في ذكرى رحيلها..
سعاد حسني.. سندريلا فشلت في العثور على أميرها بكتاب الحب

و كأن الحياة قررت أن تكون قصتها أشبه بفيلم سينمائي، و لم لا؟ّ!، فهي السندريلا، التي مرت بالكثير من الأوجاع، إلا أنها لم تتمكن من العثور على أميرها الشجاع، أو بالأحرى "الواد التقيل"، لتتخبط بين محطات النجاح الفني الباهر، و المآسي الشخصية.
جمعت بين جمال الملامح البريئة، موهبة عفوية، و كاريزما جريئة، "فلاحة" خطفت الأنفاس بصوتها المذبذب، إلى نضج فني في عدة أدوار لتغدو سندريلا الشاشة العربية، و بين تألق فني صاخب، كتبت حياتها قصة أخرى، لتجدد مواعيدها مع الحزن في دنيا "سعاد حسني"، التي تصادف ذكرى رحيلها الـ14، خلال الشهر الجاري.
عاشت سعاد حسني حياة قاسية منذ نعومة أظافرها حتى رحيلها، ولدت 26 يناير عام 1943، فى حى بولاق أبو العلا بمحافظة القاهرة، لأب كان يعمل خطاطًا شهيرًا، وهو محمد حسنى البابا، وكان ترتيبها العاشر بين أخواتها، وكان لديها ستة عشر أخًا وأختًا.
امتلكت أختين شقيقتين هما كوثر وصباح، و كان لديها ستة أخوة من أمها، وثمانية من أبيها، وأشهرهم كانت أيقونة الإحساس "نجاة الصغيرة".
انفصل والدا سعاد حسنى عندما كانت في الخامسة من عمرها، ثم تزوجت والدتها من عبد المنعم حافظ كان يعمل مفتّشًا في التربية والتعليم، وكانت سعاد وشقيقتاها يقمن مع الأم وزوجها.
لم تتلق سعاد حسنى أي حظ من التعليم في المدارس النظامية كغيرها من الأطفال، لكن اقتصر الأمر على تلقينها بعض أساسيات القراءة والكتابة في المنزل.
وعملت فى الفن وهى طفلة صغيرة فى عمر الثالثة مع بابا شارو، واكتشفها للسينما المخرج والكاتب عبد الرحمن الخميسي، صديق زوج والدتها عبد المنعم حافظ، حيث أشركها فى مسرحيته هاملت لشكسبير في دور أوفيليا، وأعطى لها المخرج هنري بركات دور البطولة الأول فى فيلمه حسن ونعيمة عام 1959.
ومن أشهر أفلام سعاد حسني: "خلي بالك من زوزو"، "غروب وشروق"، "صغيرة على الحب"، "الزوجة الثانية"، "القاهرة 30"، " "أين عقلي"، "شفيقة ومتولي"، "الكرنك"، "موعد على العشاء"، و "حب في الزنزانة"، و وصل رصيدها السينمائي إلى 90 فيلمًا في الفترة من 1959 إلى 1970، وكان آخر أفلامها "الراعي والنساء" عام 1991.
لم تشهد حياة السندريلا فستان الزفاف أبدًا، فلم ينصفها كتابها في الحب الذي قرأت صفحاته، و قالت شقيقة سعاد حسني أنها تزوجت من العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.
ثم تزوجت من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عامين تقريبًا حيث تطلّقا في عام 1968، و اقترنت بعلي بدرخان في عام 1970، واستمر زواجها منهُ طيلة أحد عشر عامًا، إلى أن افترقا في عام 1981.
و في السنة ذاتها، تزوجت زكي فطين عبد الوهاب ابن ليلى مراد وقد كان طالبًا في السنة النهائية بقسم الإخراج في معهد السينما، إلا أنّهما انفصلا بعد عدة أشهر فقط.
أما آخر زيجاتها فكانت في عام 1987 من كاتب السيناريو ماهر عواد الذي توفيت وهي على ذمته.
وكانت سعاد حسنى تعانى من ألم فى العمود الفقري، حيث إنها كانت تعانى من تآكل فى فقرتين من العمود الفقري وظهر ذلك أثناء تصويرها مسلسل "هو وهي"، لكن انتهى بها الحال لتسافر إلى فرنسا لتلقي العلاج.
وبالفعل قام دكتور فرنسي متخصص بتثبيت الفقرتين بواسطة صفيحة معدنية لكن استمر الألم معها حتى تفاقم الأمر، لتصاب بشلل فى الوجه، ما أدى إلى استخدامها الكورتيزون الذي نتج عنه زيادة في الوزن.
و رحلت سعاد حسنى بشكل غامض، فى 21 يونيو عام 2001، عندما كانت في شقة إحدى صديقاتها فى العاصمة البريطانية لندن، وذلك إثر سقوطها من شرفة المنزل.
و بينما يمر العام الـ14 على رحيلها، فإن بمجرد ذكر اسم "سعاد حسني"، يتبادر إلى الأذهان غنوان السندريلا، و موسيقى "يا واد يا تقيل"، "بانو بانو"، و غيرها الكثير التي تؤكد أن بريق عينيها لن يخفت، و أنها ستبقى للأبد ليس فقط في ذاكرة الفن العربي، بل في قلوب الملايين من الجماهير.