الحوادث

بالصور.. انتحار طبيب جراح على موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”

الصباح العربي

أقدم طبيب جراح شاب على إنهاء حياته من خلال الإقدام على الانتحار من خلال قطع شرايين الدم، وتوثيق محاولته لإنهاء حياته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليصاب أصدقاؤه ومتابعوه بحالة من الذهول، دفعت الكثيرين إلى التوجه إلى منزله لإنقاذ حياته.

"أنا استسلمت.. الحياة قاسية وكلها معاناة.. ولا تستحق".. بهذه العبارة علق الطبيب الشاب على محاولته على الانتحار، بعدما تعرض للكثير من الضغوطات النفسية والمشاكل الأسرية التي دفعت به للدخول في حالة من الاكتئاب، خاصة بعدما قام بكتابة منشور على موقع التواصل الاجتماعي يكشف من خلاله تفاصيل حالته الصحية، ليواجه حملة من التنمر بين رواد موقع التواصل، وهذا ما تسبب في زيادة سوء حالته النفسية.

الطبيب الشاب "مايكل هلال"، نائب طبيب جراحة، نشر عبر حسابه الشخصي منشورًا، قال من خلاله: "بالنسبة للناس اللى متعرفنيش وميعرفوش الـdimensions للى حصل.. أولا أنا نايب جراحة قلب.. الجلطة عملاقة فى المخ فى شريان كبير اسمه الـmiddle cerebral artery.. إل extend بتاع الجلطة عمل infarction وischaemia يعنى نقص فى التروية الدموية.. فى الفص الصدغى كله أللى هو temporal lobe، وأخد معاه فص تانى اسمه ال parietal lobe، دول فصين من أربع فصوص فى النص اليمين أللى هو الـright hemisphere.. مفيش أى طريقة أعرف بيها مدى الـdamage أللى حصل.. بس عموما الإيد والرجل الشمال مش شغالين.. إمبارح اكتشفت إن العصب السمعى طار وفقدت السمع فى الودن اليمين".

وتابع قائلا: "إنهاردة العصب التامن طار وفقدت التوازن تماما.. السيولة كان لازم تعمل نزيف داخلى.. أى حد هيتوقع إنها تعمل نزيف فى المخ.. بس لحسن الحظ النزيف الداخلى حصل فى القولون.. معرفش إيه المراكز التانية فى الفصين دول ممكن يطيروا.. ممكن ماموتش من نزيف تانى أو سكتة قلبية وأفضل عايش بس هابقي عايش عاجز ومش هارجع للجراحة تانى واحتمال مقدرش أرجع الطب كله، وده أسوأ من الموت، ومش متخيل حياتى بالشكل ده.. أنا نفسيا كويس ومستعد.. أنا مكنتش متوقع كمية الحب أللى اديتوهالى".

وأضاف الطبيب المنتحر قائلا: أنا محظوظ جدا بيكم.. بالمناسبة فيه بنت كنت مرتبط بيها من سنتين اتصلت بيا بتقولى إنت بتلم تعاطف واهتمام وعايزة تنصب عليا.. بجد والله.. ما علينا.. أنا كويس.. وأنا آسف إنى مش قادر أرد على حد أو أتكلم.. أنا مش قادر.. مش مش مهتم أو مش عايز.. أنا ماستاهلش الاهتمام ولا التعاطف يا جماعة.. أنا كطبيب شوفت مرضى حالاتهم أسوأ بكتير وشوفت أسر اتدمرت وماتت بالكامل.. يعنى أنا شايف إنى محظوظ فعلا.. الحياة عشوائية وعبثية وأنا مدرك ده تماما.. وقصة إن تحصلى كوارث صحية نادرة ومش مفهومة.. دى حاجة عادية.. أنا مش على راسي ريشة عشان أعيش حياة مستقرة.. شىء طبيعى إنى أكون جزء من عبثية الحياة.. وأنا متصالح مع ده.. وبالمناسبة الـthree years survival rate of massive stroke in young age is 5%.. ممكن تكون محظوظ تانى وأكون من الـ5% أللى ممكن يعيشوا تلات سنين كمان.. فيه ناس عندهم طاقة إنهم يكافحوا.. أنا طاقتى انتهت تماما.. الحياة لا تستحق الكفاح والمعاناة.. أنا عشت كتير وعرفت كتير ومريت بتجارب وخبرات تكفى 200 سنة".

وأنهى الطبيب المنتحر على "فيسبوك" حديثه: أنا مش زعلان.. الخوف إحساس طبيعى.. أنا اختبرت مشاعر كتير وأخدت كفايتى من الحياة.. أخدت كفايتى من الألم والمعاناة.. ومن الحب ومن الكفاح ومن الفرحة واللحظات المسروقة وأخدت كفايتى من الذكريات.. أنا مش عارف بأقول إيه.. الموضوع مفيهوش استسلام ولا مقاومة.. ده المخ مش أى عضو تانى.. وأى دكتور عارف إن محدش يعرف إيه أللى ممكن يحصل بعدين خصوصا مع جلطة بالحجم العملاق ده.. دى المفروض إنها fatal stroke يعنى جلطة قاتلة.. ده كلام الكتب.. أنا مش عارف هل أنا محظوظ إنى لسه عايش ومش في غيبوبة.. ولا أنا حظى سيئ إنى مموتش وباختبر مخى والمراكز بتموت بالبطىء.. بس أنا كويس فعلا.. وكفاية الحب أللى ماستحقهوش فعلا.. أنا مش أحسن من الناس أللى بتعانى من أمراض مؤلمة، ولا أحسن من الناس أللى بتموت من الجوع فى اليمن مثلا.. ولو أنا باعانى وبمر باختبارات وتجارب مؤلمة.. يبقي ده قدرى we don't chose our birth and we don't chose our death.. بس أنا عندى رفاهية إنى أقدر ا chose my death when it's unbearable.. ده تمن الحرية المطلقة".

يشار إلى أن الطبيب الشاب أصيب منذ نحو أسبوعين بجلطة دماغية، أثرت على قدرته على الحركة بشكل طبيعي، وفي ظل الخلافات القائمة بينه وبين أفراد أسرته زادت حالته النفسية سوءًا ليكشف عن طبيعة علاقته مع أسرته، ليقوم بكتابة منشور قاله فيه: "أخويا كل يوم بييجى يشتمنى مش أقل من ٥ مرات فى اليوم.. وأمى كل يوم تعنفنى وتستفزنى لحد ما الضغط بتاعى يعلى فوق الـ٢٠٠.. عايزين يقتلونى بأى طريقة بس مش لاقيين طريقة أسهل من كده".

استغاثات رواد موقع التواصل الاجتماعي نجحت في إنقاذ حياة الطبيب الشاب، وقام البعض بالتوجه إلى منزله فور قيامه بكتابة منشور الانتحار، وتم نقله لمستشفى الأقصر الدولي.