من Gangnam Style إلى العب يلا..
الأغنية المنفردة تُشرق بين غيوم الركود في السوق العربي

صراخ، صخب، و ثورة على الروتين، مطالبين بالتغيير، حتى هبت رياح خماسينية للربيع العربي، أطاحت بالروح التي تحتفل حبًا بالفن في كل تفاصيل حياتها، لتُكتب نهاية نجاح ساحق للأغنية العربية، و هيمنة الأغنية المصرية على الشوارع العالمية بأكملها.
فبعد أن شهد أجيالًا نجومية الهضبة و جاذبية الكينج، التي تخطت الحدود العالمية، استبدلت العيون نظرتها خلال الأحداث المريرة التي شهدتها المنطقة العربية، لتفيق الأمة من جديد، لكن على وقع أعمال غنائية تنادي بصوت بعيد على أطراف النجاح، و تستقطب جماهيرًا جُدد، بمعايير مختلفة.
حيث بات موقع يوتيوب للفيديوهات العالمي، ضمن أهم مقاييس النجاح، بأعداد مشاهدات تفوق مئات الملايين، إلا أن صمت الشارع العربي عن تلك الأغنيات كتب فشل بعضها، كما سطر قصة نجاح بعضها الآخر الحقيقي بانتشار واسع، و كانت للموسيقى مفعول السحر في غسل أرواح الملايين من الهموم.
و استقبل العالم العربي أغنية Gangnam Style عام 2012، أو 강남스타일 و هي أغنية منفردة لمغني الراب الكوري الجنوبي "ساي"، و أحدثت طفرة على موقع يوتيوب.
فكان "الشاب خالد" أول من أطلق صافرة الانتشار الجماهيري عربيًا، من جديد بأغنيته "C'Est La Vie" التي أصدرها عام 2012، و من يومها و قد جدّد ملك الراي عهود المحبة مع الشارع العربي، الذي اعتاد الاستماع إلى أجمل أعماله القديمة.
و في العام 2013، استطاع الفنان الشاب عبدالرحمن محمد من دخول القائمة بنجاح لازال يحافظ على معالمه، بأغنية "يا من هواه"، و التي أكدت على قدرة الفن الراقي على اكتساح المنافسة.
و يقال أن قصيدة "يا من هواه" تعود إلى سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي؛ ثاني الأئمة البوسعيديين الإباضيين في عمان ومسقط.
و على الصعيد المصري، فكانت البداية مع الفنانة دنيا سمير غانم، بأغنيتها "قصة شتا"، التي أطلقتها على قناة Platinum Records عبر موقع يوتيوب، عام 2013.
"قصة شتا" من كلمات أمير طعيمة، ألحان هشام جمال، و من توزيع مادي.
و تأتي الأغنية شعبية، لتطلق شرارة الانتشار الجماهيري لما بعدها، حيث تغنت بوسي بأغنيتها "آه يا دنيا" ضمن أحداث الفيلم المصري "الألماني" من بطولة محمد رمضان.
و الأغنية من كلمات مالك عادل، و ألحان محمد عبد المنعم، و تم طرحها عام 2012.
أما عام 2013، و مع مولد نجم جديد على الساحة الفنية، نجح الفنان الفلسطيني الشاب "محمد عساف" من زفّ الأغنية الفلسطينية إلى قلب كل دولة عربية فور غنائه "علّي الكوفية" ضمن برنامج اكتشاف المواهب الغنائية ArabIdol.
و تمايلت النجمة اللبنانية "هيفاء وهبي" على وقع الأحزان، في "حلاوة روح" عام 2014، و التي قام بغنائها الفنان الكبير "حكيم".
"حلاوة روح" كلمات محسن الشبراوي، ألحان محمد غنيم، و من توزيع أشرف البرنس.
و من جهته، فقد أطلق الموزع المصري "حسن الشافعي"، أغنيته التي تحمل عنوان "ما يستهلوشي" بالتعاون مع أبله فاهيتا، لتنتشر بسرعة صاروخية إلى الجمهور عام 2014.
كما دخلت النجمة اللبنانية "إليسا" مارثون إثبات قدرة الأغنية العربية على الوصول إلى الجماهير في ظل الأوضاع المتغيرة، لتظل "بطلي تحبيه" باللهجة المصرية، أبرز ما تم تداوله في الشارع المصري، منذ إصدارها عام 2014 ضمن ألبوم ملكة الإحساس الذي حمل عنوان "حالة حب"، و هي من كلمات أحمد مرزوق، و ألحان محمد يحيى.
إلى جانب "لو" من توقيع الفنان اللبناني الشامل "مروان خوري"، و التي كانت شارة أحد المسلسلات الذي حمل الاسم ذاته.
و ضمن سياق المسلسل الدرامي "جبل الحلال" عام 2014، للساحر الراحل محمود عبدالعزيز، كان للأغنية التي تحمل عنوان "هموم جبلين" نصيبًا من النجاح في الشارع المصري.
الأغنية من غناء الصوت الاستثنائي إبراهيم الحكمي، و من كلمات أيمن بهجت قمر، ألحان وليد سعد، و توزيع أحمد إبراهيم.
و باللهجة المصرية، ظهرت النجمة اللبنانية "نانسي عجرم" بحُلة مختلفة، بكليب "ما تيجي هنا" عام 2014.
إلا أن نجاح نانسي عجرم، أضاف إليها أيضًا نقلة فنية مختلفة بالتزامن مع إطلاق الألبوم الثامن في مسيرتها الغنائية.
ليكتب عام 2015، تاريخًا جديدًا للأغنية الشبابية بالتزامن مع إطلاق "لمعلم" للفنان المغربي الشاب "سعد المجرد"، التي تم تصويرها على طريقة الفيديوكليب من إخراج أمير الروّاني.
و ينطلق صاحبها نحو إنجازات متتالية، علمًا بأنه يمتلك أغنية "إنتي" و التي استطاعت أن تنتشر أيضًا بنجاح، من كلمات سمير المُجاري، و ألحان محمد شرابي، بالتعاون مع الـ DJ Van.
"لمعلم" من كلمات، ألحان، و توزيع جلال الحمداوي، و تعتبر الأغنية العربية الأكثر مشاهدة على الإطلاق بواقع 600 مليون.
كما انضم إلى السباق الأغنية التي أثارت جدلًا كبيرًا، بعنوان "مفيش صاحب يتصاحب"، و التي تخطت 125 مليون مشاهدة.
و تواجدت النجمة المصرية "شيرين عبدالوهاب" بقوة، و حتى اللحظة تظل أغنيتها "كده يا قلبي" من المسلسل الدرامي "طريقي" الذي خاضت به السباق الرمضاني في العام 2016، على درب النجاح الصحيح في الوطن العربي.
الأغنية من كلمات أمير طعيمة، و ألحان خالد عز، و أمين بو حافة.
كما نجحت شيرين في تقديم "مشاعر" من كلمات أحمد مرزوق، و ألحان محمد رحيم، و التي كانت شارة مسلسل "حكاية حياة" في رمضان 2013.
كما عادت الديفا "سميرة سعيد" إلى الأضواء بقوة ألبومها الذي حمل عنوان "عايزة أعيش"، و تمكنت من لفت الانتباه بأغنياته، إلا أن "هوا هوا"، و "محصلش حاجة"، كانتا أبرز أعمالها التي انتشرت على المستوى العربي.
و الأغنيتين من كلمات شادي نور، و ألحان بلال سرور.
و من هنا، كانت الأغنية التي تحدثت بلسان حال العزيز الذي ذله الزمن، و بـ "آه لو لعبت يا زهر"، للفنان أحمد شيبه، من فيلم "أوشن 14"، ليناهز ربع مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، منذ طرحها عام 2016.
الأغنية من كلمات ناصر جلال، ألحان أحمد شيبة، و توزيع أشرف البرنس.
ليكون العام 2017، بداية الصحوة للأغنية، و من جديد بدأت الانتشار، و التفاعل الحيوي على وقع نغم جميل، و كلمات بسيطة تدخل البيوت العربية دون استئذان.
حيث انطلق العام بنغمات Despacito الإسبانية بلكنة بويرتوريكو، للنجوم لويس فونسي، و دادي يانكي، الذي اعتاد أن يغزو السوق العربي بأغنيات مثل Gasolina.
و تمكنت الأغنية من تسليط الضوء على طبيعة البلد الساحر، بينما تخطت الموسيقى حدود اللغة، ليقوم بترديدها الصغير و الكبير، سواء فهم الإسبانية أو لا.
كما تم طرح كليب "أخيرًا قالها" للفنان أحمد المصلاوي عام 2017، إلا أن الأغنية وجدت طريقها للجمهور العربي خلال أواخر العام الماضي.
و هي من كلمات حيدر الأسير، و ألحان همام حسن، و توزيع محب الراوي.
و تم إطلاق "شو حلو" للفنان اللبناني زياد برجي، الذي سبق و حقق النجاح في مصر بـ "أنا قلبي عليك"، و غيرها، ليعود بقوة إلى عالم النجاح، بأغنية من كلماته و ألحانه، ضمن الفيلم اللبناني "بالغلط".
علمًا بأن زياد برجي دخل البيوت العربية بكلماته، و ألحانه لنجوم آخرين و في أعمال غنائية ناجحة مثل: "يا مرايتي" لإليسا، "يا غالي عليّ" لنانسي عجرم، و غيرهم.
كما أحدثت أغنية "3 دقات" ضجة كبيرة، بعد أن أعادت الفنانة الكبيرة يسرا إلى الغناء، إلى جانب "أبو" الذي بدوره اكتسح الشوارع المصرية، و العربية بلحن "أبو" البسيط، و كلمات تامر حبيب، و توزيع، رامي سمير، ليكون عملًا غنائيًا يمتلك كل قواعد الرقي، كما عكس الفيديوكليب من توقيع المخرجة مريم أبو عوف، جمال الطبيعة المصرية.
و على صعيد المشاهدات فقد تصدّرت الأغنية برصيد يتجاوز ربع مليون مشاهدة خلال أقل من عام.
كما تواصل أغنية "العب يلا" لأوكا و أورتيجا، التي تم إطلاقها العام الماضي، انتشارها الساحق على كافة الميادين، فبات أجمل نجمات الوطن العربي من نادين نسيب نجيم إلى نيللي كريم يتغنين بها.
و تخطت الأغنية 133 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.
و كان لفريق كايروكي نصيبًا من النجاح حيث أصدروا ألبومهم الجديد، و الذي تضمن "السكة شمال"، و "الكيف"، مع الفنان الشعبي طارق الشيخ.
و بكلمات جريئة واقعية، استطاع الفريق أن يخرج عن المألوف، و يُغني بحال المواطن المصري.
و بدأ العام 2018، مع الفنان المصري "حمزة نمرة" ليتحدث عن المواطن البسيط، الذي اغترب في وطنه، بأغنيته "داري يا قلبي" التي طرحها في شهر فبراير الماضي، تمهيدًا لألبومه الجديد.
بينما اكتسح البلدان العربية بأغنيته "يا مظلوم" التي تم إصدارها عام 2014.
و بعد مرور أكثر من 7 سنوات على أحداث الربيع العربي، فإن شمس الفن استطاعت أن تشرق بين الغيوم، منها من حافظ على نجاحه، و الآخر تم نسيانه، ليكون انتشارًا مؤقتًا، كما شملت القائمة العديد من الأغنيات لعل أبرزها: "بشرة خير" حسين الجسمي، "القاهرة" عمرو دياب و محمد منير، "ما بلاش" محمد حماقي، "بلاش بلاش" جميلة، "بربك" ناصيف زيتون، "صافي" أسما المنور، "هلا بريحة هلي" الأنين، "يا هوى" بلقيس، "كيف بدك عني تغيب" شيراز، "Mi Gna" Maître GIMS ، Super Sako، Hayko، "Worth it" Fifth Harmony، "Wiggle" Jason Derulo.
إلا أن تلك الغيوم تتبدد حقًا عندما يعيد الشارع العربي غناء أجمل الأعمال التي اعتاد عليها قبل رياح الربيع العربي، و ها قد انضم البعض من الجديد إليها.