مقالات ورأى

عباس الطرابيلي يكتب : نأكل.. ونصدر الباقى

الصباح العربي

مازلت أتحسر على مصير مشروع الصالحية الزراعى، الذى كان محاولة جادة لتطوير الزراعة المصرية.. باستخدام آخر ما قاله العلم سواء فى كميات مياه الرى أو نوعية البذور.. وكنا نتسابق لنحصل على منتجاته المتميزة.. إلى أن جاءت مجموعات من العلماء اتجهت إلى زراعة الصحراء حول طريق الإسكندرية الصحراوى.. ورأينا- بل وأكلنا- إنتاجها المميز.. مع تصدير حصة أكبر منها للخارج، وكانت تلك هى «بواكير» استخدام العلم فى الزراعة العصرية.

وفى زيارتى الأخيرة لدولة الإمارات- منذ أيام- حرصت على زيارة أسواق الخضر والفواكه والأسماك ووجدت منتجات زراعية وسمكية من كل صنف.. وإذا كانت هناك جاليات من 200 دولة تعيش الآن فى الإمارات.. فإنها تستورد ما تأكل وتشرب.. أيضاً من 200 دولة!! هناك وجدت يوسفى من عدة دول.. من الصين إلى لبنان، إلى تركيا.. إلى إسبانيا.. وحتى من غرب أمريكا. ووقفت أبحث عن أى منتجات مصرية، ولم أجد إلا كميات محدودة من الفراولة إنتاج شركة بيكو «من الصحراء المصرية» حتى برتقال أبوصرة وجدته هناك من تركيا واليونان إلى تونس وفلسطين.. بينما المعروف عالمياً أن أبوصرة المصرى هو الأفضل.. ووجدت على استحياء البلطى المصرى.. أما البورى فهو أيضاً من تركيا إلى دول جنوب شرق آسيا.

وهناك وجدت معركة صامتة- فى هذه الأسواق- بين صادرات كل تلك الدول.. فالإمارات هى النموذج الأفضل لحرية التجارة.. بشرط أن تكون هى الأفضل عالمياً.

وخلال افتتاح الرئيس السيسى لمشروعات الزراعة المحلية من خلال الصوبات تأكدت أننا نسير فى الطريق الصحيح نحو غزو الأسواق الخارجية من هذه المحاصيل الممتازة.. وسمعت الرئيس يؤكد أهمية تغطية الأسواق المحلية الداخلية من هذه المنتجات، على أن نقوم بتصدير حصة محترمة لهذه الأسواق الخارجية.

وربما لهذه الأسباب نتعاون مع الشركات العالمية- من إسبانيا ومن الصين- على سبيل المثال- للحصول على هذه التكنولوجيا عالية الجودة ولمساحات كبيرة، وهذا سيجعلنا ننافس وبقوة فى أسواق الصادرات العالمية ولكن بعد أن نوفر حصة محترمة للأسواق المحلية.

■ ■ ويبقى أن نتوسع فى هذه النوعية من الزراعة التى توفر فى مياه الرى.. وتزيد من إنتاج نفس المساحة.. وتفتح المجال أمام الشباب.. وفى هذه الصوبات نجد الإجابة المثالية عن السؤال التقليدى: لماذا تنخفض إنتاجية الفدان من أرضنا عن إنتاجية الأرض فى دول غيرنا؟.

وهذه الصوبات تأخذ بيدنا نحو الإنتاج المميز.. كما ونوعاً.. أو جودة وإنتاجاً.. وأهلاً بمستقبل زراعى أفضل كثيراً.. ليأكل الناس ونصدر الباقى لغيرنا!!