, حساسية الصدر، لم يكتشف العلم حتى الآن ، إلا أنها تحدث بسبب وجود اختلال في الجهاز المناعي ,ينتج عنها خلايا تسبب التهابات لأعضاء الجسم المختلفة . مطالبا بضرورة الحفاظ على حيوية الجهاز المناعي لأنه مع تقدم الإنسان في العمر ، كل زادت الخلايا السرطانية في الجسم ,يقوم الجهاز المناعي بتدميرها أولا بأول ,وحتى الأن لا يمكن تحديد تلك الخلايا التي  يدمرها الجسم يوميا لاختلاف طبيعة الجسم من شخص لآخر ومن مكان لأخر .

يضيف :  يمكن تنشيط الجهاز المناعي من خلال الطعام المتوازن , حقن أجسام مضادة في حالات مناعة الإنسان الضعيفة ، تناول كبسولة يوميا لمدة عشرة أيام ,يتم تكرارها لمدة ثلاثة أشهر لرفع المناعة ضد الالتهابات الصدرية ,عادة تؤخذ في أول فصل الشتاء.  كما أن الإصابة بالحصبة تعطى مناعة للجسم ضد المرض , اذ يعمل الجهاز المناعي بعدها بشكل طبيعي ،حيث ينتج أجساما مضادة تجعله بعد ساعات تقوم بتدمير الخلايا السرطانية . أيضا  للحفاظ على هذا الجهاز يجب الاهتمام بالتمارين الرياضية الخفيفة التي تساعد على تنشيط الجسم ، تناول السلطة باستمرار ، تنظيم مرض السكر , الحفاظ على تناول أدوية أي مرض مزمن ، الابتعاد عن أماكن العدوى ، التطعيمات المستمرة في سن الطفولة أو تطعيمات الشتاء ، التواجد في الهواء الطلق بعيدا عن التكييفات ، الابتعاد عن الكيماويات المتواجدة في البيوت, مثل المنظفات . كما يجب على النساء الحذر من زيادة الوزن بالكورتيزون  لأن زيادة الكورتيزون تؤثر على وظيفة الجهاز المناعي , اذ يعمل على تغيير شكل الجسم ,رفع معدل السكر والضغط . محذرا من أن معظم الأمراض المناعية تصيب الرئة , لذا يجب الاهتمام بمجرد تشخيص المرض ,بعد الكشف بالأشعة ,إجراء التحاليل اللازمة , تحديد مدى إصابة الرئة ,  تناول العلاج على الفور, لأنه كلما تأخر العلاج ,يحدث تليفا في الرئة, ينتج عنه هبوط القلب ,تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة .

                                                                                                                         الدورة الشهرية

يوضح الدكتور أحمد إبراهيم كيلاني, استشاري النساء والتوليد ,مستشفى حلوان العام سابقا , أن الجهاز المناعي يدخل في كل العمليات الحيوية بجسم المرأة منها,  تسهيل الحمل , انتظام الدورة الشهرية ، كما أن العديد من التغيرات التي تحدث لها خلال فترة الحمل , يعطيها الله سبحانه وتعالى مناعة فطرية ,حصانة خاصة ضد جميع الأمراض في تلك المرحلة, بالشكل الذي يمنع الميكروبات من الوصول للجنين, إلا أن هناك بعض الأمراض إذا أصيبت بها الحامل فأنها تؤثر بشكل سلبي على المناعة مثل الانيميا والسكر. مشيرا إلى أن هناك علامات يمكن من خلالها التعرف على قلة مناعة الحامل  , منها إصابتها  بالانيميا ,ضغط الدم ,الروماتيزم ,سكر الحمل.

لتقويه المناعة لدي الحامل يضيف : يجب تناول الطعام الطازج الفريش ، عدم تناول الأطعمة الحارة ، الابتعاد عن التدخين ، الحفاظ على الحالة النفسية الجيدة ، النوم بشكل منتظم ,عدم السهر. وقد أفادت دراسة طبية بأن العلاقات الزوجية بمعدل 3 مرات أسبوعيا, تساعد على تقوية الجهاز المناعي للمرأة  في الفترات العادية , مع ضرورة الابتعاد عن العلاقات الزوجية المتكررة , اثناء فترة الحمل.

 

                                                                                                                    الحالة النفسية

وعن علاقة المناعة بالجانب النفسي يقول الدكتور ماهر مصطفى المغربي,  أستاذ الطب النفسي ,جامعة الزقازيق:  أي مرض يصيب الإنسان يتكون من عوامل داخلية وعوامل خارجية تتفاعل مع بعضها البعض, مثل, البيئة المحيطة به ,الحالة النفسية التي يمر بها , اذ يصاب الكثير من الأشخاص بالسرطان نتيجة لمضاعفات حالة الاكتئاب, فعندما تقل مناعة الإنسان تتواجد بعض الميكروبات التي تعيش على جلده وفى الجهاز الهضمي ,تحت تأثير العوامل النفسية يظهر تأثيرها. مشيرا إلى أن للحب والعلاقات العاطفية الجيدة  وكثرة الضحك،  تأثير كبير على زيادة مناعة جسم الإنسان والعكس صحيح  حيث وجد أن العلاقات الجافة  والحزن تؤثر سلبيا على المناعة بشكل كبير.

يتابع : كل الأمراض التي يصاب بها الإنسان تتأثر جميعها بالحالة النفسية وتؤثر في الحالة النفسية أيضا ، فالحالة النفسية الجيدة تساعد بشكل كبير في فعالية العلاج ,تقبل المريض للوضع, مثل, السرطان, الذى يكون الدعم النفسي عاملا مؤثرا وفعالا في الشفاء منه , اذ أنه يرفع من هرمونات وكيمياء الجسم , يعطي دفعه للأمام وبذلك يكون العلاج مؤثرا. موضحا أن الضغوط النفسية اليومية وما يحدث في العالم المحيط من حروب وغيرها تؤثر بشكل سلبي على المناعة لمن يتابعها ، لذلك على الإنسان أن يواجه كل ذلك بالابتعاد عنها من خلال الانتظام  في ممارسة الرياضة ,خصوصا المشي يوميا بمعدل ساعة, فإن ذلك يساعد بشكل كبير في تحسين الحالة الصحية والنفسية والمناعية.

 

 

 

 

عادات يومية تدمر مناعتك وتهدد حياتك