واشنطن بوست: روسيا تعيد رسم نفسها كزعيمة للعالم المناهض للغرب
رأت الكاتبة الأمريكية - الروسية ماشا جيسين - في مقال لها نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية على موقعها اليوم الاثنين - أن روسيا تعيد رسم نفسها كزعيمة للعالم المناهض للغرب.
إلا أن جيسين أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفى في بروكسل يوم الأربعاء الماضي أن يكون العالم على شفا حرب باردة جديدة , وقال - عقب مشاورات أجراها مع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) - إن روسيا لا تقود أي ائتلاف دولي أو مجموعة دولية معينة , أو حتى ايديولوجية عالمية.
وأوضحت جيسين أن الوضع في روسيا لا يتفق تماما مع تصريحات أوباما , حيث شهد العامان الماضيان صياغة ايديولوجية جديدة داخل أروقة الكريملين جعلت موسكو في نهاية المطاف زعيمة للعالم المناهض للغرب.
واستشهدت جيسين بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أمام البرلمان في شهر ديسمبر الماضي , واعتبرت أن بوتن أعاد حينها بلورة فكرة لطالما انتظرها الروس منذ انهيار الاتحاد السوفيتي , تجلت عندما تعهد بوتن بالسعي لأن تصبح بلاده قائدة لها ثقلها الدولي.
واعتبر بوتن وقتها :"أن هذا الأمر مفهوم ومبرر بالنسبة لدولة مثل روسيا , لها جذور تاريخية وثقافية عميقة عاشت على إثرها قرونا طويلة شهدت تعايش مواطنين لديهم مرجعيات مختلفة جنبا إلى جنب وداخل إطار دولة موحدة".
ورأت الكاتبة أن بوتن سعى إلى وضع روسيا في طريق مناهض تماما للغرب , ونقلت عنه قوله :"إن هناك العديد من دول العالم تقوم اليوم بمراجعة قيمها المعنوية وأعرافها الأخلاقية لتمحو التقاليد العرقية وتزيل الاختلافات بين الشعوب والثقافات , والمجتمع مطالب الآن ليس فقط بالاعتراف بحق كل فرد في حرية التعبير وحرية إبداء آرائه السياسية واحترام خصوصيته , بل أيضا بقبول المفاهيم التي تحمل في طياتها اختلافات كبيرة في المعنى.
وأردفت الكاتبة الأمريكية - الروسية تقول :" وأخيراً, قال بوتين, أن الوقت قد حان لمقاومة هذه الآفة من التسامح والتنوع الزاحف من الغرب ونعرف أن هناك المزيد والمزيد من الناس في العالم الذين يدعمون موقفنا في الدفاع عن القيم التقليدية.. دور روسيا هو "منع العودة إلى الوراء والسقوط في ظلام الفوضى والعودة إلى حالة بدائية".
وقالت إن بوتن لا يدخر جهدا في إنقاذ العالم من الغرب , وتجلت هذه الجهود في ضم شبه جزيرة القرم , وذلك لحماية المواطنين الروس في أوكرانيا -على حد تعبيره- , وفسرت جيسين ذلك بأن بوتن يسعى "لحماية الروس هناك من الأشياء المروعة القادمة من الغرب".