”أندو موموفوكو”.. مُحدث ثورة الإندومي عالميًا

لا تمر النودلز أو منتج "الإندومي" مرور الكرام على محبيها، فهي الوجبة الأسرع تحضيرًا، و العشق الأساسي للكثيرين في أنحاء العالم، لكن تلك المبيعات القياسية لها، حفّز عامل الفضول، لمعرفة مخترع الإندومي، و أصلها، و كيف تم تصينيع في كواليس مصانعها باليابان.
مستر نودلز
عُرف الياباني "أندو موموفوكو"، بلقب "مستر نودلز"، فقد أخذ المشروع من عمره ثمانية وأربعين عامًا، حتى قام بتصنيع النودلز أو المعكرونة الشريطية الرفيعة سريعة التحضير عام 1958، حيث حققت مبيعات قياسية سنوية بلغت 5.5 مليار وحدة في اليابان وحدها، وفي جميع أنحاء العالم يتم استهلاك ما يقرب 100 مليار وحدة سنويا، الأمر الذي جعل المنتج بمثابة ”غذاءً عالميًا“.
كما قام بتأسيس شركة نيشين للمنتجات الغذائية التي تعتبر المسؤولة عن إنتاج "إندومي"، و هي جزء من مجموعة نيشين الكبرى، حيث نمت لتصبح شركة عملاقة محققة مبيعات صافية تزيد عن 490 مليار ين في السنة المالية الماضية التي انتهت في مارس 2017.
بداية الإندومي
في أواخر عام ١٩٥٠ ابتكرت شركة نيشين للمنتجات الغذائية أول شعيرية الإندومي سريعة التحضير في العالم. وسرعان ما أصبح هذا المنتج الجديد محبباً وشهيراً في جميع أنحاء العالم، حيث يستهلك اليوم ما يقرب من ١٠٠ مليار حزمة إندومي سريعة التحضير.سوف نلقي هنا نظرة على المراحل التي مرت بها الشركة لابتكار هذا المنتج الفريد.
وتعتبر الحياة بدون الإندومي الفورية في اليابان شبه مستحيلة، فهذا المنتج الغذائي يمكن تخزينه وإعداده بسهولة وهو يتناسب مع الوتيرة السريعة للحياة المعاصرة.
و في عام ١٩٥٨ طرح أندو موموفوكو مؤسس شركة نيشين للمنتجات الغذائية فكرة الإندومي. ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك الشعرية سريعة التحضير المفضلة لكثير من الناس في كافة أنحاء العالم وخاصة مع انتشار إنتاجها في الخارج.
واعتباراً من عام ٢٠١١، كان الاستهلاك السنوي للإندومي ٩٨ مليار حزمة، وفقًا للرابطة العالمية للشعرية سريعة التحضير.
وتستحوذ كوريا الجنوبية على أعلى معدل لاستهلاك الفرد بحوالي ٧٤٫١ حزمة في السنة، في حين تستحوذ كل من الصين واندونيسيا على النسبة الباقية من الاستهلاك.
و اختار إندو أن يخترع الشعرية بنكهة الدجاجن لأنها غير محرمة في أي ديانة، و قام بغلي المنكهات مع الشعرية المصنوعة من دقيق القمح وتجفيفها، ثم قليها في الزيت لمدة دقيقتين بدرجة حرارة تبلغ ١٦٠ درجة مئوية.
تصنيع الإندومي
إن قلي الشعرية يؤدي إلى التخلص من المياه الموجودة بالشعيرية، وجفاف المياه يترك بين الشعرية الكثير من الثقوب الصغيرة، لذلك فإن صب الماء المغلي عليها مرة أخرى يملأ تلك الثقوب التي تتخللها وتعيدها إلى الحالة التي كانت عليها مباشرة بعد الغليان الأصلي، كما تسمح تقنية إنتاج الشعرية هذه بتخزينها لمدة قد تصل إلى ستة أشهر دون الحاجة الى حفظها في الثلاجة وذلك بسبب حالتها الجافة التي تمنع انتشار الجراثيم .
تطوّر الإندومي
ظهر بعد ذلك كوب الشعيرية، وقد اخترع أندو هذا المنتج بعد رحلته إلى الولايات المتحدة لدراسة سوقها؛ فقد رأى أن الأميركيين كانوا يكسرون الشعرية المجففة الى قطع ويضعونها في كوب، ومن ثم يتناولونها بالشوكة.
ألهمه ذلك لمحاولة وضع حزمة الشعرية في كوب، وهو ما كان يتناسب أيضًا مع العرف الياباني من أكل الشعرية في وعاء باستخدام عيدان تناول الطعام، ولكن تسويق هذه الفكرة كانت تتطلب تطوير تقنية جديدة.
انتشار كوب الشعرية
و أصبح كوب الشعرية من المنتجات ذات الشعبية العالية على الصعيد العالمي وتباع الآن في أكثر من ٨٠ بلدا حول العالم. كما تأتي المنتجات في إصدارات متنوعة تختلف باختلاف الخلفيات الثقافية والعقائدية لتتناسب مع الأسواق المحلية لكل دولة.
في الولايات المتحدة وأوروبا يتم انتاج شعرية أقصر لجعلها أسهل للأكل باستخدام الشوكة حيث إن الناس هناك لا يتناولون الشعرية على الطريقة اليابانية.
أما في بلدان العالم الإسلامي مثل إندونيسيا فالشركات حريصة على ألا تشمل المنتجات على مكونات الخنزير في إصدارتها من الشعرية التي تباع هناك، كما تم اعتمادها كمنتج حلال يمكن للمسلمين تناوله دون أدنى قلق.